منذ الإعلان عن جائحة كورونا والسعودية تبادر في استحداث آلية تسهم في استمرار الحياة بشكلها المعتاد لسكان المملكة، وشمل ذلك تفعيل التعليم عن بعد. كما لعبت تطبيقات خدمة التوصيل دوراً هاماً في الاستجابة لطلبات الأفراد وذلك من خلال توصيل احتياجاتهم الضرورية إلى المنزل دون الحاجة للذهاب بأنفسهم إلى الخارج. كما عملت العديد من القطاعات على حشد الجهود للرد على كافة استفسارات المواطنين والمقيمين التي تخص قطاعات الصحة والعمل والتجارة وغيرها من خلال مراكز العملاء.
التعليم على قائمة الأولويات
كان من القرارات الأولية تفعيل الدراسة عن بعد. وحول ذلك تقول المتحدثة باسم وزارة التعليم ابتسام الشهري، أن العملية التعليمية مستمرة مؤكدة أن الهدف الرئيس للوزارة هو نواتج التعلم ومستوى التحصيل الدراسي للطلاب والطالبات.
وقد خصصت الوزارة شبكة قنوات «عين» لمتابعة العملية التعليمية يومياً من الساعة 8 صباحاً إلى الساعة 12:30 ظهراً. كما تضم خيارات التعليم عن بعد منظومة التعليم الموحد وتشمل الموقع الإلكتروني وتطبيق الهواتف الذكية، إلى جانب بوابة المستقبل التي تغطي 3700 تستعرض 112 مادة تعليمية للطلاب والمقدر عددهم بـ 6 مليون طالب وطالبة.
وفي هذا السياق تقول الكاتبة منى العتيبي، أنه رغم حداثة التعليم عن بعد مع طلابها بالتعليم العام إلا أن الوزارة ساهمت ليس فقط في التعليم عن بعد، بل قامت بدور توعوي، إذ جنّدت إعلامها ومنصاتها وخطابها التربوي والتعليمي إلى توعية منسوبيها والمواطنين والمقيمين بصفة عامة للوقاية من الفايروس.
تطبيقات التوصيل أسهمت في استمرار الخدمات بشكل طبيعي
بلغ عدد التطبيقات المرخصة من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات 20 تطبيقاً. وتتمتع هذه التطبيقات باستثناء من منع التجول المطبق في المدن السعودية وذلك لتسهيل إيصال الطلبات للأسر في منازلهم كالمواد الغذائية والأدوية والاحتياجات الضرورية للأفراد.
وتلتزم هذه التطبيقات بعدد من الاشتراطات من ضمنها فحص حرارة المندوب يوميًا، ولبس القفاز والكمامات وتبديلها باستمرار، وتوجيه المندوب بغسل اليدين قبل وبعد التسليم واستخدام المعقمات، بالإضافة إلى التعامل الإلكتروني في عمليات الدفع، وعدم المصافحة. إضافة إلى عدم تسليم الطلب باليد وإنما وضعه على الأرض ثم يستلمه العميل.
وحول التطبيقات التي أسسها رواد الأعمال السعوديين يقول المهتم بتوعية المستهلك وحمايته فهد البقمي، أنها سدت ثغرة وأسهمت في استمرارية تقديم الخدمات بشكل طبيعي. إذ كفت احتياجات المستلزمات الضرورية ولم نشهد التدافع الذي رأيناه في دول أخرى.
العمل عن بعد لم يؤثر على أداء موظفي خدمة العملاء
انتقل العديد من موظفي خدمة العملاء في القطاعات المختلفة إلى العمل من المنزل وذلك تماشياً مع حملات المطالبة بالبقاء في المنازل للحد من انتشار كورونا. وأظهرت صورٌ للعديد من العاملين في وزارة التجارة ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، الموظفين وهم يعملون على إنجاز الخدمات والإجابة على الاستفسارات من داخل منازلهم، إضافة إلى إنهاء الكثير من المهام دون حاجة الأفراد إلى مراجعة الإدارات. وتعمل العديد من الوزارات الأخرى على نفس النهج كما توفر وزارة الصحة مركزاً للاتصال (937) للرد على كافة الاستفسارات.