نظَّمت كلية العلوم في جامعة الملك سعود، اللقاءَ الأول للمواءمة بين مُخرجات التعلم لبرنامج الكيمياء وسوق العمل، وفق رؤية المملكة 2030، في حضور د. ناصر الداغري عميد الكلية، وعدد من الأكاديميين والمختصين والمسؤولين في الجهات الحكومية والخاصة، وبعض الطالبات في السنة النهائية في قسم الكيمياء في كلية العلوم بالجامعة، وذلك في القاعة رقم 19 بكلية الطب في رحاب جامعة الملك سعود بالرياض مؤخرًا.
وفي بداية اللقاء قدمت د. سهام الطريري وكيلة قسم الكيمياء في كلية العلوم بجامعة الملك سعود، ومشرفة وحدة تقنية النانو في المدينة الجامعية للطالبات التابعة لمعهد الملك عبد الله لتقنية النانو، عرضًا مرئيًّا كشفت من خلاله أسباب البحث عن سُبُل المواءمة بين مخرجات التعلم وسوق العمل، مبررة ذلك بالفجوة الحاصلة بين التعليم الجامعي وسوق العمل، والتي تؤدي إلى ارتفاع نسب البطالة بين الخريجين في المملكة، وذكرت أن معدل البطالة في المملكة يبلغ 36% بين الشباب، و38% بين الإناث، وفق هيئة الإحصاءات لعام 2019، مبينة أن هذا الأمر يتطلب تضافر الجهود بين جميع فئات المجتمع.
واقترحت ثلاثة حلول لسد الفجوة بين مخرجات التعلم وسوق العمل، الأول فتح تخصصات جديدة وعصرية يتطلبها سوق العمل، والتقليل من التخصصات التي ليس لها مجالات في سوق العمل، إضافة إلى تجويد مخرجات التعليم لتلبِّي رغبة وحاجة القطاعين العام والخاص في الحصول على نوعية متميزة من الخريجين.
وقالت الطريري لـ"سيدتي": "لاحظنا خلال الفترة الماضية كقيادت أكاديمية انخفاضًا كبيرًا في نسب توظيف الخريجين السنوية، فكان لا بدَّ أن يكون هناك تحرُّك من جهتنا ونبحث عن حلول ولا نقف مكتوفي الأيدي، لذا كانت الفكرة بعقد هذا اللقاء الأول، والذي لن يكون الأخير، حيث نهدف من خلاله إلى تسويق منتجنا وهو الخريجات، مع دعوة جهات العمل من القطاع الحكومي وشبه الحكومي والخاص، ويتعرفون على الخريجات وهن يعرضن بحوثهن، ليكشفوا جميع المهارات التي اكتسبتها الطالبات خلال تعلمهن الكيمياء، سواء المهارات العلمية ومهارات الاتصال، مثل الثقة بالنفس والقدرة على الإلقاء وغيرها".
وأضافت: "تضمَّن هذا اللقاء الأول حلقةً نقاشية وعصفًا ذهنيًّا بين الأكاديميين وأصحاب العمل، واستبيانات راجعة من الحضور حول عروض الأبحاث العلمية التي قدمها عدد من طالبات السنة النهائية في قسم العلوم بالكلية، وتبيَّن منها أن هناك العديد من الجهات كانت تجهل قدرات ومهارات خريجات قسم الكيمياء، مع وجود بعض الملاحظات لتطوير أداء الطالبات والخريجات ليصبحن مكسبًا لأي جهة يعملن فيها لاحقًا، وكل ذلك يسهم في بلورة بعض المؤشرات التي ستعمل عليها اللجنة المسئولة عن برنامج الكيمياء في تحليل البيانات ووضع توصيات تُرفع لمجالس الأقسام لتضمينها في خطط المناهج التعليمية لمواكبة حاجة سوق العمل ورغبته، ولعل أهمها إتاحة الفرصة لتدريب الطالبات والخريجات في عدد من الجهات الحكومية والخاصة بمعامل تشبه الواقع، والتي تختلف عن المعامل الأكاديمية، مما يقربهن أكثر من سوق العمل".
وفي نهاية اللقاء، قدم عدد من طالبات السنة النهائية في قسم الكيمياء بكلية العلوم بجامعة الملك سعود، عرضًا لمخرجات مشاريعهن البحثية خلال الفصل الدراسي الأول، أمام عدد من المسؤولين في الجهات التي لها اهتمام بطالبات الكيمياء.
وتم عرض عدد من الأبحاث، ومنها: تحضير وتوصيف مركب عديد الأيونات غير المتجانسة على دعامة الكربون النشط، ودراسة سلوك (حمض الأوكساليك)، ودراسة فعالية حافز أكسيد التيتانيوم النانوي بتفاعل أسترا بين حمض الأوليك والمثانول، والتشييد والتوصيف في مجال الكيمياء العضوية.