صرح " أندريه كوروباتوف" طبيب الأمراض النفسية الروسي، لإذاعة "كومسومولسكايا برافدا"بأنه يعمل على تجارب في مختبره على القرود تهدف إلى تشكيل ذكاء بشري لديها.
وقال:" إن العلم قادر على تخليص الإنسان من الأمراض الوراثية، إلا أن القيود القانونية التي تفرض على التدخل في جينوم الإنسان تمنع العلماء من التقدم في هذا المجال".
وأضاف أندريه : "في حال إدخال تلك التعديلات سيشهد المجتمع تقدما كبيرا في البحوث الطبية والتكنولوجيات الوراثية، الأمر الذي سيسمح بمساعدة البشر في التخلص من الأمراض الوراثية".
وتابع كوروباتوف:"أن هناك عددا كبيرا من القيود القانونية التي تمنع العلماء من إدخال تعديلات في جينوم الإنسان".
وأعاد كورباتوف، إلى الأذهان أن العالم البريطاني الراحل، ستيفن هوكينغ، تنبأ في بحثه العلمي الأخير بقدوم عصر الإنسان الذي يمتلك قدرات ذهنية خارقة، ويصبح هذا الأمر ممكن بفضل تطوير الهندسة الوراثية التي بوسعها خلق مثل هذا الإنسان في مرحلة تشكل جينومه.
وقال كوروباتوف إن القوانين السارية المفعول حاليا تحظر إجراء تلك التجارب على البشر، لكن العلماء الصينيين يجرون تجارب على القرود ويضيفون جينات مسؤولة عن وظائف ذكاء الإنسان إلى جينوم القرد، ما يؤدي إلى زيادة قدرته الذهنية مقارنة بقرود أخرى.
ما هي الهندسة الوراثية؟
الهندسة الوراثية هي العملية التي يقوم العلماء من خلالها بتعديل جينوم الكائن الحي، مثل إضافة جين إضافي إليهِ لتغيير سمة معينة أو إضافة سمة جديدة؛ لينتج ما يُسمى بالحمض النووي المؤتلف، وكما يقول الدكتور أشرف بكري عبده، الأستاذ بقسم الوراثة، ذلك باستخدام التقنية الحيوية، التي تشمل تركيب وعزل ونسخ المواد الجينية.
ويُسمى الكائن الحي الّذي يتم إنشاؤهُ من خلال هذهِ الهندسة بالمعدل وراثياً، وكان أول إنتاج للحمض النووي المؤتلف في عام 1972 بواسطة بول بيرج، عن طريق الجمع بين الحمض النووي من فيروس القرد مع فيروس لامدا، بينما كانت أول الكائنات المعدلة وراثياً هي بكتيريا أنشأها هربرت بوير وستانلي كوهين في عام 1973، وفي الآتي سيتم الحديث عن الجينات وكيف ساهمت في نشوء الهندسة الوراثية، بالإضافة إلى بعض التطبيقات عليها.
الأسس العلميّة في الهندسة الوراثيّة
اعتمدت الهندسة الوراثيّة على عدّة اكتشافات سبقتها، واستفادت منها للحصول على صفات محسّنة وراثيّاً، وأهمها:
أن شريط DNA هو الذي يحمل الشيفرة الوراثيّة، ويتواجد في الخلايا الحيّة، وتترجم هذه التعليمات الوراثيّة إلى صفات يحملها الكائن الحيّ.
يمكن قص جزء من هذا الشريط ولصقه في مكان آخر، كما يمكن إضافة جزء له.
يتكوّن الحمض الوراثي من سكر، وأدنين، ومجموعة فوسفات، وهي مشتركة بين الكائنات الحيّة.
تطبيقات على هندسة الجينات
شملت هندسة الجينات جوانب عديدة في حياتنا، ومنها:
الطّب
إنتاج هرمون الأنسولين البشري من البكتيريا وبكميّات كبيرة، وهو عقار مهمّ لحياة مرضى السكري من النوع الأول، كان هذا إنجازاً كبيراً في الهندسة الوراثيّة.
إنتاج عوامل التخثّر، وإذابة الخثرة الدّمويّة.
إنتاج هرمون النّمو البشري البكتيريا.
معرفة الجينات المسؤولة عن الأمراض الوراثيّة.
إنتاج المضاد الحيوي المسمّى مضاد الثرومبين، من حليب الماعز بعد تعديلها وراثيّاً.
إنتاج لقاحات ضد الأمراض، مثل إلتهاب الكبد الفيروسي أ.
الزراعة
زيادة الكميّة الإنتاجيّة كما الحال في الأبقار الحلوب، أو الدّجاج البيّاض.
إنتاج محاصيل زراعيّة مقاومة للآفات مثل: الحشرات، والطاعون، والفيروسات، والفطريات، بالإضافة إلى الظروف الطبيعيّة القاسيّة، وللمبيدات التجاريّة.
إنتاج محاصيل زراعية بإنتاجيّة أكبر من حيث الكم، والحجم.
تهجين محاصيل زراعيّة للخلط بين صفات أكثر من فاكهة.
بالإضافة للعديد من التطبيقات الأخرى في مجالات الأبحاث، والصناعة، وغيرها.