هل تتصورين أن بعض الأمهات، يتركن أطفالهن، حديثي الولادة من دون استحمام بصورة خاطئة؟ والتي تؤدي إلى تضرر جلد الطفل وانتشار البكتيريا والالتهابات، حيث يتوجب على الأم أن تقوم باستخدام المياه وصابون الجلسرين لاستحمام الطفل من اليوم الأول لولادته، أو استخدام الشامبو الخاص للأطفال، فالعناية بجلد الطفل هي أولى خطوات الرعاية من الإصابة بالكثير من الأمراض، التي تدخل عن طريق الجلد، كما يوضح لك الأطباء والمتخصصون.
حمام الطفل ليس وسيلة للعقاب
كانت الأمهات قديماً يعتقدن أن حمام الطفل هو طريقة لكي يكسب الصحة والعافية على حد تعبيرهن، بل إنهن يجدن حمام الطفل وسيلة لكي يزداد وزنه، لأنه ينام بعد الحمام مباشرة، ولذلك فقد أولين عناية كبيرة للحمام وفي نفس الوقت كره الصغار للحمام والاستحمام منذ ولادتهم، لهذا تتهاون بعض الأمهات، ويمتنعن عن حمام الرضيع، ما يؤدي إلى تضرر جلده؛ مثل انتشار البكتيريا والالتهابات، بالإضافة إلى تجعد البشرة. لذلك يفضل الاعتدال في الاستحمام، فليست هناك حاجة لحمام الطفل الرضيع كل يوم، فقد تكفي ثلاث مرات أسبوعياً.
وهناك عدة أسباب لكراهية الطفل للاستحمام، ونقدم لك عدة نصائح لكي لا يبكي طفلك أثناء الاستحمام كالآتي.
لماذا يبكي الطفل عند الاستحمام؟
- خوف الطفل من الماء
- خوف الطفل من شكل وديكور وتصميم الحمام، وصوت الماء وخروج الماء من أماكن مختلفة، مثل أن يكون هناك مصادر مختلفة للماء، مرتفعة ومنخفضة مما يوحي للصغير بالرعب.
- خوف الطفل من الصابون على وجهه، وتكاثر الشامبو على الوجه.
- خوف الطفل من التزحلق في الحمام، وفي حالات يخاف من الغرق.
- يخاف الطفل من الاختناق بالماء، فتجديه يفتح فمه ويرفع رأسه مما يفاقم من المشكلة.
- كراهية الطفل لفقاعات الصابون خاصة حين تمنعه من الرؤية.
- أخطاء تقع بها الأم أثناء حمام الطفل، مثل اختيار الوقت غير المناسب فتوقظه من نومه ليستحم، أو أن تأخذه من فترة لعبه.
- تحميم الطفل كوسيلة للعقاب فيكره الصغير الحمام، مثل أن تهدده حين يرتكب خطأ ما: سوف أحممك.
- أن يستحم على معدة ممتلئة، ما يؤدي لقيء الصغير، والمفروض أن يؤجل الطعام لما بعد الحمام.
- سكب كميات كبيرة من الماء دفعة واحدة على جسم الطفل مما يخيفه.
نصائح لوقف بكاء الطفل عند الاستحمام
- ابدأي بتحميمه من الأطراف، مهما كان عمره، ثم يمتد سكب الماء أو غمره به لباقي الأجزاء ويفضل من أسفل لأعلى.
- اغسلي رأس الصغير منفرداً ثم جففيه ليبدأ بعد ذلك غسل باقي الجسم.
- ضعي بالقرب من الصغير منشفة صغيرة، واطلبي منه أن يجفف بها وجهه كلما شعر أنه سوف يختنق بالماء، فبعض الصغار يبتلعون الماء ويضايقهم هذا الشعور.
- اختاري درجة حرارة الماء المناسبة للطفل، في حال لم يكن لديك مقياساً لدرجة الحرارة، ضعي كوعك في ماء الاستحمام، فإذا كانت درجة الحرارة مناسبة لك فهي مناسبة للصغير.
- تأكدي أن طفلك لا يعاني من تسلخات أو تقرحات جلدية، فهو سوف يبكي حين يلامسها الماء والصابون.
- اختاري نوع الصابون والشامبو المناسب للطفل، لا تستخدمي أي صابون للكبار بل يجب أن تستشيري الطبيب فالنوع الذي يخصص للأطفال لا يسبب إدماع العيون ولا تحسس البشرة.
- ضعي اللعبة المفضلة للصغير في حوض الاستحمام ويفضل أن تخصص لعبة من البلاستيك لهذا الغرض.
معتقدات خاطئة تميل إلى عدم تحميم الطفل
هل يفضل الاستحمام بشكل يومي؟ وما هو الوقت المناسب؟ وهل يتساوى جسم طفلك مع جسم البالغ في نشاطه وكثرة حركته؟ وهل يمكن للطفل الاستحمام بعد التطعيم؟ وقبل التفكير بإجابات عن هذه التساؤلات لا بد من محاربة تلك المعتقدات الخاطئة التي رسخت إلى حد ما في عقول بعض الأمهات!
المعتقد الخاطئ الأول
«لا ضرورة لحمام الطفل اليومي»؛ حيث إن بشرة الرضيع تختلف عن بشرة البالغ، كما يفضل عدم حمام الرضيع قبل أن يسقط جذع الحبل السري، ومن الممكن أن تقوم الإسفنجة بمهمة التنظيف، ويكفي الاستحمام مرتين في الأسبوع.
