إن بيئة العمل مع كل ما يحويها من مواقف هي أمر تواجهه المرأة العاملة كل يوم، لذلك لا بد أن تكون مؤهلة نفسياً وبدنياً لمواجهة مصاعبه. إن التجاوزات من بعض الزملاء قد تحدث فعلاً، وفي هذه الحالة لا بد من إيقاف كل شخص عند حده برفع الراية الحمراء والتصرف بحزم وشدة مع هذا الشخص، فالتراجع أو الخجل في هذه الحالة سيدعو المخطئ للتمادي، وهذا سيؤدي في النهاية إلى أمور سيئة، فإن وضع خطوط حمراء هو أفضل الطرق للحفاظ على علاقة صحية مع الزملاء من الرجال، بالإضافة أنه يحفظ سمعة المرأة العاملة، والتي تعد ذات أهمية قصوى في مجتمعاتنا الشرقية.
التعامل مع الجميع من منطلق الإخوة، أي التأكيد على لفظ «الإخوة» بين الجميع، بحيث يتأكد كل الزملاء أن تصرفات المرأة خلال العمل لا يمكن أن تحمل أي معنى آخر.
وبحسب الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية أن الابتعاد عن المجاملات غير الضرورية بين الزملاء كتقديم الهدايا الخاصة في مناسبات غير معروفة لبقية الزملاء، بالإضافة إلى تجنب تقديم الهدايا بشكل فردي، ولكن لا مانع بالطبع من مشاركة الزملاء في مجاملة زميل؛ بمناسبة إنجابه طفلاً أو عودته من الحج مثلاً، مع الاهتمام بأنه عندما تجاملين زميلاً ما، فلا بد من مجاملة الآخرين بنفس الأسلوب والمستوى.
- تجنب التطرق لأحاديث خاصة أو خارجة عن مجالات العمل كأن تستمع المرأة لشكاوى زميل لها عن زوجته أو أمراضه مثلاً أو إظهار التعاطف الفردي نحو زميل بعينه، فهذا الأمر قد يؤدي لفتح أبواب من الإعجاب بين الرجل والمرأة قد لا تفطن لها المرأة في وقتها، مما قد يؤدي بالفعل لنشوء علاقة بينها وبين زميلها. الحديث مع الزملاء من الرجال لا بد أن يكون بشكل علني بعيداً عن الأبواب المغلقة، مع الاكتفاء بالحديث في مجال العمل والاحتفاظ بأضيق الحدود من الأحاديث الخاصة.
- المزاح أمر لا بأس به بين زملاء العمل، ولكن بشرط الاكتفاء بالمزاح المناسب الذي قد يشارك فيه الجميع والذي لا يسمح بتطاول أحد عليك بقول أو فعل، مع الابتعاد نهائياً عن استعمال الأيدي مع زملائك من الرجال.
- الابتعاد عن النميمة، فتبادل الأحاديث من هذا النوع قد يؤدي للتطرق إلى موضوعات حساسة لا تصلح للمناقشة بين رجل وامرأة غريبين عن بعضهما.
- مراعاة عدم الوجود مع زميل لك لوحدكما أبداً حتى لو اضطررت لهذا بحكم العمل، حاولي الوجود وسط بقية الزملاء، فحتى إن لم يكن زميلك يسعى لأمر سيء، فقد تطولك أعين وألسنة بقية الزملاء.
- الابتعاد عن الحديث عن مشاكلك الخاصة مع زوجك أو أسرتك، فهذا يندرج تحت بند «السرية التامة»، فتعرف الجميع على مشاكلك هو خطوة في معرفة نقاط ضعفك، وبالتالي التسلل إليك من خلالها.
- لا بد من الحذر من الزملاء «سيئي السمعة»، فالتفاح الفاسد يفسد بقية الثمار في السلة. إن وجودك مع الزملاء سيئي السمعة سيتسبب في اعتبارك مثلهم في أعين الكثيرين، بالإضافة أنهم سيقومون بالحديث عنك بشكل مغالط قد يسيء إلى سمعتك أيضاً.
- مظهر المرأة العاملة هام وخاصة إن كانت تعمل في مجال يهتم بالمظهر بشكل أساسي، كمجالات السياحة والعلاقات العامة مثلاً، لذلك فاهتمام المرأة بمظهرها لا يمكن إهماله، ولكن لتحرصي عزيزتي المرأة على الالتزام بالمظهر العملي المناسب لفترات العمل الصباحية، من حيث عدم الإفراط في الزينة أو استخدام العطور النفاذة مع مراعاة الاحتشام وارتداء الألوان غير اللافتة للنظر، فمظهر المرأة هو علامتها الأولى وهو وسيلة الحصول على «الانطباع الأول» لدى الجميع، فحاذري من إرسال رسالة خاطئة.