بعد مرور ٢٠ عام، تمكن رجل الأعمال السعودي الشيخ علي منصور الخنيزي، من ضم ابنه موسى، بين يديه طاويًا بذلك صفحة من الفراق في ظروف خطف غامضة بعد ساعات من ولادته.
لمتابعة تفاصيل القضية :حصريًا «سيدتي» تلتقي أسرة المخطوف موسى الخنيزي
اللقاء الأول الذي انتزع من والدته طفل ليعود رجلاً كانت صدمة لم يستوعبها والديه، وصفتها الوالدة المكلومة بخطف ابنها موسى بأنها كانت «صدمة» لم تستوعبها ثلاثة أيام بعد ولادتها أدركت بأن ابنها فعلا خطف وسرق منها، وحتى بعد تحليل النسب DNA وتطابقه مع تحاليلها أيضا لم تستوعب ذلك إلا بعد ثلاثة أيّام حتى أدركت بأن ابنها سوف يعود إليها بقولها لـ«سيدتي» وابتسامتها الممزوجة بالدموع انتزع من حضني رضيع واليوم يعود لحضني رجلًا».
بالفيديو .. عائلة الخنيزي تستعد لاستقبال ابنها المخطوف بعد تطابق D.N.A
وحول سؤال لـ «سيدتي» حول الصورة التي رسمتها بمخيلتها وإحساسها لموسى منذ تكوينه هل هي نفسها عند اللقاء الأول ؟
أجابت أم حسين: «لا شك بأن علاقة الأم وابنها تبدأ منذ تكوينه في الرحم وانطلق منها صلة الرحم لذلك فإن مشاعري به فاق إحساسي بأنه موجود وحياً يرزق، أراه في والده وإخوته ولم أنساه في كل المناسبات يلعبون ويمرحون ويذهبون للعمل، أتخيل نبرته، ابتسامته، هندامه، هذا ما رأيته عندما تصورته في اللقاء الاول».
وحول الظروف الاجتماعية والفكرية المختلفة التي كان موسى يعيشها والتي تتطلب الكثير من الجهود للتعايش والتأقلم، راهنت أم حسين على أمومتها و قدراتها على الاحتواء الأسري، وإمكانية ابنها موسى على تجاوز تلك للمرحلة بكل اقتدار.
أمير الشرقية يوجه بمتابعة قضية موسى ومحمد بعد اختطافهما 20 عامًا
والد موسى الخنيزي
فيما عبر الشيخ علي الخنيزي، عن مشاعره التي لا توصف من الفرحة بعد أن تمكن من ضم ابنه بين ذراعيه وكحل عينيه برؤيته، وقال في تصريح لـ «سيدتي» بأنه سوف يكمل رسالته ليصبح والد وعونً لإبنه موسى حتى يعوضه الحرمان الذي عاشه جراء خطفه من حنان والدته وعطف والده ورعايته وحرم كذلك من أخوته.
وحول موقفه عندما علم بأن ابنه حرم من التعليم؟ أجاب الخنيزي: «التعليم مستمر ينمو ولا يتوقف ومتى ما وجد الطموح والتشجيع للتعليم تخلق الفرص، أما ردت فعلي هذا يرجع لابنى وقد لمست فيه الطاقة والإيجابية».
وحول التنازل عن قضيه خاطفه الدمام؟ شدد الخنيزي بقوله: «التنازل مرهون بموافقة المصلحة العامة والحفاظ على أمن الوطن، وأنا مفوض هذا الأمر للقيادة الحكومة الرشيدة متمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - ووزير الداخلية وأمير المنطقة الشرقية والقضاء ، فإذا رأوا مصلحة في أي قرار، فأنا ممن يؤيد هذا القرار فأنا ابن الوطن وهم أعرف بمصلحتي ومصلحة أبناء هذا الوطن وما يحفظ لهم الأمن والأمان».
المخطوف موسى الخنيزي
كما التقت «سيدتي» المخطوف موسى الخنيزي، ضحية المهتمة بالخطف بالدمام وحدثنا عن شعوره عند أول غمرة من والديه؟ ابتسم متأثرًا وصمت لبرهة ثم عاد وقال: «تعلقت بالوالدة حفظها الله، ونسيت الدنيا، ولا أعلم كم المدة التي بقيت في حضنها الحنون الذى احتواني بكل محبة وإشتياق بعد كل هذا الإبتلاء والصبر، وودت لو بقيت أطول حتى أفرغ كل عذاب الفراق الذي تجرعته جراء خطفي، و أخدت عهد على نفسي أن أتحمل مسؤولية تعويضهما بالبر فيهما ما حييت باذن الله».
وحول أول حوار دار بينه وبين والده في اللقاء الأول وماذَا تعلمت منه؟ أفاد موسى «دار بيننا حوار أبوي كنت افتقدته وحرمت منه سنوات طويلة وتعلمت من والدي الثقة بالنفس، وقال لي بأن سعادته بي لا توصف، وبأنه سوف يزوجني».
وفِي سؤال آخر لـ«سيدتي»: ما أحلى من كونك ابن رجل أعمال؟ وماذا يعجبك في هذه المرحلة من أين سوف تبدأ وإلى أين تريد أن تصل؟ وهل تريد اقتحام مجال التجارة كوالدك؟ قال موسى: «الحقيقة انصدمت وفي حالة ذهول، وكنت أتساءل عن والدي كثيرًا من هو ومن وكيف سيكون؟، ولم اتوقع أن انسجم معه بالرغم من عدم قدرتي على التعبير عما بداخلي من مشاعر وساعدني ألهمني الأمان بوجوده الذي أسعدني، أريد أن أبدأ مما يحبون لأنتهي مما أحب».
وتابع: «بالنسبة للتجارة نعم أريد اقتحام التجارة، وهي موجودة بدمي منذ الصغر ولدي مهارات في البيع والشراء، وهذ ورثته من والدي سبحان الله من دون أن أعلم».
وحول الصفات التي وجدتها في إخوتك؟ وكيف كان لقاؤك بهم؟
قال موسى: «وجدت أخلاقهم العالية والبساطة ومجموعة من القيم الجميلة كجمال أرواحهم، عاملوني بمحبة ومودة كسند وعون وأصدقاء أيضًا، كأني أعرفهم من سنوات».
وأخيرًا يعود موسى الخنيزي لأحضان عائلته
وحول طموحاته المستقبلية؟
قال موسى: «أطمح حاليًا بتعويض والدي سنوات الفراق والبعد، وأتمني أن أبلغ قبولهما والرضا عني ويشرفني بخدمتهم وأصبح فعالاً في مجتمعي ووطني» .
رأي الأخصائي النفسي
وفي هذا الصدد أوضح الاخصائي النفسي جلال عبد الناصر، بأنه من المحتمل أن يتعرض الشاب العائد إلى إسرته بعد غياب أكثر من عشرين سنة، لتغير كلي في حياته كأن يحدث له خلل في بعض الجوانب نتيجة الضغوط التي قد يمر بها، وعدم قدرته على تجاوزها ومن تلك الجوانب، هو الجانب النفسي ويتطلب الأمر هنا إلى تدخل من قبل الاخصائي النفسي.
من جانبها أبانت هدى العيد، أخصائية اجتماعية، بأن إختطاف الأطفال من أكثر الجرائم التي تتسبب في التأثير السلبي على الطفل والتي تغير مسار حياته لفترة طويلة من الزمن إذا لم يتم تأهيله بشكل مكثف وعلاج آثار هذه الصدمة المدمرة لنفسيته.
عقوبة الخاطفة
وبالنسبة للعقوبة التي تنتظر خاطفة الأطفال، شدد المحامي خالد أبو راشد بأن جرائم خطف الأطفال تعد من جرائم الاعتداء على النفس وفيها عقوبات تعزيرية من سجن وجلد تصل لحد الحرابة بحسب ما تطلبه النيابه وينطقه القضاء السعودي.
وللمزيد عن القضية تابعونا في العدد المقبل من مجلة سيدتي..