بعد عقود من دراسة دورة حياة النجوم في الفضاء الخارجي؛ توصل علماء الفضاء إلى أنها تموت بطريقتين فقط لا ثالث لهما، إما أن تتحول إلى ما يُسمى القزم الأبيض، حيث يعتبر النجم في هذه الحالة بأنه يحتضر، وتصير الحرارة على سطحه عالية بدرجة غير اعتيادية، قبل أن يبدأ بفقدان حرارته ببطء، أو أن ينفجر بسرعة ويتحول إلى ما يُسمى مستعر أعظم.
ولكن مؤخراً، اكتشف علماء الفضاء ظاهرة جديدة لم يلاحظوها قبل الآن، وهي أن بعض النجوم تموت بشكل مؤقت دون أي انفجار أو تحول ثم تختفي، لكنها تعاود الظهور مرة أخرى في أوقات لاحقة. وبعد دراسة مكثفة لهذا الأمر قدموا تفسيرين اثنين غير مؤكدين بعد، الأول أن هذا حدث فلكي جديد تماماً لم يحدث سابقاً؛ ما يجب دراسته بشكل أكثر تخصيصاً في حال كان كذلك. والثاني -المثير للجدل- أن هذه الظاهرة تعتبر مؤشراً على وجود أنشطة لكائنات فضائية أخرى في الكون.
ووفقاً لما ذكره موقع مرصد المستقبل، فإن فريق العلماء العاملين في مشروع فاسكو، وهو اختصار من اللغة الإنجليزية لعبارة «مصادر تختفي وتظهر خلال عقد من عمليات الرصد»، كانوا قد نشروا يوم الخميس الماضي 19 من كانون الأول/ديسمبر، دراستهم الأولى حول هذا الموضوع في مجلة ذي آسترونمكل جورنال العلمية. وقدموا خلال هذه الدراسة تفصيلاً لمحاولاتهم رصد عدد من الأجسام التي ظهرت خلال مسح السماء في عقد الخمسينيات من القرن العشرين الماضي، ولم تظهر مرة أخرى في عمليات المسح الجديدة. حيث قاموا برصد 100 جسم أحمر، ظهر واختفى خلال الأعوام الـ70 الأخيرة.
العلماء يعتقدون بأنها كائنات فضائية..
عالم الفضاء مارتن لوبيز، المؤلف الشريك في هذه الدراسة، كان قد أشار، خلال بيان صحفي نشره مؤخراً، إلى أن فريق مشروع فاسكو لم يتمكن حتى هذه اللحظة، من إيجاد دليل مباشر وقاطع يربط ظهور واختفاء وظهور النجوم مجدداً بالكائنات الفضائية في كوننا، لكنه أكد أن فريق العلماء لا يستبعدون هذا الاحتمال. ومن جانبهم، كتب مؤلفو الدراسة أن: «اكتشاف الأجسام المتلاشية الظاهرة مجدداً، يتجاوز حيز الاكتشافات الفلكية وصولاً إلى عمليات البحث عن أدلة على وجود حضارات متقدمة تقنياً». وهذا يشير إلى أن وجود حياة ثانية على كواكب أو نجوم أخرى في الكون، قد يكون محتملاً بشكل كبير، ولكن يبقى إثبات هذا الأمر بشكل حقيقي، ومحاولة التواصل مع هذه الكائنات الفضائية في حال ثبت وجودها.