تغيرت المرأة فهل تغير الرجل؟

أحمد العرفج

 

تصلني كما تصل غيري من الكُتاب والكَاتبات مجموعة من الرسائل كل يوم تدور حول التعقيب على هذا الموضوع أو ذاك، ونظراً لكثرة الرسائل فأنا أتخير منها ما يناسب المقام والمقال، لذلك تخيرت هذا الأسبوع رسالة من باحث قدير سمى نفسه «أبو البنات» وأعتقد أنها رسالة جديرةٌ بالتوقف والتأمل وإليكم نص الرسالة التي يقول فيها: «اطلعت على مقالة» عامل المعرفة أحمد العرفج» والمنشورة في مجلة «سيدتي» بعنوان (الأحاسيس في وصف المرأة).

وبصفتي أحد أولئك الرجال الذين نظروا إلى المرأة من زاوية مغايرة؛ أود أن أطرح بعض التساؤلات التي أتمنى أن توصلنا إلى فهم أعمق للمرأة:

لا يشك منصف في أن النساء تغيرن في العشرين عاماً الماضية.. لكن ما هو حال الرجال؟!

هل رافق تبدّل أوضاع المرأة في بِلادنا؛ تعديلاً في هوية الرجل بصورة تواكب ذلك التبدّل؟!

هل الصورة التي يرسمها رجل اليوم لشريكة حياته؛ تتطابق مع الصورة التي تحملها امرأة اليوم لذاتها؟!

ماهي مواقف الرجال الحقيقية حيال تطور النساء اللاحق في مجتمعنا، وما مدى استجابتهم له واستعدادهم للعب أدوار جديدة في مفهوم الأبوّة الحديثة التي لا تشبه أدوار الآباء اطلاقاً؟!

ما هو مدى مناصرتهم لقضاياها المتبقية التي لازالت تطالب بها؟!

إن التساؤلات السابقة هي - من روح الواقع الذي نعيشه اليوم - فالتحولات التي شهدتها بلادنا في العشرين عاماً الماضية؛ كان من أبرزها ذلك التحول غير المسبوق في مكانة المرأة ودورها الاجتماعي. هذا التحول بِلا شكّ أحدث لدينا كرجال شيء من الاضطراب.!! فمفهوم (الرجولة مقابل الإعالة) الذي زرعه الآباء؛ أسقطه الواقع، ولم يعد الرجل هو المعيل الحصري للأسرة.!!

وإن عدنا إلى موقع كل منهما في بلادنا؛ سنجد أن النساء تغيّرن كثيراً، والصورة التي تحملها المرأة السعودية اليوم لذاتها علامة على ذلك التغيير، فهي وإن ثابرت على أن تبقى تلك الحسناء الجميلة الجذابة (وفهمنا ذلك على إنه استعراض للفت انتباهنا)، فإن هذا تراه تماهياً مع دورها الأنثوي الفطري، وليس كما نراه نحن.!

كما أنها لم تعد تكتفي بهذا الدور «البديهي الفطري»، بل تجاوزته إلى دائرتنا كرجال، واكتسبت سماتنا، ولعبت أدوارنا على أكمل وجه.. وأكثر.!

وبناء عليه؛

في وجهة نظري؛ حين يرافق تبدّل أحوال المرأة (تغيراً) في الهوية التقليدية للرجل؛ لن يشعر بأنها ذلك المخلوق الحائر في نفسه، المحيّر لغيره، ولن تأتي كعلامة استفهام كبرى في وسط تفاصيل الأسئلة، وكلّما اقترب الرجل من فهم نفسية وعقلية المرأة، شعر بأنها اقتربت منه أكثر وأكثر.

في النهاية أقول:

يا قوم، هذه رسالة أبو البنات، قال ما عنده فليتكم تقولون ما عندكم.