دخل أول قلب روبوتي ناعم في العالم حيز التطوير، مما يجعله يقضي على قوائم انتظار عمليات زراعة القلب. وبحسب موقع «ميرور»، أثبتت الأبحاث الممولة من الاتحاد الأوروبي بالفعل أن تكنولوجيا القلب الآلي أو الروبوتي ممكنة، حيث سيكون أول قلب مصنوع على الإطلاق من عضلات وأجهزة استشعار صناعية ناعمة، ومن ثم يتم تغطيته في نسيج بشري ينمو في المختبر.
قدمت الدكتورة «جولاندا كلوين»، في جامعة أمستردام، التي تقود البحث بجانب المهندسين الميكانيكيين، في جامعة أيندهوفن الهولندية للتكنولوجيا، الآن بطلب إلى مؤسسة القلب البريطانية؛ بإعطائها 30 مليون جنيه إسترليني كتمويل للمساعدة في جعل القلب الآلي حقيقة واقعة، بعد أن شاهدت والد زوجها يموت من قصور في القلب.
حيث يقوم فريقها ببراءة اختراع ثلاثة نماذج أولية للقلب اللين قبل أن يستقروا عليه. سيتم تصنيع أحدهما من السيليكون، والآخر من مواد أخرى ناعمة غير قابلة للتمدد.
يدعي الفريق الذي يقف وراء هذا التطوير، بأنه يمكن أن ينهي الحاجة إلى عمليات زرع من الشخص المتوفى لإنقاذ الآلاف الذين يموتون أثناء وجودهم في قوائم انتظار المتبرعين بالأعضاء على مستوى العالم، حيث يمكن القلب الصناعي أن يخلق أول حل لفشل القلب في نهاية المرحلة، بعد أن كان الحل الوحيد هو الاستبدال.
سيتم تشغيل القلب بالسوائل أو الهواء، ويتم تشغيله بالكهرباء. سيتم نقل الكهرباء لاسلكياً من مصدر طاقة قريب موصول بملابس المريض. وسيتم أيضاً زرع بطارية أصغر داخل المريض، تعمل على تشغيل القلب لمدة ساعة أو نحو ذلك، إذا كان لديهم دش أو يسبحون.
وسيتم اختبار الجهاز لأول مرة في حيوان خلال خمس سنوات.
يُذكر أن فرنسا بذلت محاولات سابقة لتطوير قلب آلي، حيث توفي رجل يبلغ من العمر 76 عاماً في عام 2014، بعد شهرين ونصف من إجراء العملية الجراحية، كان القلب الروبوتي مصنوعاً من مادة تشبه الإسفنج، تسمى البولي إيثلين، وخلايا من قلب البقرة.
لكن يعتبر المشروع الجديد تقدماً كبيراً في المحاولات السابقة؛ لأنه سيستخدم المواد بصلابة الأنسجة العضلية، وسيتحرك ويضخ الدم كقلب بشري حقيقي.
وقال البروفيسور «نيلش ساماني» المدير الطبي لمؤسسة القلب البريطانية BHF: «نحن نؤمن إيماناً قوياً بالإمكانات التحويلية للتحدي الكبير للفوز لإنقاذ وتحسين الأرواح، سواء هنا في المملكة المتحدة أو في جميع أنحاء العالم. إنه يمثل أكبر استثمار منفرد في العلوم الرائدة في تاريخ مؤسسة القلب البريطانية الذي يبلغ 60 عاماً».
وقال «جون فورسيث»، المدير الطبي في خدمة الصحة الوطنية للدم وزراعة القلب: «هذا بحث مثير للاهتمام، ولكن لإنقاذ المزيد من الأرواح في الوقت الحالي، نحتاج إلى المزيد من الأسر لدعم التبرع بالأعضاء».
في كل من إنجلترا وأسكتلندا، سيتم تغيير قانون التبرع بالأعضاء في عام 2020، فاعتباراً من ربيع عام 2020 في إنجلترا، وخريف عام 2020 في أسكتلندا، سيتم اعتبار الجميع على أنه يوافق على التبرع بأعضائهم؛ عندما يموتون ما لم يسجلوا قراراً بعدم التبرع.