كشفت دراسة حديثة أن تضخم التعداد الفيروسي لا يصيب كل الكائنات الحية، كما أن بعض الحيوانات تتغذى به، وقالت الدراسة الجديدة بقيادة عالمة البيئة البحرية، جينفر ويلش، من المعهد الملكي الهولندي لأبحاث البحار (NIOZ): لا تصيب الفيروسات كل الكائنات الحية، وبعض الحيوانات تتغذى بالفعل على الفيروسات، بمعنى آخر، تزيلها من البيئة، وعلى الرغم من هذه الخدمة العامة القيمة والتي لا تحظى بالتقدير الكافي؛ فإن الكثير مما يكمن وراء هذه الظاهرة يظل لغزاً.
وتوضح ويلش وفريقها في ورقة بحثية جديدة، بالقول إن «الفيروسات هي أكثر الكيانات البيولوجية وفرة في البيئات البحرية، ولكن على الرغم من آثارها البيئية المحتملة، لا يُعرف الكثير عن إزالة الفيروسات عن طريق الكائنات الحية غير المضيفة».
وفي سلسلة من التجارب في المختبر، درس الباحثون كيف نجحت مجموعة من هذه الكائنات البحرية غير المضيفة، في إزالة الجسيمات الفيروسية من بيئتها المائية، إما عن طريق الافتراس النشط، أو عبر الآليات السلبية، مثل: مغذيات الكائنات التي تخلق الحواجز الفيزيائية بين الطفيليات ومضيفاتها.
كائنات حية تحد من وفرة الفيروسات
من بين 10 أنواع مختلفة من الحيوانات المختبرة، تبين أن سرطان البحر والمحار والإسفنج، هي الأكثر فاعلية في الحد من الوفرة الفيروسية.
وتقول ويلش: «خلال التجارب، قللّ الإسفنج من وجود الفيروسات بنسبة تصل إلى 94%، خلال 3 ساعات، على الرغم من أنه بعد 24 ساعة كاملة، وصل هذا الرقم إلى 98% من إزالة الفيروسات. وأظهرت تجربة أخرى امتصاص الفيروسات يحدث بالفعل بسرعة وفعالية، وحين عرضنا فيروسات جديدة على الماء كل 20 دقيقة؛ فإن الإسفنج ظل فعالاً للغاية في إزالة الفيروسات».
وبالمقارنة مع الإسفنج الذي تم اختباره، كان سرطان البحر هو الثاني الأكثر فاعلية؛ حيث قلل من الوفرة الفيروسية بنسبة 90% على مدار 24 ساعة، بينما تمكن المحار من إزالة 12%.
وبالطبع، قد لا تكون هذه النتائج المثيرة للإعجاب من التجارب المعملية ناجحة بالقدر نفسه في البرية، بالنظر إلى مجموعة التغيرات السلوكية التي يمكن أن تحدث في البيئات المائية المتنوعة بيولوجيا، ناهيك عن مجموعة من المتغيرات البيئية الأخرى التي تلعب دوراً هاماً تحت سطح البحر.
ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن هذه القدرة الطبيعية للحيوانات غير المضيفة على تقليل وفرة جزيئات الفيروس في البيئات البحرية، هي حدث قد نتمكن من استغلاله يوماً ما؛ خاصة في تربية الأحياء المائية؛ حيث يمكن استخدام كائنات مثل الإسفنج كدرع للمساعدة في حماية سكان المزارع من مسببات الأمراض الفيروسية.