تعددت الروايات حول معرفة السبب وراء إطلاق أكذوبة أبريل، حيث ذهبت أغلبية آراء الباحثين بأن كذبة أبريل، تقليد أوروبي أعمى، قائم على المزاح، وإطلاق أكاذيب، وخدع بين الناس، من أجل إضفاء جو من المرح والضحك، بحيث يطلق على الأشخاص الذين يصدقون هذه الشائعات بضحايا كذبة أبريل.
وتقول الدكتورة سوزان القليني، عميدة كلية الآداب جامعة عين شمس: هذه العادة قد ظهرت في فرنسا، عندما قام شارل التاسع عام 1582 بتعديل التقويم، الذي كان يبدأ بعيد رأس السنة في يوم 21 مارس، وينتهي في اليوم الأول من إبريل، بعدما يتبادل الناس الهدايا بمناسبة عيد رأس السنة الجديدة، وقد انتشرت بعدها على نطاق واسع في الكثير من البلدان، فأخذوا يتداولونه، ويطلقون على ضحايا الكذبات بعض الأسماء، ففي اسكتلندا أطلقوا عليها نكتة إبريل، بينما استعمل الفرنسيون، اسم السمكة للدلالة عليهم، وأصبح أول يوم من أبريل اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع الشعوب، في دول العالم، ما عدا دولتي إسبانيا، وألمانيا، لارتباطه باليوم المقدس دينياً في إسبانيا، ولتعارضه مع يوم ميلاد الزعيم الألماني المعروف بسمارك.
أغرب وأطرف أكاذيب أبريل
ومن أطرف الأكاذيب وأشهرها، في مختلف البلدان، ما حدث في رومانيا عندما كان الملك كارول يزور أحد متاحف عاصمة بلاده، في أول أبريل، فسبقه رسام مشهور، كان قد ترصد قدومه، وقام برسم ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة، على أرضية المتحف، ما دفع الملك بأمر أحد حراسه، بالنزول لالتقاطها، ولكن سرعان ما اكتشفوا أنها كذبة.
وقد اشتهر الشعب الإنجليزي بكذبة ظهرت في عام 1860، في اليوم الأول من أبريل، حيث حمل البريد إلى مئات من سكان لندن، بطاقات مختومة بأختام مزورة، تحمل في طياتها دعوة لمشاهدة الحفلة السنوية لغسل الأسود البيض، في برج لندن، في الأول من أبريل، مع التكرم بعدم دفع أي مبلغ، ما دفع الجمهور الساذج بالتوجه نحو البرج لمشاهدة الحفلة المزعومة.
ولكن إلى جانب هذه المواقف المضحكة، كان هناك أحداث مؤلمة صاحبت هذه الكذبات، ومن أشهرها قيام سيدة إنجليزية بالصراخ، وطلب النجدة، من أعلى شرفة مطبخها، بسبب اندلاع حريق داخله، ولكن دون جدوى، حيث ظن الناس بأنها كذبة، لتطابق ذلك اليوم مع أول إبريل، وبذلك تكون هذه الكذبة قد أودت بحياة الكثيرين، فعلى الرغم من أنها ممتعة، إلا أنها قد تنهي حياة البعض، نتيجة التهور، والتهويل، واستخدام الحيل والأكاذيب المخيفة.
أصل كذبة أبريل
يرى البعض أن أقدم طرق الاحتفال الموثقة والتي تخص يوم الأول من نيسان – أبريل، موجودة في هولندا وفرنسا، وهي تعود لعام 1500.
وما هو مؤكد أيضاً أنه ليس هناك من إجماع على أصول يوم الأول من نيسان – أبريل، ولكن هناك إجماع على أن الكذب «الأبيض»، لنقُل، متاح للجميع.
من المحتمل أن تعود أصول «كذبة أوّل نيسان» إلى القرن السادس عشر، حيث قام البابا غريغوار الثالث عشر بتغيير التقويم، أي الروزنامة.
في ذلك العصر، تم الاعتماد على ما يعرف اليوم بالتقويم الغريغوري – الذي يعرف بالتقويم الميلادي في البلاد العربية، والمعمول به حالياً في العالم.
بحسب هذه النظرية، صار أوّل يوم في السنة يوافق في الأوّل من كانون الثاني – يناير، كما هو الحال اليوم تماماً. وهذا يعني أن احتفالات رأس السنة صارت تقام أيضاً في التاريخ الجديد.
ولكن قسماً من الناس لم يتخلّ عن التقويم اليولياني أو «الرومي» بالمصطلح العربي أيضاً، الذي أقرّه يوليوس قيصر، وتابعوا الاحتفال برأس السنة الذي كان يحل فوراً بعد مهرجان «هيلاريا» في نهاية آذار- مارس.
ومهرجان «هيلاريا» كان مهرجاناً رومانياً – إغريقياً، احتفل به الناس لأنه كان يعلن نهاية سنة في التقويم اليولياني، وكانوا يخرجون في مواكب متنكرين، ويقومون بعروض في الشارع واشتهر المهرجان بالمزاح كثيراً.
ويجد بعض المؤرخين في تغيير التقويم تفسيراً لـ«كذبة أوّل نيسان»، بما أن أولئك الذين استمروا بالاحتفال بحسب التقويم القديم كانوا «المجانين»، أو «المخدوعين» بالتواريخ.