يلتفت العلماء عند إصدار الفتاوى إلى ما تقتضيه الشريعة من جلب المصالح ودرء المفاسد، ولذا يجتمع العلماء مع ذوي الاختصاص كالأطباء لتقرير ما تتطلبه المرحلة من فتاوى، بعد الاطلاع على سرعة انتشار كورونا وكثرة الوفيات؛ ملتزمين بالقاعدة الشرعية «لا ضرر ولا ضرار»، ترصد لكم «سيدتي» أبرز الفتاوى المرتبطة بالعبادات:
إيقاف الجمعة والجماعة في المساجد
مما تقرر مع بداية جائحة كورونا، ما أعلنته هيئة كبار العلماء من جواز إيقاف صلاة الجمعة وصلاة الجماعة لجميع الفروض في المساجد والاكتفاء برفع الأذان، ويُستثنى من ذلك الحرمان الشريفان، وتكون أبواب المساجد مغلقة مؤقتاً، ويقال في الأذان: «صلوا في بيوتكم»، وفي هذا السياق أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن قرار تعليق الصلاة في المساجد سيستمر ما لم ترتفع الغمة وتزول عن الجميع؛ مؤكداً أن تعليق صلاة الفرض أهم من تعليق صلاة التراويح وأعظم.
جواز تعجيل الزكاة
إلى ذلك أفتى المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، بجواز تعجيل إخراج الزكاة بسبب جائحة كورونا، وقال خلال حديثه في برنامج «فتاوى» على القناة السعودية: «يجوز تعجيل الزكاة بسبب كورونا، وقد سمعت عن أناس كان مصدر رزقهم ودخلهم من عملهم اليومي، مثل الكدادين وسائقي التكاسي، أو أصحاب البسطات وغيرهم، وانقطعت بهم السبل، ولم يعد لديهم دخل». مشيراً إلى أن، أغلبهم تعطل، ويعيش في بطالة، ولم يعد لديه شيء، ووصف «المطلق» الظروف الحالية لانتشار الجائحة بـ«زمن العسرة»؛ داعياً الجمعيات والجميع والأخيار إلى أن يتفقدوا إخوانهم وجيرانهم ومَن عندهم في الحي، وأضاف: «الحكومة -جزاها الله خيراً- تبذل الجهود الكبيرة، لكن يجب أن نساعدها، وأن نقوم بدورنا في المجتمع».
أجر العمرة مكتوب للمسلم إن همّ بها في هذه الأزمة، وإن لم يتوجه إلى مكة
لفت عضو هيئة كبار العلماء سعد الشثري في برنامج «يستفتونك» إلى أن إجراءات المملكة للحد من انتشار كورونا متوافقة مع الشرع، والوصية لمن يرغبون في العمرة والزيارة، أن يتقربوا لله بالالتزام بها، وأضاف: «نبشر من أراد العمرة والزيارة ولمن يتمكن منها، بأن الأجر والثواب قد كتب لهم إن شاء الله كاملاً»، وأوصى جميع المسلمين في جميع أقطار الأرض بالابتعاد عن التجمعات الكبيرة هذه الأيام؛ تفادياً لما قد يحصل فيها من انتشار الوباء.