في حفل كبير احتضنه المركز الثقافي الدولي بمدينة بورسعيد، افتتحت فعاليات مؤتمر أدباء مصر الـ34، بحضور الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية، ومحافظ بورسعيد اللواء أركان حرب عادل الغضبان، وجمع غفير من المهتمين بالشأن الثقافي ومسؤولي الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، دكتور أحمد عواض والفنان الكاتب عزالدين نجيب رئيساً للمؤتمر والكاتب والشاعر حازم حسين أميناً عاماً للمؤتمر في دورته الرابعة والثلاثين.
الموروث الساحلي لبورسعيد
بدأ حفل الافتتاح باستعراض مجد مدينة بورسعيد في حفل راقص لفرقة السمسمية وفرقة بورسعيد للفنون الشعبية، بلوحات راقصة تحمل من الموروث الساحلي للمدينة بعد اختيارها «عاصمة ثقافية لمصر للعام- 2020» وفور انتهاء عرض الافتتاح أعلنت دكتورة إيناس عبدالدايم عن زيادة مكافأة التكريم لتكون سبعة آلاف جنيه، بدلاً من ثلاثة لكل من الكتاب والراحلين والذين تم تكريم ثلاثة عشر، منهم اسم الراحلة الروائية نجوى شعبان وحسين عبدالعليم ومحمد كشيك، بالإضافة للشاعر والزجال الكبير والذي تحمل الدورة- 34- اسمه وهو «محمود بيرم التونسي والشاعر محمد عبدالقادر» وغيرهم.
قوى مصر الناعمة
قال حازم حسين أمين المؤتمر بضرورة أن تلتفت الدولة لمفهوم ومغزى «قوى مصر الناعمة» وسط عالمها العربي والدولي، وطالب كتاب وشعراء مصر بتدوين ورصد والكتابة عن ما تقود به الدولة آنياً، أسوة بما فعلة السابقون من كتاب وفناني ومثقفي وشعراء مصر في أحداث فارقة في تاريخ مصر والأمة العربية مثل أحداث العام 56 في بورسعيد ومواجهة العدوان الثلاثي بالكلمة قبل السلاح، وكذلك ما حدث عقب نصر أكتوبر (تشرين الأول) وأثناء حرب الاستنزاف...
تناول مؤتمر أدباء مصر في دورته الرابعة والثلاثين العديد من الأنشطة الثقافية والأمسيات الشعرية والقراءات القصصية بداخل قاعات كلاً من جامعات قناة السويس وكلية التربية ببورسعيد وكلاً من قرى الجرابعة ناحية الجميل، وأم خلف ناحية الجنوب مع فقرات للأراجوز وعروض راقصة لفرقة الفنون الشعبية بجامعة بورسعيد، وقرية المناصرة بوجود طالبات وطلاب وهواة ومحترفين من متلقي الفن والشعر.
وكان من أبرز عناوين الندوات الفارقة التي عقدت تحت عنوان «الحراك الثقافي وأزمة الوعي إبداعاً وتلقياً أزمات النشر في بيوت وقصور الثقافة، أزمة الوعي والتلقي النقدي اللا مواكب لسيولة النشر في بعض الأقاليم، مقومات الجمال في الصورة البلاغية في السرد العربي - شعراء الأقاليم نموذجاً، عصر الصورة وتفتييت الدلالات...، أزمة الحريات في مصر والوطن العربي»، كذلك عرج المؤتمر على ضرورة النظر في تغيير جدي في مسائل منح ومنع العضوية عن كتاب مصر، خاصة في بيوت وقصور الثقافة، التخلص من الشلل فيما يخص المنجز الإبداعي في الشعر والرواية والقصة وضرورة أن تتبنى هيئات وقصور الثقافة الكتابة الجادة وتدعم المواهب الحقيقية بعيداً عن المجاملات والمحسوبية.
البعد عن التزييف
اختتم مؤتمر أدباء مصر بكلمات لأمينه العام الشاعر حازم حسين الذي كان نجم الدورة والحفل بلا منازع، بما أكده من اتساق مع مشاعر وأنفس وضمائر الغلبة من كتاب وفناني وشعراء مصر في مؤتمرهم الأخير ورئيسه عزالدين نجيب، ورئيس هيئة قصور الثقافة دكتور أحمد عواض، وكانت التوصيات بضرورة مراعاة الدقة الجمالية ومساحات الوعي والبعد عن التزييف في كافة النتاجات الإبداعية فيما يخص مسؤولية هيئات قصور الثقافة وهيئة الكتاب وهما المعنيان بتلك الطفرة المنتظرة في الكيف والكم الإبداعي في مساراته المختلفة.
كذلك النظر لمدينة بورسعيد كمهد وعي وبطولي؛ كونها محافظة تمثل تاريخاً ومحطة فارقة في النضال، وبالتالي فالثقافة والشعر والفن عناصر مهمة من تلك العناصر التي يجب أن تنهض وتستمر وخاصة أن العام 2020 هو عام الثقافة المصرية في بورسعيد كعاصمة ثقافية ترحب بكل النشاطات التي تستضيف على مسارحها ومراكزها الثقافية وجامعاتها وقراها في كافة ربوع مصر لتعرض مباشرة لجمهورها وشعب المدينة، وأشاد دكتور أحمد عواض والفنان عزالدين نجيب في حفل الختام بمكانة ودور الشاعر المصري والسكندري الكبير «محمود بيرم التونسي» في النضال السياسي عن طريق الشعر والفن والزجل.