الذكاء العاطفي هو مصطلح يعبر عن قدرة الفرد على التعرف على عواطفه الشخصية، وفهمها بصورة سليمة، وإدراك مدى تأثيرها على الأشخاص من حوله، ويستطيع الأشخاص الذين يتمتعون بمعدل ذكاء عاطفي عالٍ السيطرة على سلوكهم وضبطه، ولديهم فعالية أكثر على معرفة وإدارة مشاعرهم الخاصة، وإدارة مشاعر الآخرين أيضاً، وكلما ارتفعت مهارات الذكاء العاطفي، أدى ذلك لعلاقات شخصية فعالة وناجحة بشكل أكبر.
تقول الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية إنّ الصفات والسمات الشخصية تعبّر في الواقع عن مهارات الذكاء العاطفي المعروف اختصاراً بـ «EQ». وبعكس الشخصّية التي تبقى ثابتة ونادراً ما تتغيّر، فإن الذكاء العاطفي سمة أكثر مرونة، ويمكنك تغييرها وتطويرها لتحقّق النجاح الذي ترجوه في حياتك.
في دراسة عالمية حديثة، تمّ إجراء استطلاع على ما يزيد عن 500 رائد أعمال، وتمّ سؤالهم عن الأسباب التي تجعل الموظف متميّزاً. كان الهدف من وراء هذه الدراسة معرفة السبب وراء كون البعض أكثر نجاحاً من غيرهم في وظائفهم، وجاءت الإجابات مثيرة للدهشة؛ حيث اختار روّاد الأعمال هؤلاء «السمات الشخصية» كسبب رئيس يميّز الموظفين الناجحين من غيرهم، وذلك بنسبة 78% من الإجابات، مقابل 53% للمهارات الأكاديمية و39% للمهارات الوظيفية الأخرى.
لا ينتظرون مقابلاً
أحد الأمور المهمة التي يقوم بها الموظفون الناجحون والمتميّزون هو أنهم لا يقولون أبداً جملاً مثل: «هذا ليس جزءاً من مهامي» أو «هذا لم يرد في وصفي الوظيفي». إنهم يعملون خارج حدود وصفهم الوظيفي، وبدلاً من انتظار الاعتراف بجهودهم والحصول على مقابل على عملهم، تجدهم يباشرون بالعمل وهم واثقون تماماً من أنهم سيحصلون على مكافأتهم لاحقاً.
متسامحون ويتعاملون مع الخلافات بذكاء
لا يسعى الموظفون المتميّزون لإشعال فتيل الخلافات والنزاعات في وظائفهم، ولكنهم لا يهربون منها أيضاً. إنهم قادرون على الاحتفاظ بهدوء أعصابهم والتعبير عن وجهات نظرهم بهدوء ومنطقية. كما يستطيعون أيضاً الصمود في وجه الهجوم الشخصي عليهم لأجل تحقيق أهداف الشركة العظمى، ولا يستخدمون مثل هذه الأساليب في تحقيق أهدافهم.
يمتلكون القدرة على التركيز
غالباً ما يتمّ إخبار طلاّب الطيران بهذه العبارة: «عندما تسوء الأمور، لا تنسوا الحفاظ على بقاء الطائرة في السماء!». معظم حوادث تحطّم الطائرات جاءت نتيجة لفقدان الطيّارين تركيزهم على قيادة الطائرة والتفكير بأمور ثانوية أخرى. وتعدّ الرحلة رقم 401 للخطوط الجوية الشرقية مثالاً قوياً على ذلك، حيث كان كابتن الطائرة قلقاً جداً بشأن معدّات الهبوط، غير مدرك حقيقة أنّ الطائرة تهوي، وعندما تنبّه للأمر كان الأوان قد فات، على الرغم من جميع إشارات التنبيه التي كانت تظهر له على لوحة القيادة.
يجمعون بين الحكمة والشجاعة
يمتلك الموظفون الناجحون المتميّزون القدرة على التعبير عن رأيهم وإسماع صوتهم في الوقت الذي يلتزم فيه الآخرون الصمت، سواءً كان ذلك طرح سؤال بسيط إلى درجة الغباء، أو تحدّي قرار صادر عن الإدارة العليا. لكنهم يوازنون شجاعتهم هذه مع الحكمة والتوقيت الصحيح. إنهم يفكّرون قبل أن يتحدّثوا، وإن تحدّثوا فهم يحسنون اختيار كلماتهم ويختارون الوقت والمكان المناسبين للتعبير عن آرائهم.
يسيطرون على كبريائهم
يمتلك جميع الموظفين المتميّزين كبرياء عظيماً أو ما يعرف بالإيجو، ولعلّ هذا أكثر ما يحمّسهم، لكنهم مع ذلك لا يعطون كبرياءهم أكثر ممّا يستحق؛ لذا نجدهم على استعداد للاعتذار إن هم أخطؤوا، كما أنهم لا يمانعون القيام بالأمور على طريقة شخص آخر، سواءً كان ذلك بسبب أنّ هذه الطريقة أفضل أو حفاظاً على الانسجام بين أعضاء الفريق.