كشفت الحلقة الثانية من مسلسل "ضرب الرمل"، الذي يُعرض على قناة SBC، بعضًا من الوقائع التاريخية التي مرَّت على السعودية، ومنها "سنة الغرقة"، أو ما يُعرف بسنة الهدام، التي مضى عليها 66 عامًا، والتي غمرها الطوفان واستمر على مدى 58 يومًا، وتواصَل بها هطول المطر ليلَ نهار، وشملت بعض مناطق الجزيرة بمعدلات متفاوتة، إلَّا أن الضرر الأكثر تركَّز على القصيم وسدير، وكانت بريدة وما جاورها من مدن وقرى هي المتضرر الأكبر.
عُرفت هذه السنة بـ"سنة الهدام" أو "الغرقة"، وحقَّق المشهد، الذي عَرَضَ المقاطع الحقيقية، أصداءً واسعة، وتحديدًا عن تاريخ الحقبة التي وقع بها "الغرق"، في إشارة للرواية التي يجسدها نجوم العمل.
ووثقت الحلقة الثانية بعضًا من المشاهد الحقيقية، التي حُوصِرَتْ فيها الأودية، وتجاوز السيلُ أعتابَ المباني، فانهار أكثر البيوت والمساجد والمتاجر على كل ما فيها من أنفس ومتاع، وأغلبها -إن لم يكن جميعها- من الطين؛ فغادر الناس بيوتهم في المدن والقرى هربًا إلى الأماكن المرتفعة، ولجأوا إلى ما تبقَّى عندهم من بُسُطٍ وغيرها، ورفعوها فوق أغصان الشجر؛ للاحتماء تحتها من زَخَّات المطر المباشر.
وعرضت الحلقة أيضًا بعضًا من المشاهد التي وقعت في عام 1376هـ، التي أقبلت من خلالها سحب متراكمة، وجعل البرق يخرج من خلالها، وقَعْقَعَت الصواعق، ولمعت البروق، وجعلت البيوت تتساقط ويُسمع لها دويٌّ عظيم كصوت المدافع، ولما أن اشتدَّت الضربة ووقعت الكربة وضاقت الحيلة فتح المسلمون أبواب البيوت، وفرُّوا هاربين إلى الصحراء، لا يلوي أحدٌ على أحد، وذُهِلُوا عن أموالهم ونسوا أولادهم، وهنالك لا ترى أحدًا يلتفت إلى أحد، وعَجِلَت الخليقة إلى ربها وفاطرها، فلا تسمع بأذن من الصراخ والبكاء والضجة، واختلط الحابل بالنابل، وقام ضعفاء الناس متشوِّشين، فصعدوا إلى رءوس المنائر، وجعلوا يكبِّرون وينادون بالأذان في منتصف الليل، وسُمِعَتْ ضجة عظيمة للخلائق، هذا يؤذن، وذاك يصرخ، والآخر يَئِنُّ ويصيح من البلل وشدة البَرْدِ.
ومسلسل ضرب الرمل مأخوذ من عمل روائي للكاتب محمد المزيني، ويتناول العمل ملحمة تاريخية، إضافة إلى التحولات التي طرأت على المجتمع السعودي خلال ثلاثة أجيال، من عام 1956، مرورًا بعِقْدِ الثمانينيات، وحتى العصر الحالي، فقد وثَّقَت اللقطات التي تم عرضها للمشاهدين ما آلتْ إليه الأمور من منعطفات في تلك الحقبة، التي تُوَافِقُ عام 1956.
يُشار إلى أن مسلسل "ضرب الرمل" يواصل مجريات حلقته الثالثة، التي يقف خلفها بالبطولة الفنان خالد عبد الرحمن، في أولى تجاربه الدرامية، بالإضافة إلى نخبة من نجوم الدراما، منهم: ليلى السلمان، ومروة محمد، واللبنانية ريتا حرب، وعبد العزيز السكيرين، وغيرهم.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي