يحرص الشبابُ في العصر الجاري على إثبات أنفسهم، والقفز بخطواتٍ كبيرة، والاستفادة من الخبرات، وكل ما يُقدَّم لهم من فرص تمكينٍ، وما يُوفَّر من تقنياتٍ حديثةٍ في دعم مساعيهم وقضاياهم.
ومثلما عوَّدناكم من خلال صفحات "سيدتي"، نعملُ بشكلٍ حثيثٍ على تقديم موضوعاتٍ منوَّعة، تُعنى بالأسرة بمختلف أقطابها، لا سيما فئة الشباب، التي تحظى في العالم العربي بالنصيب الأكبر من الاهتمام، كيف لا وهم المستقبلُ المشرق الذي تراهن عليه المنطقة.
تجدون على غلاف العدد المحامية العمانية الشابة ريم الزدجالي، عضوة اللجنة الدولية لاتحاد المحامين الخليجيين، التي اختارت إكمال مسيرة والدها الراحل في السلك القانوني، وصنع فرقٍ بتعديل القوانين من أجل خدمة المجتمع ونصرة المظلوم، ووضع يدها بيد الرائدات العمانيات في كل القطاعات التي تُعنى بهذا المجال.
وفي السياق ذاته، تطَّلعون في العدد على ملفٍ عن المهرجان الوطني للفيلم في طنجة، مع تسليط الضوء على المواهب الواعدة المشاركة فيه، لعل من أبرزها المخرجة المغربية الشابة ضحى مستقيم، أصغر مخرجةٍ عن فئة الفيلم الطويل، التي قدَّمت عملاً فنياً إبداعياً بعنوان "وداعاً فرنسا" بعمر لا يتجاوز 23 عاماً. وفي حوار سابقٍ خاصٍّ بـ "سيدتي"، حدَّثتنا المخرجة الشابة عن نشأتها في عائلةٍ متماسكة، كانت لغة الإشارة حاضرةً فيها، ما جعلها تتعلَّم من والدها الأصم كيفية التعبير عن المشاعر عبر الإخراج السينمائي.
كذلك تجدون لقاءً ملهماً مع مصممة الديكور الإماراتية ناريمان الزرعوني، التي نشأت وهي تراقب والدها الخطاط يرسم أبعاداً فلسفيةً للخط العربي، يراها بعينه قبل أن تخطها يده، وقد أدَّى تأثرها به إلى ميلها لرسم المساجد الغنية بالفن المعماري الإسلامي، وبدأت رحلتها حين شجعها على دراسة الفنون الجميلة للإسهام في تصميم الشكل الخارجي للمساجد لمؤسسة الأوقاف بوصفه عملاً خيرياً.
في القصص الملهمة للشباب والشابات، التي يتضمَّنها العدد، نلمس عنصر الوالد وتأثيره الكبير في الأسرة، خاصةً الأبناء، حيث تتشكَّل اهتماماتهم من وحي محيطهم وترابطهم الأسري، لذا يجب أن نجعل المنزل بيئة حاضنة وداعمة، لتظهر منها مفاجآت المستقبل.