تضج حاليا مواقع التواصل الاجتماعي بحملة مكثفة يطالب فيها نشطاء المجتمع المدني والمهتمين من حقوقيين وإعلاميين وقانونيين، ينادون وتزامنا مع انتشار الجائحة العالمية كورونا تأهيل مستشفى (سانتو ريوم ابن صميم) بمدينة أزرو (وسط المغرب) والذي يعد أكبر مستشفى بإفريقيا مختص في الأمراض الصدرية، والذي بني على مساحة 80 هكتار ويتسع ل 400 سرير.
وكان العديد من هؤلاء الفاعلين في المجتمع المدني قد وجهوا عريضة إلى الجهات الحكومية ومسؤولي الصحة والاقتصاد، بغية إعادة الاعتبار لهذا المستشفى الذي بني في عهد الحماية الفرنسية لإيواء المرضى المصابين بداء السل والربو والأمراض التنفسية.، حيث يرى هؤلاء الفاعلون بأن الموقع الطبيعي والاستراتيجي لهذا المستشفى بين جبال الأطلس والغابات الطبيعية المحيطة به ،كفيل بأن يقدم خدمات مهمة للمصابين بداء فيروس كورونا. فيما يرى نشطاء آخرون بأن هذه الفترة العصيبة التي يعيشها المغرب وعلى غرار جميع دول العالم جراء وباء كورونا، تعتبر الأنسب لتأهيل هذا المستشفى لمواجهة الجائحة العالمية، بدلا من أن يتعرض للإهمال والتهميش، متسائلين في نفس الوقت على الجهة المسؤولة التي يمكن مسائلتها بخصوص واقع هذا المستشفى التاريخي.
وفي هذا الصدد يقول الإعلامي محمد السعودي وأحد فاعلي المجتمع المدني بأن المطالبة بتأهيل مستشفى (ابن صميم) هو مطلب لجميع المغاربة لأنه يهم الصحة التي يتحقق حولها الإجماع دون اعتبار للجنس أو السن أو المركز الاجتماعي، ومن هذا المنطلق جاءت يقول السعودي فكرة تأسيس مجموعة على الفيسبوك تعبر بالمستشفى ومآله، دون أي تسييس للموضوع لأن هذا المستشفى يمكنه من وجهة نظر المجتمع المدني بكل مكوناته، تخفيف الضغط عن عدد من المستشفيات الجامعية بالمغرب، مضيفا بأن مجموعة الفايسبوك مهمتها إغناء النقاش والإسهام بالمقترحات والأفكار التي من شأنها تأهيل المستشفى مذكرا بهذا الخصوص تفاعل البرلمان مع نداءات المجتمع المدني ،حيث تبنى هذا الأخيرة الفكرة من خلال تضمينه للمذكرة التي وجهها للجهات المسؤولة لأهمية تأهيل هذا المستشفى وضرورة إعادة فتحه أمام المرضى، وخصوصا في هذه المرحلة العصيبة. فالغاية يختم السعودي هو أن يتم التفاعل مع دعوات المجتمع المدني بإعادة فتح مستشفى (ابن صميم) بمدينة أزرو.
وتجدر الإشارة إلى أن حكاية مستشفى ابن صميم تعود إلى نهاية الأربعينيات، حين أصيب أحد أثرياء فرنسا والذي يدعى موريس بونجان، بداء السل وحين يئس من زيارة الأطباء الذين احتاروا في علاجه اختار الاستقرار ببلدة ابن صميم التي تبعد بـ 10 كلومترات عن مدينة أزرو الجبلية التي قضى فيها أياما شفي على إثرها بحكم الهواء النقي والطبيعة الخلابة المحيطة بهذه المنطقة، فكانت هديته لساكنة البلدة هي بناء هذا المستشفى عام 1948، حيث فتح أبوابه لاستقبال مرضاه قبل أن يغلق عام 1973، والآن وبعد خمسة عقودمن النسيان يعود اليوم الحديث عن هذا المستشفى للواجهة .
