قراءة القرآن الكريم فضلٌ عظيم؛ فهو نورٌ يضيء قلوبنا بالإيمان، ونرفع به درجاتنا، فإنّ لقارئ القرآن الأجر العظيم من عند الرحمن، كما ورد في حديث روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ ألم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ». أخرجه البخاري.
قال الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا يجوز قراءة القرآن دون وضوء من المصحف، لأن المسّ يشترط له الطهارة، لقوله تعالى: «لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» (الواقعة:79)، والآية -وإن فسرها كثير من الصحابة بأن المقصود بالمطهرين فيها الملائكة- إلا أن تخصيص ذكر وصف «المطهرين» دليل على أن هذا هو شأن المصحف الكريم، ألا يمسه إلا من اتصف بالطهارة.
يؤكد ذلك الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام مالك في «الموطأ»، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزم: أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: «ألا يمسّ القرآن إلا طاهر».
حكم قراءة القرآن من دون وضوء
وأشار إلى أن قراءة القرآن بغير وضوء بدون مسّ المصحف جائز شرعاً، فيجوز أن تردد آيات من القرآن وأنت تسير في الشارع على غير وضوء، وأنت تقرأ من الهاتف المحمول على غير وضوء، لافتاً إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ القرآن على كل حال إلا إذا كان جنباً فلا يمس المصحف حتى يطهر.
هل تجوز قراءة القرآن دون وضوء من الجوال؟
ونوه أن الإمساك بالهاتف المحمول لقراءة القرآن منه على غير وضوء جائز، لأنه ليس مصحفاً كما قال العلماء، وأن المصحف الحقيقي هو الذي لا يجوز مسّه إلا المطهرون.