بعد أكثر من شهر من الإغلاق والعزل المنزلي الذي شهدته الدانمارك بسبب انتشارفيروس كورونا Covid 19، أعلنت رئيسة الوزراء «ميت فريدريكسن» مؤخراً عن خطة الحكومة في إعادة الحياة للبلد من جديد، بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً، ومنها فتح المدارس بشكل جزئي وتدريجي، وقد بدأت أولاً بدور الحضانة والمدارس الابتدائية حتى الصف الخامس «حتى سن 11عاماً»، مع استثناء طلاب المدارس الثانوية الذين يواصلون التعلم عن بعد، على أن يعودوا إلى المدارس في 10 مايو \ أيار، وقد لقي هذا القرار ردود أفعال متباينة، واستجابت له 35% من المدارس في كوبنهاغن العاصمة ونصف الوحدات الإدارية في البلد، فيما طالبت مدارس أخرى بمزيد من الوقت من أجل الاستعداد والتكيف مع شروط السلامة الصحية، ومنها ضمان الحفاظ على مسافة مترين بين المقاعد في الصفوف الدراسية، وتنظيم فترات راحة لمجموعات صغيرة من الطلاب، والالتزام بشروط التباعد الاجتماعي وغسل اليدين بشكل مستمر، وتوفير إمكانية الخروج إلى الملاعب يومياً عبر مجموعات صغيرة، وقضاء المزيد من الوقت خارج الصفوف.
فتح المدارس بين التأييد والرفض
ولكن هذه الخطوة لم تلقَ القبول لدى كثير من أولياء الأمور الذين يشعرون بالقلق على صحة أولادهم، وقد اعترضوا على إعادة فتح المدارس وكتبوا عريضة وقع عليها حوالي عشرين ألفاً من الأهالي تحت عنوان: «طفلي ليس أرنب تجارب»، وفيها أعلنوا عن رفضهم إرسال أولادهم إلى المدرسة، في خطوة فيها كثير من التحدي لكل التبعات القانونية التي تترتب على ذلك؛ كون التعليم إلزامياً في الدانمارك والقانون يعاقب من لا يرسل أطفاله إلى المدرسة، وقد ساندهم في هذا الطلب بعض التدريسيين أيضاً، وأشار مدير إحدى المدارس في كوبنهاكن إلى أن الأطفال يمكن أن ينقلوا العدوى لأهاليهم؛ حتى لو كانوا لا يظهرون أية أعراض، وأنه يتوقع بقاء كثير من الطلاب في منازلهم بعد رفض الأهالي إرسال أبنائهم إلى المدارس، ولكن يبدو أن الدانمارك ماضية في خطتها بغض النظر عن هذه الاعتراضات، ورغم وصول عدد الإصابات إلى حوالي 7000 حالة مؤكدة، والوفيات إلى 350، ويرى مؤيدو قرارات الحكومة أن المتاجر يجب ألا تبقى مغلقة؛ لأن المدينة تقترب من الموت يوماً بعد آخر، وعلى الناس الالتزام بوضع الأقنعة على وجوههم ولبس القفازات بدلاً من الاعتراض على رفع الإغلاق الجزئي في البلد.
الإغلاق الإقتصادي يغرق الناس بالأزمات
ويبدو أن العالم قد بدأ يتململ من إغلاق المدن؛ حيث كشفت النمسا عن خارطة طريق للعودة إلى الوضع الطبيعي من جديد، وسمحت بفتح آلاف المتاجر الصغيرة غير المتعلقة ببيع المواد الغذائية، مع الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي ولبس الأقنعة في المتاجر ووسائل النقل العام، لكنها تخطط لإبقاء المدارس والمقاهي والمطاعم مغلقة حتى منتصف شهر مايو\ أيار على أقل تقدير، كما رفعت فنلندا حواجز الطرق حول العاصمة، في أول خطوة لتخفيف القيود المتعلقة بانتشار فايروس كورونا، ومن جانبها تدرس ألمانيا تخفيف القيود المفروضة على المحلات التجارية، ولكنها ستمدد القيود على الحركة حتى الثالث من مايو\ أيار، مع إمكانية إعادة فتح المدارس والمتاجر والمصانع والاستفادة من مزايا تطبيق الهاتف المحمول للمساعدة في تتبع الحالات الجديدة، وبدورها سمحت أسبانيا بإعادة فتح المكتبات ومحلات بيع الملابس وصالونات العناية بالشعر، أما الولايات المتحدة فإنها قد شهدت تظاهرات كبيرة رافق بعضها شيءٌ من العنف، ويطالب فيها الناس بإعادة الحياة إلى ولاياتهم بعد أن انتشرت البطالة والفقر، ودخل الناس في دوامة الاكتئاب والشعور بالوحدة والقلق والخوف المرضي، وقالت إحدى المشاركات بالمظاهرة وهي تشير إلى الشيب الذي يغزو شعرها: افتحوا صالونات الشعر ومراكز التجميل رجاءً قبل أن تنتهي حياتنا العائلية ونفقد أزواجنا.