تجاوب لاشعوري

أحمد العرفج

 

كثيرٌ منا يرى بعض الأشخاص للمرة الأولى، فإذا سلم عليهم انكمش وانقبض منهم وشعر تجاههم بمشاعر غير مريحة على الرغم من أنه لا يعرفهم، وإذا خرج إلى قومه قال: سبحان الله، هذا الشخص لم ترتح نفسي إليه فما هو السبب؟

العلم هو الذي يفسر هذه الظاهرة، ولقد حاول الدكتور "علي الوردي" في كتابه (خوارق اللاشعور) أن يجيب عن هذا السؤال، وقد ذكر الإجابة في عدة أماكن من كتابه لعل أوضحها وأبسطها ما ذكره في صفحة (38) حين قال: ".. قد ترى شخصاً للمرة الأولى في حياتك فتكرهه فوراً وتتقزز نفسك منه وأنت لا تدري ما الذي دعاك إلى هذه الكراهية المفاجئة، إنك قد تقف حائراً متردداً بين تفسیرین اثنين: إما أن يكون هذا الشخص المكروه شبيهاً بشخص آخر كان قد آذاك فيما مضى من الأيام، وترك هذا الأذى في أعماق عقلك الباطن عقدة كامنة ضد كل من يشبهه، وإما أن يكون قد كرهك هو في الوقت نفسه الذي كرهته أنت فيه حيث حدث بينكما تجاوب لاشعوري، ولعله كان هو البادئ بشعور الكراهية فانتقل هذا الشعور إليك عن طريق الأمواج النفسية أو عن طريق تناقل الأفكار كما يسمى أحياناً".

 

في النهاية أقول:

هذا كلام أهل الاختصاص فهل تتفقون أم تختلفون؟

وقبل الإجابة أتمنى أن نحذر من كراهية أناس لم يفعلوا لنا شيئاً سوى أنهم يشبهون في أشكالهم أناساً قد آذونا في مراحل ماضية من حياتهم.