أثَّر فيروس كورونا سلباً في العالم كله، حيث أوقفت معظم الدول الدراسة فيها، والأنشطة الرياضية، والرحلات البرية والجوية بينها، وفرضت حظر التجول، وفي السعودية تم إيقاف العمرة والحج وزيارة الحرمين الشريفين، إضافة إلى الصلاة في المساجد، وعمَّ الخوف والهلع بين الناس في مختلف بقاع العالم؛ خشية الإصابة بالوباء القاتل.
ومع ذلك، رأى عدد من الشباب والشابات السعوديين، الذين استضافتهم «سيدتي»، أن كورونا أثَّر إيجاباً أيضاً في المجتمع، موضحين أنهم تعلَّموا من هذا الفيروس دروساً لن ينسوها أبداً، وأيقنوا المعنى الحقيقي للحياة.
تحمل المسؤولية
في ظل الأحداث الراهنة تقول روان أحمد مكي، مذيعة وفنانة تشكيلية «٢٥ عاماً»: تعلَّمنا جميعاً أن نتحمَّل المسؤولية؛ إذ إن كل فرد منا جزءٌ من الحل للتخلص من هذا الوباء، ومن جهتي، أفتخر بأنني ابنة هذا الوطن المعطاء، وألتزم بنهج الدولة وقيادتنا الرشيدة، التي تحمل همَّ المواطن، وتسعى إلى سلامته، وقد تعلَّمت أن للحياة معنى وقيمة، وأن علينا تقدير نعمتها التي ربما، بسبب مشاغلنا، غفلنا عنها يوماً ما.
إدارة الأزمات
وتعلم طارق الدوسري، مهندس مدني «٣٠ عاماً»، أن العالم كالجسد الواحد إذا تضرَّر منه جزءٌ فإن الضرر يعمَّ جميع أنحائه، وأنه إذا تعاونا مع بعضنا؛ فسنصبح أقوى، كما تعلَّم أهمية الاهتمام بإدارة الأزمات على المستوى الشخصي قبل المستوى الوطني.
تعزيز المواهب
وأصبحت دينا جهاد، طالبة «١٩ عاماً»، تحرص كثيراً على نظافة يدها، وتجنُّب المصافحة باليد، وأخذ الاحتياطات اللازمة عند الخروج من المنزل، وتعزيز مواهبها خلال الجلوس في البيت، خاصةً الطبخ، والقراءة، والتواصل كثيراً مع الأشخاص الذين تحبهم.
تكاتف المجتمع
ويقول عبدالرحمن العطوي، طالب ماجستير صحة عامة «٢٧ عاماً»: أعجبني كثيراً تكاتف المجتمع للتخلص من كورونا، وهذا يدل على مستوى الالتزام الكبير بتعليمات وزارة الصحة، وأن مجتمعنا أصبح واعياً بأهمية منع انتقال الفيروس بالمداومة على غسل اليدين بالماء والصابون، واستخدام معقم اليدين الذي يحتوي على الكحول بطريقة مناسبة.
التفكير في الحاضر والمستقبل
وتعلم مشعل سعيد الشهراني، مهندس ميكانيكي «٣١عاماً»، من كورونا أن الحياة ليست عملاً يومياً وفق روتين معيَّن فقط، كما اكتشف أنه يجهل الكثير عن نفسه وقدراته خارج نطاق العمل، والعزلة كانت فرصة للتفكير في وضعنا الحالي، وماذا نريد أن نصبح في المستقبل.
المحتوى الصوتي العربي
في حين ترى آلاء أحمد، راوية كتب صوتية «25 عاماً»، أن «البقاء في المنزل لمدة أسبوعين كاملين أمرٌ لم أفعله منذ سنوات، لكنَّه جميلٌ جداً، وعلَّمني أن في إمكاني قضاء وقت رائع في المنزل بعيداً عن العالم، والشعور بالسعادة، والإبحار في المحتوى الصوتي العربي، واكتشاف كنوز أؤمن تماماً أنها ستغيِّر مجرى حياتي، كما أن ضجيج الأهداف كان يسرقني من العائلة، فجاء فيروس كورونا لينبهني إلى أعظم إنجازاتي: إنجاب كتلة من الجمال إلى الدنيا».
توقف الصراعات والحروب
ومن وجهة نظر عبدالرحمن السمير، مذيع ومراسل تلفزيوني «24 عاماً»، أن شيئاً لا يُرى جعلنا نتأكد من أننا لا يمكن أن نعيش متفرقين؛ فعلى الرغم من اختلافاتنا وتعدُّد دياناتنا فإننا نتحدث بروحٍ واحدة، وشكل واحد، ولغة وجعٍ واحدة. فيروس كورونا استطاع أن يجعل هذا العالم السريع ساكناً فجأة، وعلَّمنا أن صراعاتنا وحروبنا لا تُرى ولا تُذكر عندما نتحدث عن معاناة واحدة.
فائض مالي
وتقول آلاء تمار، مذيعة سابقة وممثلة «٣٨ عاماً»: المصيبة التي أحدثها فيروس كورونا علَّمتني كيف أتحدى نفسي يومياً لكسر الملل والروتين، وكيف أخلق فعاليات جديدة داخل بيتي، كما استفدت من ذلك بتعلُّم كيفية ضبط نفسي، والمحافظة على هدوئي، وعدم التوتر عند التعرض إلى موقف صعب، ولن تكون هناك مواقف أصعب من جائحة كورونا بعد اليوم، التي تعلَّمت منها أيضاً أن التقليل من الخروج إلى الأماكن العامة، سيجعل بين يدي فائضاً مالياً كبيراً.
تحسين العلاقة بالله
ويرى عبدالرحمن عابد، كاتب قصص قصيرة «٢٨ عاماً»، لا يوجد في المرض إيجابيات ويستدرك: لكننا نتعلم من كل أزمة نمرُّ بها مَن نكون، وما الأهداف التي خلقنا الله من أجلها، وقد يكون هذا الوباء فرصةً لنا؛ كي نحسِّن علاقتنا بمَن في السماء ومَن على الأرض.