تُوَاصِلُ وزارةُ الصحة السعودية تنفيذَ المَسْحِ النَّشِطِ لفيروس كورونا الجديد "كوفيد 19"، على شكل إجراء احترازي استباقي، داخل الأحياء المُكْتَظَّة والمجمعات السكنية المخصصة للعمالة، في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى الرياض والدمام وجدة والهفوف.
وتقوم الوزارة بأعمال المسح النشط المكثف ضمن عدد من الإجراءات للتصدِّي للجائحة العالمية، للوصول إلى الأشخاص في منازلهم، واكتشاف حالات الإصابة في وقت مبكر، حتى لو لم تظهرْ عليهم أعراض، الأمر الذي يُسهم في تطبيق الإجراءات الاحترازية، وعزلهم للحَدِّ من انتقال الفيروس للآخرين، وعدم وصول المصابين لمراحل متقدمة من الإصابة، وتعرُّضهم لتحديات صحية كبيرة تستدعي تنويمهم في المنشآت الصحية.
ويأتي ذلك إنفاذًا لتوجيهات القيادة الحكيمة؛ للحفاظ على صحة المواطن والمقيم، وهذا ما تمكنت الفرق الميدانية للمسح النشط من التوصل إليه في المدن المذكورة، حيث تم اكتشاف العديد من حالات الإصابة بالفيروس، منها حالات ظهرت عليها العلامات بشكل بسيط لا يستلزم الذهاب إلى المستشفيات، وهناك حالات تحمَّلت الفيروس ولم تظهر عليها علامات المرض بشكل واضح. وتعتزم الوزارة أن تتوسع في ذلك الأمر في مدن ومحافظات أخرى خلال الأيام القادمة
وتتكون فرق المسح النشط، التي تعمل على مدار 24 ساعة، من عدد من التخصصات الصحية، بالإضافة إلى فريق التوعية والتثقيف الصحي، كما يشارك عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة؛ لتسهيل مهام فريق التَّقَصِّي، وتقديم خدمات الترجمة لإيصال الرسالة التَّوْعَوِيَّة الشفهية، بالإضافة إلى الترجمة لأسئلة الفحص الطبي لفريق المسح أثناء الكشف على الحالات، والتأكيد على أهمية التواصل مع مركز البلاغات 937 حال الاشتباه في إصابتهم بأعراض الوباء، وإخطارهم بمجانية العلاج؛ إنفاذًا للأمر السامي الكريم.
كما تقوم الفرق الطبية المتخصصة بالفحوصات العاجلة للحالات المخالِطة للمصابين، من خلال العربة الطبية المتنقلة والمجهزة بالأجهزة الطبية الحديثة في الموقع، لإجراء الفحص وأخذ العينات للحالات المشتبه بها وللحالات المخالِطة، ونقل العينات إلى المختبرات للفحص، حيث تتمُّ تلك الإجراءات من خلال تحديد الأحياء السكنية المكتظة، التي تُوجد بها حالات إصابة، ورفع البيان اليومي بالحالات الجديدة المؤكَّدة.
وتهدف عمليات المسح النشط داخل الأحياء والمجمعات السكنية المخصصة للعمالة إلى تقديم التَّوْعِيَةِ من الوباء، وتعزيز الصحة البيئية، بتحسين مستوى الصحة العامة، إضافة إلى تطبيق الإجراءات الاحترازية المشدَّدة في التعامل مع حالات الاشتباه بالإصابة؛ لمحاصرة دائرة انتقال العدوى في مراحلها المبكرة، وتعزيز الجانب التَّوْعَوِيِّ، ورفع مستوى الجاهزية الوقائية في هذه المدن وأحيائها؛ للحدِّ من انتشار الوباء، ومحاصرة مصادِرِه، بدعم وتضافر الجهود المشتركة بين الجهات المختصة كافةً.
سدد الله خطاهم .. ما يقومون به جهاد في سبيل الله ! https://t.co/OBul7N6xq5
— د.فهد العرابي الحارثي (@dr_fahad_harthi) April 18, 2020