وعُدت يا عيد.. وعادت بهجتك.. وعادت ضحكات الأطفال وهم يتنقلون من بيت لبيت، يجوبون الأحياء ويجمعون العيديات والحلوى.. وعادت لمة العائلة على فطور صباحي بأكلات تقليدية تناقلتها الأجيال، وصنعتها الأيدي بحب وفرح..
عيدنا في السعودية حلو بطعم الكليجا والحنيني واللقيمات الذهبية، تسطع أنواره لأيام وأيام، تجتمع الأسر، وتُؤخذ الصور، وتلتحم القلوب بعد أن أخذتها زحمة الحياة ومشوار العمر.. وكما في الربيع يتفتح الزهر وينثر في الأجواء العطر.. هكذا يحل هنا.. عيد الفطر.
وجوه سعودية من مجالات مختلفة، تُشاركنا في هذه اللقاءات معنى العيد بالنسبة لها، وأجمل ذكرياتها فيه، وتُخبرنا لماذا العيد في السعودية لا مثيل له؟.
تصوير: مشعل القدير/ عبد الرحمن بن شلهوب
موروثات جميلة ننقلها لأطفالنا

نوف الوابل، مختصة بالثقافة المؤسسية والارتباط الوظيفي، الذي يعد جزءاً من الموارد البشرية، يرتبط بهوية المؤسسة ومعتقداتها وثقافتها الداخلية.
شددت نوف في حديثها لنا، على أن يوم العيد لا بد أن يكون بلمّة الأهل، وقالت: "من الصغر ونحن نشعر بروح ومشاعر العيد بشكل خاص، وعندما كبرنا كبرت معنا هذه المشاعر، وهناك تشجيع دائم من أهلنا أن نلتزم بهذا الموروث الذي تربينا عليه، فالعيد فرحة وبهجة، له طقوس معينة خاصة فترة الصباح حتى منتصف اليوم، نعيش فيه الفعاليات وطريقة الاحتفال مع أطفالنا كما عِشناها مع أهلنا، وفي الأيام الأخرى للعيد يمكن أن نستمتع بالسفر والسياحة حول مناطق المملكة".
وبحكم تخصصها ومجال عملها، تحدثت نوف الوابل عن حرص المؤسسات على إعطاء هذه المناسبة مساحة كبيرة من الأنشطة والفعاليات، وقالت: "لا شك أن المؤسسات الحكومية وغير الحكومية توجه الكثير من الاهتمام بيوم العيد من الالتقاء بالموظفين والموظفات وتقديم الفعاليات والأنشطة المناسبة، وذلك بعد رجوع الدوامات وانتهاء إجازة العيد، فتكون هنا جمعة حلوة بين الموظفين ومعايدات وهدايا وفطور صباحي".

مأكولات العيد لها اعتبارات خاصة لدى ضيفتنا، ورسمت لنا في حديثها صورة عن موائد العيد فقالت: "أنا من مواليد الرياض، لكن أصلاً من منطقة القصيم، وهناك عادة في منطقة القصيم أن يكون فطور العيد جريش وطبعاً الحلويات؛ ولأن أمي نشأت في الحجاز فالدبيازة لا بد أن تكون موجودة في الصباح على سفرة الفطور أيضاً، هذا بالإضافة إلى الهدايا بالتأكيد".
وشددت الوابل على كونها تحاول أن تُربي أطفالها على نفس العادات والتقاليد، رغم رغبتهم في كسر الروتين والسفر، وأوضحت: "أحرص على جعلهم يعيشون نفس اللحظات التي عشتها في طفولتي، خاصة في الصباح مع رائحة البخور وصوت خطبة العيد.. خطبة العيد جداً مهمة، وأحاول أن أجعل أطفالي يستمتعون بممارسة كل هذه الطقوس معنا".

