LADIES NIGHTS السعوديات..

على الرغم من الالتزامات الكثيرة التي تقع على كاهل المرأة الأم والزوجة والعاملة. إلا أن هناك سرًا ما يجعلها أسبوعيًا تجدد نشاطها، بل ويجعلها سيدة مجتمع بالدرجة الأولى على الرغم من كل تلك الانشغالات. فما السر وراء تصنيف المرأة السعودية، ربة المنزل والأم والعاملة، بأنها سيدة مجتمع، وكما يقولون «ما يفوت عليها شيء»؟!

اكتشفنا أخيرًا أن السر يكمن وراء (يوم الثلاثاء)، فعلى ما يبدو أنه اليوم السري، وعنصر التجديد في أسبوع السعوديات. وحول العالم يأتي يوم «الثلاثاء» ليكون اليوم الذي يبتعدن فيه عن أي مهام منزليَّة موكلة إليهن، ويستمتعن فيه كما يشأن، وأطلقن عليه اسم (ladies night)، بينما أطلقت عليه السعوديات «الثلوثيَّة». ولكن رغم إجماع السيدات على هذا اليوم، إلا أنَّ البعض منهن يهملنه، ولا يضعنه في الحسبان؛ لأسباب قد تختلف من سيدة لأخرى.

«سيدتي» التقت عددًا من السيدات؛ لمعرفة ماذا يفعلن في يوم «الثلوثيَّة»، وكيف يقضين يومهن بعيدًا عن ضجة أيام الأسبوع الأخرى؟!

 

الـ«ثلوثية» صنعها الرجال

بداية أوضحت أريج جلال، موظفة في القطاع الخاص، وإحدى المهتمات بيوم «الثلوثيَّة»، أنَّ اختيار هذا اليوم ليس لأنَّه يوم عالمي اختارته السيدات، بل لأنَّ الأزواج يذهبون مع أصدقائهم؛ ما جعل السيدات يبحثن عن أي مكان يذهبن إليه، وكذلك فعلت الشابات الجامعيات؛ نتيجة لانشغال الأب والأم في هذا اليوم، فأصبح يوم «الثلاثاء» يوم إجازة لكافة أفراد الأسرة.

وصنفت أريج «الثلوثيَّة» إلى «ثلوثيَّة» الشابات اللائي تتراوح أعمارهن بين 17 و28 سنة، وتكون تجمعاتهن إما في المنزل وإما في المطاعم أو الكوفي شوب، وغالبًا ما يدور الحوار حول الموضة وعلاقات الحبِّ والفنانين والأغاني. «وثلوثيَّة» السيدات بين 30 و40 سنة، وتكون لقاءاتهن في المنزل، ويقضينها في الضيافة والعشاء والسهر، ولا تخلو من سرد الحكايات والتعليقات عن أهل الزوج والكثير من النميمة.

 

المرأة العاملة محرومة

وعلى الرغم من قناعة سيدة الأعمال سوسن الشاذلي، والمديرة العامة لشركة «سايس غروب» لتنظيم الفعاليات، بضرورة إيجاد روح للترفيه والمتعة في يوم الثلاثاء، إلا أنَّ كثرة انشغالاتها تمنعها من منحها إجازة من المتاعب، وترى أنَّ «التنصل» من كافة المسؤوليات وأخذ يوم الثلاثاء كإجازة ترفيهيَّة للقاء الصديقات فيه فوائد كثيرة؛ كتبادل الخبرات والمعلومات، إضافة لروح المتعة والترفيه، لكنها أوضحت أنَّ التقنية الحديثة كبرامج التواصل الاجتماعي مثل (تويتر- وفيس بوك- وسكايب) قد تعوض المرأة العاملة التي لا تستطيع استغلال هذا اليوم، فأصبحت اللقاءات والأحاديث تتم من خلال هذه التقنية من دون تكبد عناء المشوار وضياع الوقت.

 

ثقافة دخيلة

وترى الدكتورة مها حريري، استشاريَّة الطب النفسي، أنَّ ثقافة «الثلاثاء» غزتنا مع عودة البعثات الدراسيَّة من الخارج، لكنها تجد نفسها من أكثر النساء تدليلاً؛ لأنَّها خصَّت نفسها بيومين في الأسبوع تفضل الذهاب فيهما إلى الـ«كوفي شوب» لتناول القهوة، أو الذهاب لصالون التجميل للعناية بالبشرة أو لعمل مساج، أو الذهاب إلى زيارات عائليَّة أو اجتماعيَّة، وأضافت: ورغم اختياري ليوم الثلاثاء من ضمن اليومين المخصصين للترفيه، إلا أنَّ ذلك لم يأت؛ لأنَّ «الثلاثاء» يوم عالمي تتشارك في كل النساء حول العالم، فالمصادفة هي من حددت ذلك.

