أفرزت الجائحة العالمية كورونا وفي زمن المحنة التي نعيشها كثير من قيم التضامن والمساعدة ومد العون وخاصة بالنسبة للمعوزين والمرضى، حيث انخرط الشباب بالخصوص في عدة مدن وقرى مغربية في عمل إنساني تطوعي ونبيل، حيث بادرت بعض جمعيات المجتمع المدنية ومجموعات مكونة من الشباب وفي ظل الاحتياطات الاحترازية التي أقرتها السلطات المحلية إلى عرض خدمة (الإيصال تحت الطلب) إلى البيوت، حيث يتولى هؤلاء الشباب الذين سخروا جميع أنواع وسائل النقل المتوفرة لديهم ووضعها رهن إشارة كل من يطلب هذه الخدمة المجانية منهم، بما في ذلك اقتناء الأدوية التي يطلبونها أو المواد الغذائية وغيرها، حيث يكتفي صاحب الطلب وعادة ما يكون مسنا أو مريضا بدفع ثمن السلعة فيما يعفى من تسديد واجب خدمة الإيصال التي تدخل في إطار عمل تطوعي غير مؤدى عنه من طرف هؤلاء الشباب، الذي يسعى بهذه المبادرة إلى ترسيخ قيم التضحية والتضامن والإيثار في وقت الشدة، والمشاركة في تشجيع الناس على البقاء في البيوت وعدم الخروج واحترام التدابير الاحترازية بتفاديهم من الاختلاط، وقد لقيت مبادرة هؤلاء الشباب في مجمل المدن المغربية ترحيب الجميع، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات التنويه والترحيب والتقدير بهذه الخطوة الإنسانية التي بادر بها هؤلاء الشباب الذين تطوعوا من أجل خدمة الآخر.