وتحدثت عن بهجة العيد التي تجمع المناطق والثقافات المختلفة التي تحتضنها المملكة، وقالت: "في حائل والقصيم هناك أمر نفعله قبل ليلة العيد، ويسمى "خشة العيد"، بحيث تجتمع العوائل في الحي في مكان أو بيت واحد، وتكون هناك حلويات ومكسرات وهدايا بحيث إنه في صباح العيد يتم توزيعها على كل الأطفال في الأحياء المجاورة، وفي المنطقة الشرقية التي تمتاز بجمالها وجمال الوجهات البحرية، تكون فيها مظاهر العيد جميلة جداً، والعوائل تذهب إلى الجزر والمنتجعات، فطور العيد وسفرة العيد مهمة جداً في الشرقية، وكذلك في الغربية سفرة العيد مهمة جداً هناك، وعلى رأس القائمة الدبيازة".
وأضافت: "في منطقة الرياض هناك ما يسمى "حوامة العيد" وهي من المظاهر القديمة والموروث الشعبي القديم الذي لا تزال الكثير من العوائل في الرياض ملتزمة به ويعلمونه لأطفالهم، وفكرته هي أن يقوم الأطفال بجولة يوم العيد على منازل الأقارب كالأعمام والعمات والخالات للمعايدة وتلقي الهدايا، وتقام موائد الفطور الكبيرة على امتداد الأحياء، ولا ننسى جيزان ونجران والجنوب والمظاهر الجميلة فيها كالبخور والفل واللبان العربي، كل منطقة هناك ما يميزها لكنها تجتمع على بهجة العيد".
وختمت نوف الوابل حديثها بالقول: "العيد في السعودية كل سنة يكون أجمل، المهرجانات في كل منطقة، وتتميز فيها خاصة المناطق الكبرى، وأجمعت جميع المناطق أن أجمل مظاهر العيد هي صلاة العيد، الجميع يكونون متحدين في المصليات وفي مناطق ومساحات واسعة جداً لسماع خطبة العيد، والزوار من خارج المملكة سيرون مواقع جميلة جداً في فترة العيد، منها مثلاً حافة العالم؛ حيث تقام الفعاليات والأنشطة المختلفة، ومن المواقع الدينية هناك مسجد العائم في جدة، وفي الطبيعة هناك المزارع الجميلة في منطقة القصيم والمهرجانات التي تقام فيها".
العيد كمصدر إلهام

سلمان حافظ، مصمم أزياء واستشاري، متخصص في إدارة العلامات التجارية الفاخرة، يُخبرنا كيف يشكل العيد مصدر إلهام له كمصمم أزياء، ويقول: "أيام العيد هي الأيام التي يظهر فيها الأشخاص بأفضل صورة، فترون الجميع يتأنقون، وهذا يعتبر بالنسبة لي مصدر إلهام، أجمع منهم الأفكار وأبني عليها التصاميم".
ويضيف: "بالنسبة لي، أجمل الملابس في العيد هي القفاطين والملابس التراثية، وبالتأكيد أن تصميم ملابس العيد هو أمر صعب لأنه يمكن لتصميم مبالغ به أو زائد عن اللازم أن يخرج التصميم عن النمط التقليدي، وهذا ما لا نريده، نريد دوماً أن نكون متمسكين بالتقليدي، لكن بفخامة وبأسلوب متطور".

هل العيد في السعودية أحلى؟ سؤال يجيب عنه سلمان بالتأكيد قائلاً: "أنا درست خارج المملكة، وشعرت بقيمة جمعة الأهل في العيد، والعيديات للصغار، نحن الآن
بتنا نقدم العيديات. العيديات والجمعة والأكل، كل شيء في العيد حلو".
ويشير المصمم السعودي إلى أن "العادات والتقاليد جمالها بأنها تعاد وتحدث سنوياً"، مضيفاً: "عندما كنا صغاراً كان أهلي دوماً يخبروننا بأهمية أن نزور أقرباءنا للمعايدة والتحية، وكنا نذهب غصباً عنا أحياناً، لكن الآن عندما كبرنا شعرنا بأهمية هذا الأمر وبقيمة العائلة وبالذات في المناسبات، الرحم والأقارب يجب أن نصلهم في كل وقت لكن بالعيد بشكل خاص".
ورغم أنه يستصعب الاستيقاظ باكراً في يوم العيد، لكنه يحرص على ذلك قائلاً: "هذا الأمر مهم لي لأكون مع عائلتي؛ ولأن والدي لديه توقيت محدد؛ فإما أن نكون على هذا التوقيت أو يفوتنا الاحتفال بالعيد".

