مع التباعد الاجتماعي التقليدي أصبح التواصل الاجتماعي الافتراضي هو وسيلة التواصل حتى بين أفراد العائلة الواحدة، وتصفحنا له هو بمثابة الترفيه وقضاء أوقات الفراغ، ولا شك أنّنا لاحظنا تصدر رياضة اليوغا في هذه الفترة، بمشاهدة مقاطع فيديو لممارسة اليوغا بأجواء وموسيقى هادئة، بينما العالم يعج بأخبار COVIDE19، وأعداد الوفيات هنا وأعداد المتعافين هناك، فما العلاقة التي تربط بين فيروس كورونا واليوغا، وهل يمكن أن تكون اليوغا «هبَة» هذه الفترة؟
لمعرفة إجابة هذا السؤال «سيدتي» طرحت الموضوع على الفتيات والشباب وكانت ردودهم كالتالي:
• الحاجة للإيجابية مع كورونا
محمد الدليجان موظف -٢٩عاماً:
«قررت أن أتعلم اليوغا منذ ثلاث سنوات تقريباً، لكن لم تتسنَ لي الفرصة لعدم توفر كلاسات للرجال، ولم أفكر بالتدريب أون لاين، ومع الأزمة الصحية حالياً قررت أن أتعلم اليوغا؛ كونها وسيلة للتأمل وتمارين لياقة ولعدم قدرتي على الحركة بشكل اعتيادي للدوام وهذا سبب لأن عضلاتي تحتاج تمديداً، إلى جانب حاجتي للاسترخاء والتأمل، خاصة في ظل الظروف الصعبة نفسياً، بالإضافة إلى اكتساب مهارة جديدة، وأخيراً توفر كلاسات مجانية أون لاين مع مدربين سعوديين».
• ريف الصغير موظفة -٣٢عاماً:
«بحكم أن أختي مدربة يوغا فأنا أمارسها معها منذ سنوات، ولكن ليس بشكل مستمر ومنتظم، ولكن مع الحجر أصبحت أمارسها، لعدة أسباب، أولها وأهمها التقليل من التوتر والتفكير السلبي أو حتى التفكير الأكثر من اللازم، ولكن بشكل عام اليوغا من الرياضات المهمة في جعل التفكير إيجابياً، وأعتقد لهذا السبب أصبح إقبال الناس في تزايد على اليوغا».
• إيماني بها لا يعني ممارستي لها
عمرو بوقاري موظف -٢٩ عاماً:
«في الحقيقة لم أمارس اليوغا على الرغم من قناعتي أن لها أثراً إيجابياً، ولكني مشغول في أمور أخرى هذه الفترة، وهناك صوت داخلي يناديني لممارستها، خاصة بأنها رياضة تنفس وتأمل، وكلاهما مهم لطرد الطاقة السلبية وجذب الطاقة الإيجابية».
• نتال الخياط -١٨ عاماً:
«في الواقع أنا لست من عشاق اليوغا، بالرغم من يقيني بأنها تساعد على التقليل من التوتر والضغوط وتحسين النفسية، خاصة في وقتنا الحاضر مع الأزمة الصحية العالمية (كورونا)، ولكني لم أمارسها».
هذا وقت اليوغا
أوضحت اليوغا سوزي، مدربة في فنون تأمل ووعي، أن إقبال الأشخاص عادة على رياضة اليوغا يكون لأسباب مختلفة، إما الفضول أو البريستيج أو من بعد متابعتهم للسوشيال ميديا أو نصيحة من أحد الأصدقاء».
وأضافت: «أعتقد أنه مع الحجر الصحي أصبح الفرد يمتلك متسعاً من الوقت للجلوس مع نفسه والتركيز على ذاته الداخلية، فهناك أشخاص أثر عليهم الحجر سلباً، من قلق وغضب وعدم الأمان والاتزان بالعقل الباطن، وهنا يأتي دور اليوغا لتساعدهم على التخلص من هذه المشاعر، وتحويلها لطاقة إيجابية، وهناك أشخاص لم يؤثر عليهم الحجر؛ لأنهم متواصلون مع ذواتهم، وممارسون لتمارين الوعي من السابق، وفي هذه الفترة دورنا نحن، كمدربي يوغا ومستشاري وعي، تقديم المساعدة بكل الطرق الممكنة لنبقي المجتمع متماسكاً وقوياً، والاستفادة من الحجر المنزلي بالطريقة الصحية والإيجابية».
قد تكون هبَة
تفسر لنا الاخصائية الاجتماعية والمستشارة الأسرية عالية الشمراني، آلية ممارسة اليوغا في الحجر المنزلي فقالت:
«يختلف الأشخاص بحسب شخصياتهم، فهناك من انتهز فرصة الحجر المنزلي لتعلم واكتساب هواية أو أهداف جديدة، حتى يستمر عليها مدى حياته، لأنها تساعد على التقليل من الضغط والتوتر حالياً، ومع الاستمرار على المدى البعيد تساعده في الإنتاج والإنجاز، سواءً على الصعيد المهني أو على الصعيد العائلي، وهناك أشخاص يمارسونها فقط لتفريغ طاقة وضبط النفس، ويقضون بها أوقاتهم خلال فترة الحجر المنزلي».