تعدّ رعاية الموهوبين واحدة من أهمّ القضايا التربوية المرتبطة بمرحلة المراهقة والشباب المبكر، وهي العملية التربوية الأكثر ارتباطاً بالمجتمع على مختلف المستويات؛ في التعليم والتنمية وغيرها، كما أنها العملية الأكثر تأثيراً وتأثراً بمفردات البيئة المحيطة بالمراهق؛ إذ إن الموهوب، في أغلب الحالات، تتكون موهبته وفق مُفردات البيئة المحيطة به.
قد يكون في موهبة الشخص شيء من الإبداع اليدوي، على سبيل المثال؛ فينشأ رساماً أو نجاراً أو نحاتاً، بحسب ما تتيحه له البيئة المحيطة به على المستوى المعنوي، كثقافة أو مفردات مادية من مواد خام وخلافه. وقد تكون لديه موهبة ورغبة في الإبداع الفكري؛ فينشأ شاعراً أو موسيقيّاً أو عالم رياضيات أو حتى لاعب شطرنج، بحسب ما تشجع عليه البيئة المحيطة به، وهكذا.
وهناك رافدان أساسيان لاكتشاف الموهوبين في مرحلة المراهقة في المجتمعات السوية، هما: الأسرة والمدرسة، ثم يأتي بعد ذلك دور باقي المؤسسات والأطر التي يتفاعل فيها المراهق.
هناك ضرورة لأن يلم الآباء والأمهات والمعلمون بعدد من الأساليب التربوية الحديثة من أجل معرفة كيفية اكتشاف مواهب الأبناء وتحفيزها؛ ومن بين هذه الأدوات:
كيفية اكتشاف الموهبة
أولاً: ملاحظة الأطفال والمراهقين، ومعرفة ما لديهم من أحلامٍ وتطلعات.
ثانياً: إجراء بعض الاختبارات الأولية للطفل أو المراهق، من خلال بعض الأدوات المحفزة للحواس؛ حيث يعود ذلك عليه بالفائدة، في اكتشاف ما لديه من مواهب.
ثالثاً: الالتزام ببعض المفردات التشجيعية في التعامل مع الأبناء في هذه السن، كلما أبدوا تميزاً في مجال ما، وتشجيعهم على الاستمرار فيه. وتقول الدكتورة ابتهاج طلبة الخبيرة التربوية في عصرنا الحالي مجموعة من الأُطر والقواعد اللازمة أو الضرورية لاكتشاف ورعاية مواهب الأبناء، على المستوى الأولي في الأسرة والمدرسة، وهي على النحو الآتي:
أولاً:
توفير عنصر الأمان العاطفي والمعنوي والقدوة الحسنة للأبناء، مع القدرة على التواصل الجيد معهم.
ثانياً:
توفير مكتبة متكاملة، تضم كتباً غير الكتب المدرسية، وخصوصاً المصادر الموسوعية، مثل القواميس والموسوعات، وكذلك المجلات التي تناسِب كل مرحلة.
ثالثاً:
تأسيس فكرة الرحلات ذات الطابع المعرفي للأبناء، مثل زيارة المتاحف والمعارض، وتعويدهم على حسن المتابعة والملاحظة، وتدوين هذه الملاحظات.
رابعاً:
ثمة بعض الآباء لديهم «صورة مثالية» عن الطفل الموهوب؛ فهو من وجهة نظرهم «طفلٌ خارق» في مختلف المجالات، وهو ما قد يؤدي إلى إفشال الابن وصرفه عما لديه من مهارات.
خامساً:
لا ينبغي أن تكون صفة الموهوب على حساب المرحلة؛ طفولة أو مراهقة، وعلى كل من الأب والأم والمعلم أن يدركوا أن الطفل أو المراهق الموهوب هو طفل أو مراهق أولاً، وموهوب ثانياً، وأنه لا ينبغي حرمانه من أن يعيش مرحلته، فلا يتم حرمانه من اللعب أو المرح الاجتماعي في الأسرة، أو الانطلاق في الأنشطة في المدرسة.
أساليب تطوير الموهبة
وما إن تُقَر الموهبة وتصبح واقعاً في كيان الشخص وجب علينا البحث عن أساليب تطويرها وتنميتها بشكل يرتقي بها نحو التميز أكثر ومن ذلك أمثلة عديدة:
1 _ تقويم السلوك: قد يقع الموهوب أحياناً في أخطاء وممارسات غير لائقة، ذلك لا يعني أنه فاشل وغبي، وينبغي تدارك الأمر من خلال النصح والإرشاد دون التعنيف وإطلاق المصطلحات المهينة، حتى يتم تقويم سلوكه بالشكل المثالي.
2 _ الأولوية: ينبغي إعطاء الأولوية لأكثر الأمور التي يحبها الموهوب والتي يمتلك شغفاً لممارستها، وعدم تشتيته بين عدد من قدرات يمتلكها لكنه لا يفضل ممارستها.
4 _ العلم والتعلم: إن لم تصقل الموهبة بالعلم والمفاهيم التي تزيد من الوعي والإدراك فإنها تذهب أدراج الرياح، فالواجب أن يتم تأهيل الموهوبين بشكل علمي يرتقي لمستوى وعيهم الكبير.
5 _ المهارة: إذا توفرت الموهبة حقاً وتم المران عليها بشكل متواصل، تنتقل لتصبح في طور المهارة التي يسهل على الموهوب التعامل معها وممارستها كشرب الماءـ إن ذلك لا يتم إلا من خلال تطوير الممارسة وتكثيفها ما يزيد القدرة على تنفيذ كل الأمور المتعلقة بها بسهولة.
6 _ سرد القصص: إن حكاية وقص القصص للموهوبين السابقين في ذات الإطار الذي يمتلكه الموهوب، يساهم في تعزيز الدافع لديه بأن يكون مثلهم، فيشكل ذلك حافزاً له لتطوير مهارته ومقدرته على ممارسة الموهبة.
7 _ الاحتفاء بالموهوب: يعتبر المديح والدعم المعنوي أهم ركيزة يُستند إليها، ما يخلق لديه نوعاً من الثقة بالنفس وحب الأشياء التي يفعلها، كذلك عرض موهبته على الآخرين من خلال أساليب متعددة لإظهار الجانب المشرق لديه، وتوفير الحوافز المادية له التي تدعم الموهبة وتشجعه أكثر.
8 _ المقتنيات والأدوات: لكل موهبة مقتنيات وأدوات متعددة تسهل على الفرد تطويرها والنمو بها أكثر، كأن يكون أديباً أو شاعراً فيتم شراء الكتب له، أو أن يكون تكنولوجياً مبدعاً فيتم شراء الأدوات اللازمة له لتنفيذ مهارته وممارستها بشكل دائم.
لإبداء آرائكم والأفكار التي تودون تناولها في قسم «شباب وبنات» راسلونا
على الإيميل الخاص بالقسم
shababwebanat@sayidaty. net
وسنقوم بالإجابة أو العمل على الموضوعات فى أقرب وقت من الإرسال