وكان لا بد هنا أن نتطرق لموضوع مأكولات العيد حيث قال: "هناك أطباق معينة نحبها في العيد، بالنسبة لي مثلاً هناك الشعيرية بالحليب والهيل في الصباح، رائحتها توحي لي بالعيد، ومع أهلي هناك طبق معين كل يوم وطقوس معينة، ومشكلة أكل العيد أنك لا يمكنك الحفاظ على نظامك الغذائي، سيكون أمامك مع لذَّ وطاب، لكن السر يكمن في السيطرة من خلال الكميات".
تحدث سلمان حافظ أيضاً عن جمالية الاختلاف بين المناطق قائلاً: "أتوقع أن كل منطقة لها طابع خاص، وبالنسبة لي سيكون جميلاً أن أستكشف الأزياء المختلفة سواء في منطقة عسير أو الغربية أو الرياض، وأن أرى كيف يرتدي الناس هذه الملابس؟ وأضيف لمستي الخاصة في التصميم".
وختم بالقول: "أتمنى أن تتاح لي الفرصة للسفر إلى مناطق مختلفة في السعودية واكتشاف أجواء العيد فيها، لكن الآن بحكم أن أهلي وعائلتي موجودون في جدة فأحب أن أمضي العيد بين جدة ومكة طبعاً".
قد يهمكم أن تتعرفوا إلى أفكار توزيعات مبتكرة لعيد الفطر للأطفال
أمي هي العيد

حوار مؤثر جداً كان لنا مع نوف خالد، وهي صحفية ومذيعة سعودية موجودة في هذا المجال منذ أكثر من 20 سنة، أخبرتنا في هذا الحوار عن ذكريات لا تنساها وعن نعمة وجود والدتها في حياتها، والتي "هي العيد" بالنسبة لها، عن غصة في قلبها كونها فقدت والدها منذ سنوات، وهو الذي كانت تشاركه لحظات جميلة في العيد.
عملت نوف في قنوات سعودية وعربية مختلفة، وكانت "سيدتي" جزءاً من مسيرتها المهنية في يوم من الأيام، وتقول عنها "أُكنُّ لها معزة خاصة".
وعن مسيرتها تقول: "عملت مع العديد من الأسماء الكبيرة من الصحفيين السعوديين والعرب، واحتككت بالصحافة والمدارس المختلفة، كانت مسيرة مهنية حافلة، اليوم تحولت كالعديد من زملائي إلى السوشيال ميديا؛ كونه وللأسف العالم كله بات محصوراً في شاشة الجوال، والسوشيال ميديا غيرت شكل الإعلام مؤخراً".