أما رانيا سلامة، رئيسة لجنة شابات الأعمال بالغرفة التجاريَّة والصناعيَّة بجدة، التي سمعت فقط أنَّ يوم «الثلاثاء» هو يوم عالمي للسيدات، فلا تتذكر متى آخر مرة خرجت فيها بغرض الترفيه، لكنَّها تطمح مستقبلاً في أن تخصص يومًا لها في الأسبوع؛ لترفه عن نفسها، رغم انشغالاتها المتواصلة، شأنها شأن كثير من سيدات الأعمال والموظفات.

 

صالونات التجميل

وأكدت إيمان عاشور، مديرة صالون نوارة للتجميل بجدة، أنَّ يوم الثلاثاء يشهد إقبالاً كبيرًا من قبل السيدات، لكنَّها ترى أنَّ اختيار هذا اليوم تحديدًا جاء لأنَّه يسبق الإجازة الأسبوعيَّة؛ لأنَّ معظم النساء يفضلن الاستمتاع بالخدمات التي تقدمها صالونات التجميل قبل الإجازة بيوم واحد، والاستعداد لزيارات ومناسبات آخر الأسبوع.

 

المطاعم

وأوضح خالد خوجة، مدير مطعم ستارفن بجدة، أنَّ يوم «الثلاثاء» هو يوم السيدات في المطعم، خلافًا لباقي أيام الأسبوع التي تكثر فيها العائلات، حيث يشهد المطعم حضورًا نسائيًا كبيرًا، تزيد نسبته على الأيام الأخرى بـ50%، وتبدأ السيدات في الإقبال على المطعم، ابتداء من الفترة الصباحيَّة لتناول القهوة وحتى الفترة المسائيَّة، وهو يرى أنَّ أكثر السيدات اللائي يأتين إلى المطعم في هذا اليوم تكون أعمارهن بين الـ25 و40 عامًا، لكنَّه يعتقد أن اختيار هذا اليوم تم؛ لأنَّه اليوم الذي يسبق إجازة نهاية الأسبوع، التي تكثر فيها الارتباطات والمناسبات، لذلك فيوم الثلاثاء أفضل يوم لخروج الصديقات.

 

المحال التجاريَّة

من جانبه أشار محمد علوي، الرئيس التنفيذي لشركة أسواق البحر الأحمر، أنَّ جميع تجار المحال التجاريَّة يدركون أنَّ يوم «الثلاثاء» هو اليوم الذي تشهد فيه محالهم انتعاشًا في حركة البيع؛ لذا يحرص الجميع على جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن عن طريق العرض والتنافس في ذلك. وكذلك الحال في محلات الكوفي شوب داخل المراكز التجاريَّة التي تشهد إقبالاً نسائيًا غير عادي، لكنه كذلك عزا هذا الإقبال لأنَّه اليوم الذي يشهد نهاية الأسبوع، حيث ارتباط العائلة الكبيرة والمناسبات.

 

«ثلوثيَّة» الرجال

أحمد حمود أوضح أنه لا يمنع زوجته من الخروج في أي يوم تريده، فمن حقها أن تدلل نفسها متى ما أرادت، أما عن نفسه فقد حدد يوم «الثلاثاء» مع أصدقائه؛ لممارسة هواية لعب كرة القدم، وهذا اليوم كما -قال لنا- تم اختياره منذ سنوات بعيدة. وأضاف: نحن الرجال أيضًا من حقنا أن تكون لنا «ثلوثية»؛ نمارس من خلالها هواياتنا، أو نلتقي مع بعض الأصدقاء والأهل، والترويح عن أنفسنا.

 

دللي نفسك كل الأسبوع

أما الدكتور خالد باحاذق، استشاري الأسرة والطب النفسي، فطالب المرأة بأن تدلل نفسها طوال الأسبوع، وليس في يوم واحد، مطالبًا المؤسسات الحكوميَّة والخاصة بتهيئة بيئة عمل ملائمة للترويح عن المرأة، وعلى الزوج أن يهيئ بيئة منزليَّة ملائمة لزوجته؛ لأنَّ المرأة ليست ملزمة بالتربية ولا الرضاعة، حيث ذكر الفقهاء أنَّ المرأة إذا طلبت مقابل إرضاعها لطفلها مبلغًا ماليًا من الزوج فعليه أن يدفعه لها، وهذا يؤكد أنَّ المرأة ليست ملزمة بأي عمل، والأصل في الإسلام الحرص على راحة المرأة.

ويرى باحاذق أنَّ هناك خلطًا كبيرًا بين عادات المجتمع السعودي وتعاليم الدين الإسلامي، فالإسلام كرّم المرأة ولم يلزمها بشيء، أما العادات فهي التي فرضت إلزام المرأة بكل شيء، وتناسى الأزواج أنَّ المرأة خلقت لتكرّم، وتعامل معاملة حسنة، وليس لتعمل في البيت وخارج البيت وتؤمر وتنهى، ولا تحرر نفسها إلا في يوم واحد في الأسبوع.