مؤخراً اكتسح العالم فيروس «ممل»، اشتهر باسمه هذه المرة وليس بأهميته، وذلك بعد تسميته تيمناً بجملة شهيرة من مسلسل أمريكي كوميدي «يادا يادا»، التي اقتبسها العلماء من المسلسل الكوميدي الأمريكي «ساينفيلد»، ويقصد بها الكلام غير المهم.
وكانت الجملة قد اشتهرت عام 1997 بعد أن استخدمها بطل المسلسل في أحد المشاهد، وتعني «كلاماً مملاً وفارغاً»، كما عرفها قاموس «ويبستر» للغة الإنجليزية.
وبناءً على الباحثة جانا باتوفيسكا، من مركز علم الزراعة العضوية، فإن التسمية تلخص أهمية الفيروس الجديد، إذ إن الاكتشاف ليس مثيراً حقاً، فالفيروس لا يشكل خطراً على صحة البشر نهائياً، وهو جزء من مجموعة ميكروبية تصيب البعوض فقط.
لكن ذلك لا يعني أن هذا الكشف العلمي ليس مفيداً نهائياً، فقد غردت باتوفيسكا على حسابها في «تويتر» بأن الفيروسات الخاصة بالبعوض قد تساعد على فهم آلية تطور الفيروسات بشكل عام، ويمكن أن تكون مفيدة في إنتاج اللقاحات وتشخيصها.
إلا أن التسمية غير الاعتيادية لهذا الفيروس «الممل»، كما ذكرت مجلة «ساينس» العلمية، جعلت صيته ينتشر من بين جميع الفيروسات غير المهمة والمكتشفة مؤخراً.
ماهي الفيروسات؟
تصيب الفيروسات جميع أنواع الكائنات الحية، من الحيوانات والنباتات إلى البكتيريا والعتائق، على الرغم من أن هناك الملايين من الأنواع المختلفة، إلا أنه لم يتم وصف إلا حوالي 5.000 فيروس بالتفصيل، وذلك منذ الاكتشاف الأولي لفيروس «تبرقش التبغ» من قبل «مارتينوس بيجيرينك» عام 1898.
تتكون الفيروسات من جزأين أو ثلاثة: كل الفيروسات لها مورثات مكونة من الدنا أو الرنا (جزيئات طويلة تحمل المعلومات الجينية) ولها غلاف بروتيني يحمي هذه الجينات، وبعضها محاطة بغلاف دهني يحيط بها عندما تكون خارج الخلية المضيفة.
تنتشر الفيروسات عبر طرق عديدة: فمثلاً فيروسات النبات تنتقل من نبات إلى آخر، غالباً عن طريق الحشرات التي تتغذى على النسغ، مثل المن، في حين أن فيروسات الحيوان يمكن أن يحملها دم الحشرات الماصة المعروفة باسم النواقل. فيروس الإنفلونزا ينتشر عن طريق السعال والعطس.
الفيروسة العجلية المسببة لالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، تنتقل عبر الطريق الفموي الشرجي، وتنتقل كذلك من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال، وتدخل الجسم مع الطعام أو الماء.