تؤكد نوف أن "العيد في السعودية مختلف ولا مثيل له في أي مكان في العالم". وعن معنى العيد بالنسبة لها تقول: "العيد يعني اللّمة، يعني العائلة، والعائلة جزء من الوطن، وعندما نمضي العيد في بلدنا يكون إحساسنا مختلفاً، حتى لو سافرنا خارج البلاد وأهلنا معنا، لن نشعر بنفس إحساس العيد ونحن في بلدنا. نحن في بلد يجمع الكثير من الجنسيات، عربية وغير عربية، وكلنا نحتفل في يوم العيد، ونصلي صلاة العيد مع بعضنا البعض، وهذه الأحاسيس لن نشعر بها إلا هنا في السعودية".
تأثرت نوف خالد كثيراً وهي تتحدث عن أسرتها، وقالت: "هذا اليوم يكون صعباً علي شخصياً كون عائلتي ليست كلها موجودة، لكن يكفيني أنني موجودة في بلدي، وهذا يمنحني شعوراً بأنني بين أهلي"، وأضافت: "لن أجعل الحوار درامياً، لكن العيد اختلف بالنسبة لي بعد وفاة والدي، عائلتي صغيرة جداً، وهي ببساطة أنا ووالدتي حفظها الله، فالعيد بيني وبينها فقط، وهي العيد بالنسبة لي. أصبحت أمي كأنها هي ابنتي، وأصبحت أهتم بأن أجلب لها ما يلزم قبل العيد من حلويات وتحضيرات، وأحضرها هي شخصياً، وهذا ما يمنحني إحساس العيد".
وعن أجمل الذكريات قالت: "هناك ذكريات كثيرة للعيد، وعندما كنت طفلة كنت أنتظر والدي عند الدرج عندما يذهب لصلاة العيد، كانت أحد طقوسنا أن يقوم هو بتحضير فطور العيد. كانت هذه أجمل لحظات العيد، أن أسمع التكبيرات وأراقبه وهو يتحضر ويذهب ويعود مع رائحة البخور والعطور، وأنتظره ليرجع ويحضر لنا الفطور، وهناك أكلات أساسية وأبرزها الكبدة، عندنا في الحجاز نقول "نقلقل الكبدة" فكان والدي "يقلقل الكبدة"، وهذه ذكريات يستحيل أن أنساها، لكن يا للأسف أنا غير قادرة على عيش هذه اللحظات الآن".

بعدها، أخذتنا نوف في جولة على تحضيرات العيد فقالت: "في المملكة تحضيرات العيد مختلفة، الناس تتجمع في محال الحلويات، والعوائل تسهر لوقت طويل في الليل لإنهاء التحضيرات، كنا أحياناً لا نستطيع النوم طيلة الليل فرحاً بقدوم العيد وليس بانتهاء رمضان؛ لأن رمضان في السعودية له أيضاً جو مختلف والكثير من الناس يفضلون المجيء إلى السعودية لقضاء شهر رمضان هنا".
وتابعت: "قبل العيد بيوم نبدأ تصوير كل التحضيرات، ومهما كبرنا لا زلنا نفرح بلبس العيد والتفاصيل الجميلة، ونصور ملابس الأطفال والزينة والأجواء، حتى الأشياء الصغيرة التي نتبادلها مع الجيران أول صباح في العيد. وفي مختلف المناطق صباح يوم العيد مهم جداً، لا بد من زيارة بعضنا البعض ومعايدة بعضنا البعض، وفطور العيد له طقوس خاصة وأطباق خاصة تختلف من منطقة إلى أخرى".
وأشارت الإعلامية السعودية إلى أن "بعض المناطق التي نقول عنها صغيرة مثل العلا أو الطائف لا تزال الحميمية موجودة بين الجيران والأقارب فيها، وهذا بدأنا نفقده في المدن الكبرى، هذا ما يميز القرى في السعودية، لا زالت الناس تسأل عن بعضها البعض، وتزور بعضها البعض، ويحتفلون بالأعياد والمناسبات سوياً". وأكدت أن "العيد اختلف في السعودية كثيراً في السنوات الأخيرة"، وقالت: "باتت هناك أماكن كثيرة يمكننا زيارتها، بات عندنا بوليفارد وبوليفارد وورلد، ومواقع كثيرة نستطيع زيارتها مع أطفالنا، وهذا ما يميزنا دوماً، أن العائلة تأتي أولاً عندنا، والجو العائلي الحميمية الموجود في الرياض أو السعودية بشكل عام لن تستطيع أن تجده خارجها. الجهات والهيئات كالترفيه أو السياحة أو الثقافة اجتمعوا مع بعض لتوفير أفضل الأجواء بحيث إن الأسرة السعودية والأسرة العربية المتواجدة في السعودية تستطيع أن تستمتع فيها بالعيد بكل أريحية".
ألبوم ذكريات

