عندما فكر الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أن يبدأ برنامجاً تقشفياً لمكافحة الفقر وتحسين أوضاع البلاد الصعبة مادياً.. بدأ بنفسه أولاً، وذلك بعد أن أعلن خلال الفترات القليلة الماضية، أنه سوف يعرض الطائرة الرئاسية الشهيرة بفخامتها والتي تُعرف باسم الفيل الأبيض للبيع، وذلك في إحدى خطوات البرنامج الاقتصادي التقشفي الجديد.
ووفقاً لسكاي نيوز، إن الرئيس المكسيكي -المعروف بين الشعب باسم أمـلـو- يواجه صعوبة في بيع الفيل الأبيض، إذ أنه حتى هذه اللحظة لم يجد أي شخص يرغب في شراء الطائرة الرئاسية الفخمة من طراز بوينغ دريم لاينر. إذ صرح يوم الثلاثاء الماضي 14 كانون الثاني/يناير، أن من بين الأسباب التي تعيق بيع الفيل الأبيض، أن شراءها وإعادة تأهيلها لتصبح طائرة تجارية بـ300 راكب مكلف للغاية. وحتى هذه اللحظة لم يتمكن المشترون المحتملون للطائرة من تمويل هذه الصفقة الضخمة. مشيراً إلى أنه سيتم إعادة الطائرة إلى البلاد، بعد أن ظلت لفترة من الوقت معروضة للبيع في الولايات المتحدة الأمريكية، لوصول تكاليف صيانتها إلى ما يزيد عن الـ1.5 مليون دولار.
التخلي عن الترف لصالح الفقراء..
وتابع سكاي نيوز، بأن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، يحاول من خلال برنامجه التقشفي الذي يتضمن بيع طائرة الفيل الأبيض، أن يوفر المال حتى يتمكن من دعم برنامج مكافحة الفقر في بلاده. ووصل الأمر بـ «أمـلـو»، أنه تخلى عن السفر بمراسيم رئاسية فارهة وطائرات خاصة، وأصبح يسافر على الدرجة السياحية الرخيصة، كما منع حكومته من القيام برحلات في الطائرات التنفيذية المملوكة للحكومة.
ووفقاً لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، أن الأمر لم يتوقف عند طائرة الفيل الأبيض الشهيرة فقط، بل إن الرئيس المكيسكي كان قد أعلن بأنه سوف تُقام سلسلة من المزادات العلنية لبيع 39 طائرة مروحية مملوكة للحكومة، و33 طائرة تنفيذية وطائرة صغيرة. وأولى جولات هذه المزادات العلنية، كان عرض الحكومة 19 طائرة و9 مروحيات للبيع على أمل أن تجمع أكثر من مليار دولار.
الرئيس الفقير
ومن الجدير بالذكر، أن الرئيس المكسيكي يعتبر من بين أفقر رؤساء الدول في العالم، إن لم يكن أفقرهم على الإطلاق، حيث أكد كشف مالي جرى لحساباته منذ توليه الحكم نهاية العام 2018، بأنه يملك ثروة من الأموال أقل من 23 ألف دولار فقط. وفي تصريح سابق لـ«أمـلـو»، قال بأن زوجته تمتلك مالاً أكثر منه بقليل، إذ أنها تملك شقة في العاصمة المكسيكية، يعيش كلاهما فيها في الوقت الحاضر.