المراهقون هم أكثر فئة معاناة من الملل والتأفف، وإن سيطر الملل على الإنسان بعامة فقد الرغبة في العمل والعطاء والإنجاز، فدمر نفسه وضاعت ذاته، والمشكلة أن وقت الفراغ لدى المراهق يضيع هباء؛ إذ من الصعب عليه –وحده- استغلاله، وهنا يأتي دور الآباء. معنا الدكتورة ماجدة مصطفى الأستاذة بكلية أصول التربية بحلوان للتوضيح.
يرتبط الملل غالباً بكثرة أوقات فراغ المراهق؛ وهذا يرجع إلى طبيعته وقدرته على معرفة ذاته، ما يسعده وما يسبب له الملل، إلى جانب أسلوب تربيته بالمنزل، ونظرة الوالدين لمرحلة المراهقة.
وقت الفراغ عند المراهق:
- علامات الإحساس بملل وقت الفراغ تظهر جسدياً في شكل خمول وتكاسل ورغبة في العزلة، ولكن العلامات النفسية والعاطفية والاجتماعية غير ملحوظة، ورغم ذلك هي التي تسبب المشاكل في علاقة الأسرة بابنها.
- أكثر ما يحتاجه المراهق أمام هذه المشكلة هو: المسامرة ووقوف الوالدين بجانبه خلال الصعوبات التي تواجهه، بل عليهم أن يشرحوا لابنهم المراهق مدى إدراكهم لصعوبة مرحلة المراهقة ومشاكلها التي يمر بها.
- على الآباء عدم ترك الابن حتى يصل إلى مرحلة الفراغ الباعث الأول للملل، بمحاربته وتفادي الروتين الحياتي إن أمكن، وملء أوقات الفراغ بالجديد كل يوم؛ بتغيير ديكورغرفته كل فترة، ومشاهدة أفلام جديدة وهادفة معاً.
- ما المانع من الذهاب لتناول وجبة ما بأحد المطاعم، قضاء عطلة نهاية الأسبوع في مكان مبتكر، دفع الابن للاستيقاظ مبكراً ولعب رياضته المفضلة ليصبح نهاره نشيطاً، أن يطلب منه المساعدة في العمل خارج المنزل أو بداخله إن أمكن.
- وقت الفراغ يدفع المراهق إلى الكثير من التصرفات الخاطئة؛ مثل التعاطي والتدخين ومشاركة أصحاب السوء أفعالهم، كما أنه يزيد من رفض المراهق وتمرده على أوامر الوالدين في الإصلاح وحسن التنشئة.
- شغل الوقت ثقافياً: ويكون بزيارة المتاحف، المسرح، قراءة القصص الكتب والروايات، مشاهدة الأفلام العالمية الشائعة، مع مناقشته فيما يفعل وإتاحة الفرصة للابن لتقديم وجهة نظره فيما يقرأ ويشاهد.
- شغل الوقت رياضياً: ويبدأ بالالتحاق بأحد النوادي الرياضية، ومحاولة ممارسة لعبة محببة للابن مع المواظبة من جانب الأهل على تشجيع الابن على الالتزام بساعات التدريب الجمعي. بعد ذلك الأثر سيكون مفيداً وجذاباً للابن نفسياً وجسمياً واجتماعياً.
- أمام إحساس المراهق بالفراغ والملل وعم قدرته على كيفية الاستفادة من وقت فراغه على الأم أن تدفعه لكتابة مذكرات يومية لتصبح مساحته –أو مساحتها- الخاصة تعبر فيها بمنتهى الصراحة عن نفسها ومشاعرها المختلطة.
- مع تقنيات الجوال الحديثة يمكن للابن التصوير والاحتفاظ بالصور؛ مما يسبب له سعادة غامرة تخرجه من مشاعر الضيق والقلق والملل، أن يجرب الغناء، تعلم الفتاة المراهقة للطبخ أو التطريز، أو التريكو.
- الفراغ العاطفي أكثر ما يؤثر على الصحة النفسية للمراهق ويشعره بالملل الذي يتطور إلى كآبة وحزن وتشاؤم وشرود ذهني، وأحلام يقظة، إضافة إلى رغبته في الانعزال والانجرار إلى بعض الآفات الاجتماعية.
- إن لم يسع الوالدان بجدية إلى تهيئة الابن المراهق لكيفية استغلال وقت فراغه، وإبعاده عن الأضرار النفسية والاجتماعية والدراسية التي تتبع هذه الحالة فسيغرق الابن في مشاكل وعادات وأصحاب سوء لن يحمد عقباهم.
- المراهقة مرحلة جديدة وهامة في حياة الابن، أشبه بالولادة الجديدة. فإن لم يتعود على عادات صحية وتربوية سليمة فسيفقد الكثير من المواصفات التي تؤثر عليه مستقبلاً في جميع مناحي حياته.