تعد الشائعات من أهم أساليب ترويع الأفراد والمجتمعات، حيث أنها لا تقتصر على زمان أو مكان معين، بل حيثما وجد المجتمع البشري ظهر خطر الشائعات، خاصة وقت الأزمات.
وحول الشائعات وآثارها النفسية والاجتماعية يوضح لـ «سيدتي» المستشار طلال السويدي، مدرب متخصص في مجالات الإدارة والسلوك الإنساني، مدى خطورتها وكيفية التعامل معها فقال: «تختلف الشائعات عن أساليب الترويع الأخرى، في أن الوسيلة التي تحملها وتنقلها وتزيد من حدتها وفعاليتها هو المجتمع المستهدف نفسه، فما أن تصل الإشاعة إلى بعض أفراد المجتمع المستهدف حتى يقوموا هم بترويجها إلى كل من يعرفون، ووصل الأمر للبعض ليس للنقل فقط بل الإضافة عليها، وربما اختلق أجزاء كثيرة من تفاصيلها، مما يجعلها أعظم وأقوى وسيلة إعلامية. وبالتالي يساعد على سرعة نقلها وكذلك على زيادة فعاليتها وتأثيرها على الأفراد أو المجتمعات المستهدفة».
دوافع الشائعات
الشائعات من أخطر وأفتك أساليب الحرب النفسية؛ لأنها تندس بطريقة أشبه بالسحر وسط الجماهير، ولأنه من الصعب معرفة مصدرها، ولأن ضحاياها يسمعونها من أصدقائهم مما يعطيها صورة الخبر الصادق، بل إن ضحاياهم يكونون أحياناً هم مروجوها. ويمكن تلخيص أهداف الشائعات في عصرنا الحاضر وخاصة في الحرب النفسية ومنها:
• التأثير على المعنويات وتفتيت قواه العامة للوصول به إلى الإرهاب النفسي.
• استخدامها للتمويه والتعمية كستار لإخفاء حقيقة ما.
• تمرير فكرة، أو بيع منتج بأسعار خيالية، أو تغيير سلوك وقيم مجتمع.
• أساليب الحرب النفسية
• الدعاية: وتقوم على استخدام وسائل الإعلام الحديثة من نشر وترويج للأفكار والمعتقدات، والأخبار التي تود نشرها وترويجها، بغرض التأثير في نفسية الأفراد والمجتمعات، وخلق اتجاهات معينة لديهم.
• افتعال الأزمات وعقد اجتماعات: عبارة استخدام حادث أو حوادث معينة قد تكون بسيطة، ولكن يتم استغلالها بنجاح من أجل خلق أزمة تؤثر في نفسية الطرف الآخر، وتسفيد منها الجهة المستخدمة لهذا الأسلوب.
• إشاعة الرعب والفوضى: وهذه وسيلة مهمة تستخدم بواسطة استغلال عاطفة الخوف لإرهاب الشعوب وإخضاعها من خلال استخدام الوسائل المختلفة لخلق الفوضى مما يسهل عملية السيطرة والتغلب عليها.
• الإشاعة: هي عبارة نوعية أو موضوعية مقدمة للتصديق تتناقل من شخص لآخر. وتعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها، ونشرها في نطاق واسع أو خلق أخبار لا أساس لها من الصحة، والهدف منها التأثير على الرأي العام تحقيقاً لأهداف سياسة أو اقتصادية أو عسكرية؛ لذلك فالإشاعة لا تعتمد على الخيال بل على جزء من الحقيقة من أجل إمكانية تصديقها.
أنواع الإشاعة
• تختلف أنواع الإشاعات باختلاف الأهداف والغرض من ترويجها، وتتنوع حسب موضوعها أو الآثار المترتبة عليها، أو الدوافع التي من ورائها، أو حسب سرعتها وزمان انتشارها مما يصعب معه تقديم حصر منضبط عن الشائعة وأنواعها لاختلاف آثارها ودوافعها والبيئات وآثارها النفسية.
الأبعاد الاجتماعية والنفسية للإشاعة وأثرها على المجتمع:
إن المجتمع الذي تنتشر فيه الشائعات معرض لأن يكون حاضناً لانتشار تدني المعنويات؛ كونها تؤسس حواجز تحجب الحقائق، فتحدث غموضاً وبلبلة تحول دون التعرف على صحة وحقيقة الشائعة، مما يجعلها خبراً صادقاً تتناقله وسائل الإعلام، مما يولد مناخاً للناس ويؤثر في مصداقية الرأي العام، ويفسح المجال لانتشار الأكاذيب والأخبار المبنية على مقاصد سيئة، ويبث طاقات سلبية في المجتمع تشل حركته وفاعليته وإنتاجه، ويمكن أن تكون مخلخلة للتنظيم الاجتماعي.
وسائل الوقاية من الإشاعة
• نشر الحسابات في مواقع التواصل، والجهات والمنظمات والهيئات التي تأخذ منها المعلومات، وتحديثها بشكل مستمر.
• عدم ترديد الإشاعات وتكذيبها من خلال التوعية المستمرة.
• اقتفاء خط سير الإشاعة إلى جذورها والتخطيط الشامل لدرئها.
• تحليل الإشاعات لمعرفة أهدافها ودوافعها ومصدرها، ومن يقف وراءها أو المستفيد منها ليكون الرد عليها علمياً وواقعياً ومنطقياً.
• نشر الحقائق دائماً للجماهير في كل ما يتصل بحياتهم لأن الإشاعات إنما تسري وتنمو في المجتمع المغلق.