تم الإعلان، أمس الأربعاء، عن نتائج عينات فحص الـ DNA للشاب نايف، المختطف الثالث من والدته الشرعية من مستشفى القطيف في المنطقة الشرقية بالسعودية عام 1414هـ "قبل عقدين من الزمن".
حيث أبلغت الشرطة والدته الشرعية، المقيمة في نجران، بضرورة الحضور لاستكمال إجراءات التسلُّم بعد التأكد من تطابق عينات الحمض النووي لنايف مع عيناتها.
وفي أول تعليق لها على النتائج، عبَّرت والدة نايف عن سعادة الغامرة عبر مقطع فيديو، بثَّته قناة الإخبارية بعد إعلان مطابقة تحاليل الحمض النووي الـ DNA لنايف مع عيناتها، واصفةً هذه الفرحة بـ "الخالدة التي لن تنساها طوال حياتها".
وكان عبدالله القرادي، شقيق المختطف، قد أكد من مستشفى القطيف في المنطقة الشرقية، أن تحاليل البصمة الوراثية، تطابقت مع أحد الذين يعيشون مع المرأة المعروفة بـ "الخاطفة" في المنطقة الشرقية، مؤكداً أن الأسرة باتت على تواصل مع ابنها المختطف منذ 26 عاماً، وبدأت إجراءات استعادته.
#فيديو
— سيدتي السعودية (@SayidatyKSA) February 19, 2020
بعد ثبوت نسبه ... #نايف_القرادي يلتقي عائلته بعد 27 عامًا من تواجده عند "خاطفة الدمام.. pic.twitter.com/ecjKUGV8m3
بينما أوضح يحيى جابر القرادي، عم الابن المخطوف، أن نتائج فحص الحمض النووي الـ DNA، أثبتت نسب نايف إلى عائلة القرادي، مشيراً إلى أن النتائج ظهرت بشكل رسمي لدى قسم الأدلة الجنائية في المنطقة الشرقية بعد مرور 24 ساعة من خضوع الأسرة لتحليل الحمض النووي على خلفية الشكوك في كون الطفل المختطف الثالث يعود إلى أسرة القرادي.
وفي تصريح لإحدى وسائل الإعلام، أكد نايف القرداي، الذي تم اختطافه قبل 26 عاماً، أن السيدة التي ربتهم لم تسئ إليهم يوماً، بل ربتهم أحسن تربية، ولم تقصر معهم، ولم ترد طلباتهم أبداً، مؤكداً أنها سيدة طيبة جداً.
وكانت الجهات الأمنية في المنطقة الشرقية قد أعلنت في وقت سابق التوصُّل إلى هوية شابين، يبلغان من العمر 20 عاماً بعد اختطافهما عندما كانا حديثي الولادة من داخل مستشفى الولادة في الدمام، وهما محمد العماري، وموسى الخنيزي، حيث توصَّلت إليهما الجهات الأمنية بعد القبض على سيدة في العقد الخامس من العمر، تقدمت لاستخراج هويات وطنية لمواطنَين، ادّعت أنهما لقيطان.
واكتشفت الجهات المختصة في سياق التحقيقات مخطوفاً ثالثاً لدى خاطفة الشابين قبل أكثر من نحو 20 عاماً، إذ لم تمضِ ساعات على اكتشاف لغز اختفاء موسى الخنيزي حتى جاء الخبر السعيد من الأدلة الجنائية في المنطقة الشرقية لأسرة محمد القرادي بتطابق الحمض النووي الـ DNA بين الابن الثالث لدى السيدة الخاطفة والأم الحقيقية وبقية الأشقاء.
وفي تفاصيل واقعة خطف نايف، ذكرت أسرته أنه بعد ساعات قليلة من ولادته، طلبت سيدة ترتدي الزي الرسمي للمستشفى الطفل لإعطائه التطعيمات اللازمة، لافتين إلى أن الأم لم تشك للحظة في تعرض ابنها للاختطاف، خاصةً أن السيدة ترتدي زي الممرضات، وبعد وصول الأسرة لزيارة الأم، والاطمئنان على صحتها وصحة مولودها عقب عملية الولادة، سأل الوالد عن المولود، فأجابته الأم بأن ممرضة أخذته لإعطائه التطعيمات، وبعد مدة من الزمن، بدأ القلق يتسرب إلى نفوس العائلة، ما دفعهم إلى الذهاب لقسم الأطفال للوقوف على حقيقة الموقف، كاشفين أنهم صُدموا عندما تم إبلاغهم بعدم وجود الطفل في قسم الأطفال، حيث طلبت إحدى الممرضات من الأب إبلاغ إدارة المستشفى باختفائه، مشيرين إلى أن إدارة المستشفى تهاونت في التعامل بجدية مع الواقعة، إذ لم تتخذ الإجراءات الرسمية سوى بعد صلاة المغرب، حيث قامت بإبلاغ الجهات الأمنية فيما عملية الاختطاف حدثت في الساعة 04:30 عصراً.
وأكد عم المخطوف، أن والد الطفل بذل جهوداً كبيرة في سبيل العثور على طفله من خلال التواصل المستمر مع الأجهزة الأمنية، مضيفاً أن الأسرة رفعت دعوى ضد إدارة المستشفى لدى ديوان المظالم لتهاونها في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال.
وأشار العم إلى أن حادثة الاختطاف أثرت على صحة أخيه، حيث أصيب بمرض القلب، ما أدى إلى وفاته، فيما أصيبت الأم بحالة نفسية، ما جعلها لا تصدق حقيقة اختطاف ولدها، مؤكداً أن الأسرة تتحاشى منذ 27 عاماً الحديث عن اختطاف نايف حفاظاً على صحة زوجة أخيه.
وتبادل نايف وعمه الأحضان بعد 27 عاماً قضاها مختطفاً من قبل السيدة الخمسينية التي ألقي القبض عليها أخيراً، وعثر لديها على مخطوفين آخرين.
وذكرت مصادر مطلعة، أن نايف اتصل بوالدته بعد ظهور النتائج في مفاجأة كادت تتسبب في دخولها في إغماءة من الفرحة.