ترجع معظم الآثار السيئة للألعاب الإلكترونية للعنف الذي تحتويه، ومن المرجح أن يكون لدى الشباب في مرحلة المراهقة الذين يلعبون ألعاب فيديو ميول أكثر للعنف، سواء فيما يخص أفكارهم ومشاعرهم وسلوكياتهم العدوانية المتزايدة، أيضاً وفقاً لمعهد سياتل لأبحاث الشباب، فإن أولئك الذين يشاهدون الكثير من أعمال العنف، مثل تلك الموجودة في ألعاب الفيديو، يمكن أن يصبحوا محصنين ضده، وأكثر ميلاً للتصرف بعنف بأنفسهم، كما تشير دراسة أخرى إلى أن التعرض المزمن لألعاب الفيديو العنيفة لا يرتبط فقط بتعاطف أقل، بل أيضاً بالقسوة العاطفية.
ومع ذلك لم تجد دراسة عام 2017 نُشرت في مجلة فرونتيرز في علم النفس أي آثار طويلة المدى للعب ألعاب الفيديو العنيفة والتعاطف، ولم تجد دراسة أخرى من جامعة يورك أي دليل يدعم نظرية أن ألعاب الفيديو تجعل اللاعبين أكثر عنفاً، وتشير دراسة أخرى إلى أنه لا توجد زيادة في مستوى العدوان لدى اللاعبين الذين تعرضوا لفترة طويلة لألعاب الفيديو العنيفة، وهو ما يثير المزيد من الجدل حول أضرار ألعاب الفيديو جيم والعنف.
من ناحية أخرى، خلصت جمعية علم النفس الأميركية (APA) إلى أن هناك «علاقة ثابتة» بين استخدام اللعبة العنيفة والعدوان، لكنها لا تجد أدلة كافية لربط اللعب العنيف بالفيديو بالعنف الإجرامي، وذكرت الجمعية بعضاً من آثار الألعاب الإلكترونية السيئة ومنها:
إدمان الألعاب
تنبه منظمة الصحة العالمية إلى خطر الإدمان عند الشباب الذين أصبحوا مقترنين بالألعاب الإلكترونية، وقد صنفت منظمة الصحة العالمية الإدمان على الألعاب الإلكترونية كمرض، تقاس شدّته بناءً على المدّة التي يقضيها الشاب في اللعب بها، وعدد مرات اللعب، وتفضيل اللعب والاستمرار به على مسؤولياته المنزلية والدراسية، رغم أنه يعرف مضاره عليه، ويتم تشخيص مرض الإدمان على الألعاب الإلكترونية بعد سنة واحدة على الأقل من استمرار هذه الأعراض، ويكمن السبب وراء الإدمان على مثل هذه الألعاب في طريقة تصميمها، بحيث تجذب الشباب لأطول فترة ممكنة من خلال مراحل متتالية ومشوقة، ورسومات في هذه المراحل العمرية، بحيث يفضل الشاب قضاء الوقت في هذه الألعاب الافتراضية على قضائه مع عائلته، أو أصدقائه، وهو سبب واضح للاكتئاب المصاحب لهذا الإدمان.
العنف والعدوانية لدى الشباب
يتجه الكثير من الشباب إلى الألعاب القتالية والعدوانية التي تحتوي على مشاهد وتصرفات عنيفة، ويكمن الخطر في هذه الألعاب في زرع النزعات العدوانية في سلوك الشباب وأفكارهم، بحسب الجمعية الأميركية لعلم النفس، حيث يميل الشباب إلى تكرار التصرفات العنيفة التي يرونها، وتطبيقها في الواقع.
السمنة لدى الشباب
وهي مشكلة ليست حصرية فقط على الشباب، إذ أن النظام الصحي السيء الذي يفرضه العصر الحديث من مدة جلوس طويلة أمام شاشات التلفاز، والهواتف المحمولة والألعاب الإلكترونية، يساهم بشكل كبير في التقليل من النشاط البدني الضروري لصحة القلب والعظام لدى مختلف الأعمار، وتصبح المشكلة أخطر في الأطفال، إذ يتم تعويدهم على نظام غذائي وصحّي سيء في عمر صغير.
مشاكل صحيّة
المشاكل الصحية من أضرار الألعاب الإلكترونية التي يطول الحديث عنها، فأبسطها آلام العظام والرقبة، وتشنج العضلات بسبب ساعات الجلوس الطويلة أمام الشاشات، ونقص بعض العناصر المهمة للجسم كفيتامين د، بسبب عدم الخروج من البيت، والأسوأ مشاكل الرؤية والعمود الفقري والأمراض العصبية، كالتشنجات واضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه.
ضعف التحصيل الدراسي
ضعف التحصيل الدراسي في الشباب يبدو عرضاً، لا يمكن تفاديه بالنظر إلى الأضرار السابقة، فانشغال ذهن الشباب وتفكيره المستمر بالألعاب في الأوقات التي لا يلعب بها، سيؤثر على مستوى تركيزه وتحصيله العلمي، عوضاً عن أن الشباب الذين يصابون بإدمان هذه الألعاب، يفضلون الاستمرار بلعبها على إنجاز الفروض المدرسية ومتابعتها.