هرباً من الظروف الصعبة التي يعيشونها في بلدانهم، وبحثاً عن حياة قد تكون أفضل، يواجه المهاجرون غير الشرعيين أهوال البحر كل يوم، ويرون موتهم أمام أعينهم في كل لحظة. إلا أن قصة واحدة سيطرت على عناوين الصحف ومختلف وسائل الإعلام في العالم، بطلها طفل رضيع بعمر أيام فقط، وُلد على متن قارب مطاطي صغير يضم عشرات المهاجرين، وتوفي في عرض البحر على متن القارب نفسه.
ونقلاً عن وكالة فرانس برس، فقد توجه أكثر من 40 مهاجرٍ أفريقي، على متن قارب مطاطي صغير، إلى جزر الكناري، التابعة للسلطات الإسبانية في المحيط الأطلسي. لتعثر عليهم فِرق الإنقاذ الإسبانية على مسافة 15 ميلاً بحرياً قبالة مدينة أريثيفي في جزيرة لانثاروتي في الجهة الشرقيّة من جزر الكناري.
وتابعت فرانس برس بحسب وكالة الإنقاذ الإسبانية سالفامينتو ماريتيمو، أن من بين المهاجرين سيدة كانت حاملاً بشهرها الأخير، وخلال رحلتها في عرض البحر مع باقي المهاجرين، وضعت طفلها –الذي لم يتم تحديد جنسه- على متن القارب، لكن المولود الجديد لم يتمكن من النجاة، ولاقى مصرعه على متن القارب نفسه بعد أيام قليلة من ولادته. حيث تأكدت أجهزة الطوارئ من وفاته فور وصول المهاجرين إلى الشاطئ.
ومن جهتها، صرحت المتحدثة باسم أجهزة الطوارئ الإسبانية في جزر الكناري، أنه حتى هذه اللحظة لم يتم تحديد الأسباب التي أدت إلى وفاة الطفل. وأشارت إلى أنه تم نقل والدة الطفل إلى المستشفى برفقة امرأة أخرى كانت حاملاً أيضاً، وطفل لا يتجاوز من العمر الـ12 عاماً، كان يعاني من انخفاض حاد في مستوى السكر في الدم.
وتابعت فرانس برس، أن عناصر الإنقاذ كانوا قد أوضحوا لوسائل الإعلام، بأن قارب المهاجرين بدأ إبحاره يوم الأحد الماضي 5 كانون الثاني/يناير، 2020 من أفريقيا، وتحديداً جنوب الصحراء الكبرى، وكان من بين المهاجرين 5 أطفال قُصّر. ومن الجدير بالذكر، أن إسبانيا تعتبر من بين البلدان الرئيسية التي يحاول المهاجرون غير الشرعيين الوصول إليها ودخولها، أملاً في الوصول إلى باقي الدول الأوروبية.