مع تنوع ثقافات الدول العربية والإسلامية خلال شهر رمضان المبارك، يوجد الكثير من العادات الرمضانية المختلفة، والتي تعبر عن ابتهاج هذه الدول بالشهر الفضيل،
ويقول الدكتور محمود الصاوي، وكيل كلية الدعوي الاسلامية بجامعة الأزهر إن شهر رمضان شهر التوبة والغفران لكل شعوب الأمة الإسلامية؛ يتميز هذا الشهر الكريم، فضلاً عن زيادة رغبة الروح في التعبد والإقبال على طلب التوبة والمغفرة، بعادات وتقاليد خاصة بكل شعب وبكل دولة إسلامية، بل والأكثر من هذا تختلف العادات والتقاليد في هذا الشهر الكريم بين كل مدينة وأخرى في نفس الدولة.
مصر
تتميز مصر بالمظاهر الرمضانية التي تختلف بشكل كبير عن الدول العربية الأخرى، خاصة في استمرار المسحراتي حتى الآن، وهو الشخص الذي يدق على الطبل قبل أذان الفجر بساعة أو أكثر؛ لإيقاظ المواطنين للسحور، فيما تعد المظاهر الأشهر وهي الفانوس الرمضاني، الذي مر بمراحل عدة حتى تعددت أشكاله في الوقت الراهن، وأصبح يحمل أسماء شخصيات سياسية وفنية ورمضانية، حيث ظهر هذا العام، فانوس محمد صلاح لاعب ليفربول.
وتزيين الشوارع بالملصقات التي تختلف من منطقة إلى أخرى، فضلاً عن شراء ما يسمى بـ«الياميش»، وهي المكسرات والخامات الخاصة بالعصائر والمكسرات، والعرقسوس.
السعودية
لرمضان في المملكة العربية السعودية جو روحاني خاص، ربما لا يوجد في غيرها من بقاع العالم الإسلامي؛ وذلك لاحتواء تلك الديار على الحرمين الشريفين، وهما من المنزلة في قلوب المؤمنين بمكان، إنه من أهم العادات الاجتماعية المتعارف عليها في المملكة هي موائد الإفطار، وتزيين المنازل بالفوانيس وكذلك موائد الإفطار. إن «الغبقات الرمضانية» هي أحد مظاهر الشهر، وعادة أهل المملكة عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويسمونه (فكوك الريق) وبعد وقت قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة.
وبعد الانتهاء من صلاة المغرب ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدرها طبق الفول المدعوم بالسمن البلدي، أو زيت الزيتون، حيث لا ينازعه في هذه الصدارة طعام غيره، ولا يقدم عليه شيء.
وقبيل صلاة العشاء والتراويح يشرب الناس هناك الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد البيت – بمبخرة على الحاضرين.
سوريا
إن الفوانيس بدأت تظهر خلال السنوات الأخيرة في سوريا، بعد انتشارها في المسلسلات والإعلانات، كما تنتشر عبارات الترحيب بشهر رمضان على أوراق الزينة، والعادة المستمرة حتى الآن، هي إطلاق مدفع الإفطار، كما يتم تبادل أطباق الطعام على الإفطار في رمضان بين الجيران، خاصة «المقلوبة والكبة والمحاشي».
البحرين
مظاهر رمضان في البحرين مختلفة عن أشهر العام، حيث تظهر أكلات خاصة على المائدة الرمضانية، منها «الهريس والثريد والقيمات».
إن أفراد الأسرة يلتزمون بالجلوس والإفطار سوياً، فيما تكثر «الغبقات الرمضانية» وهي عبارة عن وجبات تقدم عقب صلاة التراويح.
ماليزيا
تعكف الإدارات المحلية على تنظيف الشوارع عقب استطلاع هلال رمضان في ماليزيا، وتقوم بنشر الزينة الكهربائية في الميادين الرئيسية؛ احتفالًا باستقبال الشهر الكريم.
إندونيسيا
تستقبل الحكومة الإندونيسية رمضان بمنح إجازة للطلاب في الأسبوع الأول من رمضان للتعود على الصيام، لكن أكثر مظاهر الاحتفال برمضان هو قرع الطبول التقليدية المعروفة باسم «البدوق».
تركيا
بمجرد ثبوت الرؤية تنطلق الزغاريد في كل بيت، لتعبر عن هذه الفرحة بالبشرى التي زفت إليهم ببدء الصوم في اليوم التالي، وتنطلق في البيوت روائح المسك والعنبر وماء الورد من جراء نثرها على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل طيلة أيام رمضان الكريم.
المغرب
يقوم أهل المغرب بضرب النفير سبع مرات للسحور بمجرّد التأكّد من ظهور هلال رمضان لتنطلق ألسنة الناس بالتهنئة بجملة (عواشر مبروكة) أي أيام مباركة مع دخول شهر الصوم بعواشره الثلاثة: عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.