يُعرِّف أمير الباحوث نفسه بأنه باحث ومصور وصانع محتوى في المجال التسويقي، ويقول: "عندي شركة اسمها أربعة للتسويق، هذه الشركة مهتمة برفع الثقافة التسويقية في العالم العربي بشكل عام، ونشر محتوى حول الموضوع عبر قناة يوتيوب خاصة بنا ومنصات التواصل الاجتماعي".
العيد بالنسبة لأمير هو "فرحة وذكريات"، ويقول: "نحن نبني ألبوم ذكريات كل سنة من ذكريات العيد، وكأنها لحظة تكبر وتكبر مع الوقت ومعناها يكبر، عندما تكون طفلاً وتحظى بالعيديات، وتشعر أنك "فخم"، ثم تكبر وتبدأ أنت بمنح العيديات، وهكذا تستمر الحياة وتستمر الفرحة".
يفضل الباحوث تمضية العيد في السعودية بعد أن عاش لسنوات خارجها ويقول عن ذلك: "أمضيت 11 سنة من حياتي في كندا، واكتشفت أن العيد يكون مختلفاً جداً في السعودية، الأهل، الأحباب، المجتمع، الحي، المدينة، كل مكان له ميزاته، وهذا الأمر الجميل في السعودية. يمكنك أن تمضي العيد في مكة، أو جدة، أو المدينة، أو الرياض، أو حائل، وكل منطقة في المملكة لها جوها الخاص، والجميل وبحكم أنني مصور سافرت كثيراً حول المملكة لالتقاط صور للمواقع واللحظات الجميلة، فلاحظت كيف أن الناس تفرح وتحتفل بطرق مختلفة، بما يظهر طابع المدينة أو المنطقة وجمال أهلها وجمال الثقافة الموجودة فيها".

وعن أبرز العادات والتقاليد التي تزين العيد في المملكة قال الباحوث: "بشكل عام تجدون الكرم صفة مشتركة في كل مكان في السعودية، لكن تختلف أنواع الأكلات والأطباق؛ هنا حنينة، هنا عريكة أو لد ولبنية، حسب كل منطقة". أما المواقع السياحية، فـ"كل مكان له جماله" وفق قوله، ويضيف: "جميل أن نستكشف هذه الأمكنة، إذا زرنا البلد نعيش تجربة عظيمة في رمضان، والعيد القصيم نفس الأمر، الرياض الاحتفالات مختلفة ومميزة، وهكذا في كل مكان نكتشف شيئاً ثقافيا مختلفاً، والجميل في العيد أنه يبرز ثقافة المكان، ثقافة الناس، بعكس أي موسم آخر، وترى روح كل مدينة وكل منطقة بشكل مميز".

عندما سألنا أمير عن أجمل ذكرى له حول العيد، أكد: "لو أردت حصر العيد في ذكرى واحدة تعني لي، فسأختار بيت جدتي، رحمها الله، كنا نجتمع بعد صلاة العيد مع أعمامي وعماتي وأولادهم، وكان العدد كبيراً، كنا ندخل البيت كأننا ندخل الملاهي، كلهم أهلنا وناسنا، هذا عمّ يعطي العيدية وعمة صنعت لنا الجريش، وعمة أخرى جلبت القرصان، وعمّ أحضر التمر والكليجا، تجربة لا يمكن نسيانها أبداً".
وأضاف: "أنا لا أتنقل بدون كاميرا، ولو رغبت بتذكر صورة واحدة، ستكون صورة أخذتها في خيمة جدتي، رحمها الله، كان الجميع موجودين وأخذت صورة جماعية عبر كاميرا الفيلم القديمة، وظهر الجار يصب القهوة، وجدي موجود في الصورة، كانت لحظة جميلة".
وفي ختام حديثنا معه توجه أمير الباحوث للقارئ بالقول: "ارجع لمكان يذكرك بطفولتك، بذكرياتك، بجمال الثقافة التي أنت منها، العيد أجمل مع الأهل والأحبة؛ لذا حاول الاجتماع مع أهلك، الخروج معهم لمكان معين للاحتفال بالعيد، العيد لا يكتمل إلا بالجمعة مع الأهل وصناعة ذكريات نتذكرها كل سنة".
وجهات لا تحتاج لحجز