الصواب: أن عملية سقوط جذع الحبل السري تستغرق 10 أيام، ولا يفضل ترك الطفل من دون تنظيف طوال تلك الفترة، ولكن من الممكن التقليل من عدد مرات الحمام اليومية للطفل؛ حتى لا تتأثر بشرة الطفل وتحرم خصلات شعره من الزيوت الطبيعية، وتتعرض للجفاف.
هل تعرفين كم مرة يجب استحمام الرضيع؟
المعتقد الخاطئ الثاني
«أفضل وقت لحمام الطفل في الصباح فقط». مع أنه، حسب رأي الأطباء، لا مانع من أخذ الحمام في وقت متأخر من بعد الظهر أو حتى في الليل، فالمياه لن تميل إلى البرودة في وقت لاحق من اليوم، والأطفال عامة لا يميلون إلى الماء البارد، ولن يصاب الطفل بنزلات برد؛ فهي تحدث بسبب الفيروسات وليس بسبب الماء البارد.
والصواب: هو تنظيم درجة حرارة المياه، وتجهيز الحمام بإغلاق النافذة والباب لضغط الحرارة.
المعتقد الخاطئ الثالث
«لا مانع من استخدام مستحضرات الكبار عند تحميم الرضيع»، مع أنه لا يجب استخدام أي مستحضر يحتوي على عطور أو مواد كيمائية؛ لأنها مضرة على بشرة الرضيع وتؤثر على شعر الرضيع، وتزيد من احتمالية تعرضه للتشابك والتلف.
الصواب: لا بد من شراء الشامبو المخصص للصغار الذي يحوي مرطبات مغذية وفيتامينات وعناصر طبيعية خالية من المواد الضارة تقوي الشعر من جذوره إلى أطرافه، وتتميز برائحة خفيفة منعشة وتركيبة لطيفة فعّالة، وحتى لا تتأثر أجهزة الطفل العضوية غير الناضجة.
المعتقد الخاطئ الرابع
«لا يجوز تحميم الطفل وهو مريض»، مع أنه لا خطر في لو قامت الأم بتحميم طفلها فيما كان يسعل أو فيما يعاني من حمى معتدلة؛ المهم تغطيته بعد كل خطوة تقومين بها؛ حتى لا يصاب بالبرد أو تزداد حالته سوءاً.
الصواب: ومن الممكن الاكتفاء بمسح جسمه بإسفنجة مبللة أو قطعة قماش ناعمة.
المعتقد الخاطىء الخامس
«لا خوف من ترك الطفل في حوض الاستحمام وحده». رغم ان هذا الخطأ الأكبر، الذي ترتكبه الكثير من الأمهات، فلا يصح تركه وحده من دون رقيب أمام رغبته بالاستقلالية وحبه للاستكشاف.
الصواب: كوني منتبهة ومتيقظة حتى سن الخامسة من عمر طفلك.
تعرفي إلى: الأمور التي يجب مراعاتها عند تحميم الطفل
المعتقد الخاطئ السادس
«ممنوع الحمام بعد التطعيم أو أخذ اللقاح» إذ يعتقد البعض بضرورة تأخير حمام الطفل مدة 28 - 72 ساعة بعد أخذ اللقاح؛ حتى لا يضر الاستحمام بالطفل، ويؤثر على فاعلية اللقاح، رغم أنه لا يوجد دليل علمي يثبت ذلك، بل العكس هو الصحيح، كما نصت بذلك الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال «aap» بالاستحمام كوسيلة لتهدئة الطفل، نعم...قد تكون المضاعفات المختلفة للتطعيم ممكنة مما يجعل الآباء حذرين من استحمام الطفل بعد التطعيم؛ خوفاً من خطر العدوى؛ نظراً لأن المياه الجارية مصدر للكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض، ولكن الدراسات أثبتت عدم الضرر، وأن التفاعل الذي يحدث بعد التطعيم من تصلب الجلد والتورم الخفيف والاحمرار في موقع الحقن لا يضره الحمام.
الصواب: ينصح بالاستحمام في اليوم السابق للتطعيم المقترح أو إطالة فترة الحمام بعد اللقاح، مع عدم فرك البثرة مكان موقع الحقن، ويحذر من الاستحمام حالة حدوث رد فعل واضح على إعطاء اللقاح مثل: ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل باستمرار، تدهور الحالة الصحية للطفل والخمول، النعاس، نزلات البرد والسعال، ولا ينصح هنا بتنظيف موقع الحقن ولا أن تدخل المياه إلى منطقة الحقن، ويمكن للطفل المشي.
المعتقد الخاطىء السابع
«ممنوع الحمام بعد تطعيم شلل الأطفال». والمعروف أن شلل الأطفال مرض معقد وخطير، ودفاعات الجسم تضعف لأن كمية الأجسام المضادة غير كافية لمكافحة العدوى في الساعات الـ24 الأولى، ولذا وجب تأجيل الحمام. مع ان الفيصل هنا هو درجة حرارة الجسم الطبيعية للطفل، فإذا كان نشطاً ومبهجاً وليس هناك درجة حرارة فلا يوجد قيود أو عواقب سلبية على جسم الطفل، ويمكنه الاستحمام شرط ألا نسمح بخفض حرارة الجسم ولفه بمنشفته فوراً بعد الحمام، والاستمرار بطريقة معتادة والذهاب للتنزه والسباحة...
الصواب: التطعيم لا يشكل أي تهديد، ولكن لا بد من الحد من التعرض للهواء بعد التطعيم، وفي حالة وجود عواقب وخيمة يجب تأجيل إجراءات المياه في موعد لا يتجاوز اليوم الثاني.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص