تقدم الطب ساهم في توفر العلاجات المختلفة، وحتى توفر أفضل الأطباء، إلا أنه ومع ازدياد عدد المرضى، وبشكل خاص مرضى أورام السرطان، ومع معاناتهم من الضعف والدعم النفسي وقسوة مثل هذه الأمراض، وبالإضافة إلى انشغال الفريق الطبي والاهتمام بعلاج المرض وأعراضه، من الملاحظ أن الجانب الروحي لم يحظَ إلا بالقليل جداً من العناية خلال فترة علاج مرضى السرطان، ومن جانب آخر يصعب على الطبيب والممرض أن يقيم حالة المريض النفسية ويتابعها بشكل مستمر وشامل.
من هنا بدأ اهتمام الدكتورة دعاء عبدالله المستادي، بالجانب الروحي من حياة الإنسان خاصة مريض السرطان، تقول المستادي: "وعن ذلك قدمت بحثي في المؤتمر العلمي باليابان في الصيف الماضي والذي انعقد بمدينة طوكيو، وكان عنوانه (أهمية الجانب الديني بين مرضى السرطان وعلاقته بالتخفيف من حدة القلق والاكتئاب الموتي)، حيث إنه يختلف عن القلق والاكتئاب المتعارف عليه".
وتتابع المستادي: "فعندما يعلم مريض ما أنه مصاب بالسرطان، فغالباً يبدأ رحلة تنقله إلى حياة مليئة بالتساؤلات والحيرة والقلق والخوف من المستقبل والخيارات الصعبة. وقد تغير هذه الأفكار الحالة المزاجية للمريض، مما يجعله يشكك بالعلاجات المتوفرة أو يتجنب العلاج، وهنالك القليل من الدراسات التي نشرت حول موضوع خوف المرضى من المرض وأثره على صحتهم وحياتهم، حيث تركز معظم الدراسات المنشورة على المرحلة النهائية من المرض، لذلك لا تعتبر تلك الدراسات كافية لكشف وتوضيح تجربة المريض النفسية والاجتماعية مع المرض منذ البداية".
أهمية الدعم النفسي والديني
يعتمد أغلب مرضى السرطان على الدين لمواجهة هذا المرض وتقبله، وتقديم الدعم النفسي والديني للمريض لا يقل أهمية عن علاج المرض نفسه وقد يوثر على جميع جوانب الحياة. وكثير من المرضى لديهم احتياجات نفسية ودينية مرتبطة بالمرض، وقد تؤثر على رضاه بالرعاية المقدمة.
وبحديثها عن الدعم النفسي للمريض، قالت المستادي: "ومن جانب آخر وتأكيداً على أهمية الدعم النفسي وكوني دكتورة جامعية ومرشدة أكاديمية بكلية التمريض، وهدفي وغايتي الأولية هي المحور العملي التعليمي فإنني أعمل على تركيز أهمية الدعم الديني والنفسي لدى طالبات كلية التمريض، كما أنني أطبق ذلك من منطلق أنهن في مرحلة دراسية مهمة يحتجن بها إلى ذلك، وأعمل على بناء علاقة احترام بيني وبينهن، كما أنني دائماً ما أحاول فهم نفسية طالباتي والتعرف عليهن، وبناء على ذلك أضع خططاً وأهدافاً تتماشى معهن، وبعد الله ساعدت طالبات كي يتجاوزن بعض المحن ولله الحمد.
وأخيراً علينا جميعاً احتساب الأجر والثواب في كل أمورنا، وأن نسعى لرسم الابتسامة على الوجوه، وأن نترك الأثر الطيب، ونتذكر قوله تعالى: «ولَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».
الدكتورة دعاء عبدالله المستادي
- حاصلة على بكالوريوس في العلوم الطبية، وماجستير في أساليب التعليم
- حاصلة على دكتوراه في تمريض علم الأورام (مهتمة بجانب الدعم الروحاني) من أميركا، أستاذ مساعد بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بالحرس الوطني بكلية التمريض، مدربة ومرشدة أكاديمية.
قالو عنها:
1 - الدكتورة دعاء البسمة لا تفارقها، وهي دائمة الابتسامة وبشوشة، وتستمع لنا وتدعمنا وترفع من معنوياتنا.
طالبة تمريض بدرية الكعبي
2 - دعاء أنت كنز ونحتاج دعمك، ونتمنى أن تعملي معنا.
أستاذة علم النفس ومالكة جمعية خيرية رفيرا كوسيلدا
3 - عرفت دعاء خلال مرحلتي الماجستير والدكتواره، وعرفتها أيضاً بعد أن أصبحت أستاذة جامعية، وكانت مثالاً رائعاً للطالبة الطموحة، أينما وجدت نشرت إيجابية وتفاؤلاً، والآن هي بلا شك قدوة حسنة لطالباتها.
البروفسورة دكتورة القياس والإحصاء سوزان مكملن