في حوارنا مع سارة عبدالحميد، ضحكنا من قلبنا ونحن نستمع لآرائها المرحة عن العيد.. عن نفسها تقول سارة: "أنا مدمنة سفر ومغامرات، أحب أن أستكشف عادات وثقافات العالم وطريقتهم في احتفالاتهم الخاصة، وأي رحلة طيران جديدة ستجدونني على متنها".
أما العيد فهو "عندنا مختلف"، كما تؤكد سارة، وتضيف: "كل منطقة لها جوها الخاص ونكهة عيد خاصة بها، وأتمنى أن أزور كل منطقة في العيد، وأن أرى كيف تتم احتفالاتهم بهذه المناسبة".
وعن معنى العيد بالنسبة لها تقول: "العيد هو لمة الأهل على فطور الصباح الذي يفتح النفس، هو العيديات التي تسعد الخاطر، هي الحلويات التي تزين الطاولة من أولها لآخرها، وبعد بضع ساعات نجد بقاياها خلف الكنب".

وعند سؤالنا لها عن أهم الوجهات في المملكة والتي يمكن أن نقصدها في العيد، ضحكت وقالت: "سجلوا لديكم الوجهات.. أهم الوجهات السياحية في المملكة لا تحتاج لحجز لكنها إلزامية، أولها بيت الأهل؛ حيث توزع العيديات، ونبدأ الفطور، وتقسم المهام، ثم نذهب لمنزل الخالة حيث الأحاديث والقهوة، ثم بيت العم حيث توزع العيديات أيضاً، لكن منْ هم فوق الـ 18 "راحت عليهم" أي لا يحصلون على العيديات".
وتابعت مازحة: "أهم وجهة لا بد من زيارتها كل سنة هي بيت ولد خال أمي؛ حتى نلقي التحية ونسأله عن أحواله ونهنئه بالعيد.. وبعد الانتهاء من فعاليات الزيارات والمعايدات وتجميع العيديات، حان وقت صرفها، نبدأ عندها بفعاليات السياحة في مناطق المملكة المختلفة. منْ يحب البحر يتجه للمنتجعات والمواقع الساحلية على امتداد ساحل البحر الأحمر، ومنْ يحب الجبال لدينا المنتجعات الجبلية في الشفا وفي الشمال والجنوب والمناطق الأثرية في العلا، ومنْ يحب الأسواق والمطاعم فالرياض دائماً مفتوحة للجميع".

وتحدثت سارة عن تجهيزات العيد قائلة: "العيد في السعودية له جو خاص وتبدأ التجهيزات من وقت إعلان موعد العيد، يبدأ تحضير الأكل، وسباق زكاة الفطر قبل الصلاة، وبعد الصلاة تكون "الإغماءة" وبعدها فقرة المعايدات من بيت لبيت".
وأضافت: "كل منطقة في السعودية لها طريقة مختلفة في الاحتفال، بالأخص فيما يتعلق بتنوع الأطباق التي تعكس تراث المملكة، فمثلاً في نجد الجريش والقرصان، في الحجاز نجد الدبيازة، في الشمال نجد المنسف، وفي الجنوب العريكة، وفي الشرقية الهريس.. ورغم تنوع الأكلات والأطباق في العيد بين المناطق، فعالية واحدة مشتركة بين الجميع (تضحك) وهي تذكُّر أسماء أولاد وبنات العائلة دون أن نخطئ".
إليكم هذا المقال إذا كنتم تبحثون عن: عبارات تهنئة قصيرة في عيد الفطر .