في الحقيقة أصبحت أكره حروف هذه الكلمة، وليس فقط الكلمة وحدها، وهي كلمة "ذاكري" التي يرددها والداي ليل نهار مع اقتراب موعد الامتحانات، ولأن هذه الحروف لها كراهية في قلبي، فهي تصيبني بالتوتر، خاصة حين يتبعها أبي بالآية القرأنية "إن الله لا يغير ما بقوم..". طبعاً يرددها حين يراني أجلس إلى الحاسوب، وهو يعتقد أن اقتراب موعد الامتحانات يعني ألا أترك الكتاب، أو ألا أدع الكتاب يتركني.
أنا حالياً في السادسة عشرة من عمري، وعلى أعتاب الثانوية العامة، وأعتقد أني كبرت ولم أعد مثل شقيقتي الصغيرة التي في المرحلة الدنيا الابتدائية، والتي تقضي وقتها في اللهو، وتغريها أمي بالحلوى والشوكولاته كي تدرس واجباتها.
متى يدرك والداي الكريمان أني كبرت، وأني أستطيع أن أعد لنفسي جدولاً للمذاكرة، وليس على حساب أوقات ترفيهي، ومتى يدركان أن شبكات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" مثلاً، ليست وسيلة لمضيعة الوقت و"الكلام الفاضي" كما يتخيلان، بل على العكس، فقد كونت مع زملائي "جروباً" لمناقشة نقاط صعبة في المنهج، ونطرح أسئلة امتحانات لسنوات سابقة وهكذا..
أرجوكما يا والديّ الكريمين أن ترحماني من تكرار هذه الأسطوانة المشروخة، ولا تقلبا جو البيت لجو المعارك الحربية بتكرار هذا الإنذار المدمر "ذاكري.. ذاكري".