ضمن الرؤية التحوُّلية لـ "سيدتي"، التي أطلقناها العام الماضي احتفاءً بالعام الـ 40 للمجلة، بدأنا خطوات تمكين الزميلات، ودعمهن في مختلف الأقسام، حيث أصبح فريقُ الإخراج الفني في المجلة الورقية نسائياً بالكامل، كما استقطبنا محرراتٍ في إنتاج المحتوى المرئي، ورفعنا نسبة مشاركتهن إلى 50%.
نفردُ لكم في صفحات العدد احتفاءً خاصاً بـ "يوم المرأة العالمي"، الذي يصادف 8 مارس من كلِّ عامٍ، ونسلُّط الضوء على شعار "كسر النمطية" في نظرة المجتمع للمرأة بمختلف أدوراها ومراحلها العمرية.
تجدون على الغلاف جلسةَ تصويرٍ، يصاحبها حوارٌ مع غالية أمين، ورانيا حماد، السيدتين اللتين كسرتا بإرادةٍ حديدية القالب النمطي للمرأة في عالم الموضة.
أصرَّت الإعلامية والعارضة السعودية غالية أمين على دخول عالم عرض الأزياء بقوامها الممتلئ، خلافاً للصورة النمطية عن عارضة الأزياء النحيلة، وساعدها تخصُّصها بالدراسات العليا في المتاحف وتاريخ الفن في فهم عمق الأمور وأبعادها، لذا كانت رسالتها للمرأة في يومها العالمي، أنَّ الثقة في النفس منبعُ القوة، وأنَّ الحظَّ ليس المحرك الرئيس، بل الخطواتُ الصغيرة تُجاه الهدف.
أما المؤثرة والعارضة المصرية رانيا حماد، التي فقدت ساقها إثر حادثٍ أليمٍ أثناء حملها، فمرَّت بمراحل صعبة، اختلطت فيها مشاعر الصدمة والألم بأسئلةٍ ملحَّة: "كيف سأصبح أماً؟ كيف سأواجه المجتمع؟ كيف سأستمر؟". بدأ التغيير بخطوةٍ بعدما كانت تخفي طرفها الصناعي تحت ثيابٍ طويلة. أدركت أن حياتها تسير لإرضاء المجتمع وفقاً لرغباته دون مراعاةٍ لسعادتها، لذا قرَّرت أن تظهر على حقيقتها، وأن تبثَّ رسالةً مهمةً، تقول فيها: "هذه أنا، وأحبُّ نفسي كما هي، والاختلافُ ليس عيباً. إنه قوةٌ وتميُّز".