التواصل والحوار بين الزوجين فن وطريقة يبدعها الطرفان مع بداية هذه العلاقة، لكن هناك بعض المتطلبات التي تدعم الحوار كما يؤكد الدكتور مدحت عبدالهادي، خبير العلاقات الزوجية ويقول: "في كتابها «خمس خطوات بسيطة تنقل زواجك من جيد إلى عظيم» اكتشفت الدكتورة تيري أوروبوخ بعد دراسة أكثر من 400 حالة زواج أن الأزواج الأكثر سعادة هم الذين حافظوا على حوار يومي هادف لمدة عشر دقائق، لتعرف هذه القاعدة لاحقاً باسم قاعدة الدقائق العشرة 10 - minute rule.
وتنص قاعدة الدقائق العشرة على إتاحة فترة بسيطة بشكل يومي بحدود عشر دقائق يقضها الزوجان في حوار شخصي بعيداً عن الأسرة وهمومها وعن العمل والأطفال والديون، هذه الدقائق القليلة من الحوار الحميمي بين الزوجين - والذي يستهدف العودة إلى مرحلة ما قبل الانهماك الزوجي - كفيل بمساعدة الزوجين على إحياء العلاقة بينهما بشكل مستمر والحفاظ على معرفة مميزة لبعضهما البعض تعزز الاستقرار والتفاهم.".
أصول الحوار البناء بين الزوجين
الأسئلة المفتوحة والجذابة
تؤثر طريقة طرح الأسئلة بشكل كبير على نوعية الحوار الذي سيدور بعدها، ويبدو أن نوعية الأسئلة المغلقة التي تحض الآخر على جواب مختصر (نعم، لا) هي أسوأ أنواع الأسئلة في حال كنت ترغب في حوار جذاب وحميمي، فيما تعد الأسئلة المفتوحة التي تحض الآخر على الحديث والشرح والتوضيح هي النوع الأفضل في فتح حوار جذاب وممتع وفعَّال.
محادثة الحد من التوتر
أشهر وأهم أنواع الحوار بين الزوجين هو ما يطلق عليه «كيف كان يومك حبيبي؟»، هذا الحوار الذي يبدأ عند انتهاء يوم العمل والدخول في الوقت العائلي، لكن الحوار لا يسير دائماً بالاتجاه الصحيح!.
فمحادثة «كيف كان يومك؟» قد تتحول إلى فرصة للتشفي أو رمي الاتهامات أو الانتقام الناعم!، لذلك لا بد للزوجين من إدارة هذا الحوار بشكل إيجابي ليكون فاعلاً في تخفيف التوتر والضغط اليومي.
يقترح مدرب العلاقات والكاتب في معهد جوتمان Gottman كايل بنسون، أربع نقاط جوهرية لجعل محادثة «كيف كان يومك؟» محادثة إيجابية وفعالة، ويسمي هذه النقاط اتفاقات الحب Agreements of Love، وهذه الاتفاقات أو النقاط هي:
1 - الاتفاق على التوقيت: ما هو الوقت الأنسب لطرح هذا السؤال، هل هو بمجرد دخول الزوج من الباب؟ أم بعد تناول الغداء؟ أم تراه سيكون مناسباً في آخر الليل؟ يتعلق الأمر بالوقت الذي يشعر به الشريكان بالراحة تجاه الحديث عن يومهما.
2 - الاتفاق على الحضور أو الوجود لمدة 20 - 30 دقيقة معاً على الأقل.
3 - ضع مشاكل الزواج بعيداً عن هذا الحوار، فنقاش المشاكل الزوجية أو التلميح إليها سيفسد الهدف من السؤال «كيف كان يومك؟»، يجب أن يكون الحوار في أي شيء إلا عن المشاكل الزوجية العالقة، فتلك لها وقتها.
4 - الانفتاح والمرونة حول المشاعر المختلفة، فليست كل الأيام تمر بسلاسة، وليست كل الأحداث مفرحة وسعيدة، وهذه المحادثة يجب أن تكون فرصة للتخلص من المشاعر السلبية أو مشاركة المشاعر الإيجابية.
حوار أم شجار؟
إن قدرة الزوجين على الفصل بين المواضع المختلقة وإعطاء كل موضوع حقه من الاستقلالية، واحدة من المهارات المميزة في الزواج الناجح، فإذا كان الزوج يتحدث عن مشكلة في عمله أسوأ ما يمكن أن تفعله الزوجة هو التعاطف مع الخصم أو انتقاد صفات سلبية في زوجها تعتقد أنها سببت تلك المشكلة، وإذا كانت الزوجة تتحدث عن يوم مرهق مع الأطفال، فأسوأ ما يفعله الزوج هو انتقاد عناية الأم بأبنائها أو أن يقول «هذا طبيعي أليس هذا دوركِ في الحياة!».
هذا لا يعني أن يتحول الزواجان إلى منافقين، وإنما أن يلتزم كل منهما بموضوع النقاش والحوار دون أن تتحول المحادثة إلى نبش في الدفاتر القديمة أو مناسبة للاتهام أو تسجيل النقاط.
الحوار المتبادل
لا يمكن أن نسميه حواراً إذا كان المتحدث يتحدث وحده ولا يترك فرصة للآخر أن يتحدث، أو إن كان يتحدث والآخر ينظر إلى الجدار ولا يتفاعل، لا بدّ أن يتيح الزوجان لبعضهما الفرصة للحديث، ولا بدّ أن يحترم كل منهما حديث الآخر وينصت إليه ويتفاعل معه بشكل إيجابي.
اللطف والاحترام
عموماً لا يمكن لزواج أن ينجح في غياب اللطف والاحترام، ولا بد للحوار بين الزوجين أن يتسم باللطف والاحترام، اللطف في الكلام والتفاعل، والاحترام بالطرح والرد والحديث.