عندما تكتشف الزوجة أن شريك الحياة الذي اختارته هو إنسان عنيف، يضرب إلى حد إحداث الضرر في الجسد والنفس، يمكن أن تفكر أحياناً في تركه واتقاء شرور ما سيأتي، ولكن ثمة نساء يفضلن البقاء واستمرار العيش مع رجال من هذا النوع، ومنهن السيدة «هاء» التي تحدثنا عن تجربتها النفسية القاسية مع رجل كان يمارس ضدها العنف والضرب والإهانات، لكنها لم تتركه؛ لأنها تحبه، واختارت أن تبقى إلى جانبه، وأن تدخل المعركة وتكسبها لصالحها.
محنة العيش مع رجل عنيف
تقول السيدة «هاء»: «لم أكن أتخيل أن أكون يوماً هدفاً للعنف، وخاصة من الرجل الذي اخترته؛ ليكون شريكاً لحياتي، فأنا لست من النساء اللائي يشاكسن الزوج أو يُثرن غضبه، أو يحرضنه على التصرف العنيف، لكني مع ذلك تعرضت للضرب والإهانة من زوجي، وما كان يرعبني حقاً ليس هو الضرب وحده، وإنما ما تخبئه لي الأيام، وما يمكن أن يحدث لو فقد زوجي السيطرة على نفسه يوماً، وأحدث في جسدي عاهة مستديمة أو حتى قتلني!»
لا أريد أن أتركه
تتابع: «لم أفكر أبداً أن أترك زوجي، رغم كل الإهانات والضرب؛ لأني ببساطة مازلت أحبه، وبالتأكيد أنا لا أحب عصبيته وعنفه، لكني أحب الرجل الوديع الذي في داخله، أحب ذكاءه ومرحه وروحه الحلوة واهتمامه بي في حالاته العادية، لكن العيش مع مشاعر الخوف الدائم قد أثرت على كثير من تفاصيل علاقتنا، وجعلتني أتحاشى الخوض في كثير من القضايا الحاسمة في حياتنا الزوجية؛ خوفاً من إثارة غضبه، وبتكرار الضرب والإهانات وجدت نفسي غير راغبة في تلبية رغبته كزوج، وغير مستعدة نفسياً للمعاشرة الزوجية، واستشرت الطبيب في هذا الأمر، وقال إن عليَّ أن أتخلص من الخوف في داخلي أولاً؛ لأن الخوف يقتل مشاعر الحب، وأكد لي أن رفضي له هو نوع من حماية الذات، ورد فعل لفقدان الثقة والشعور بالمهانة. وقد كان لنفوري من المعاشرة الزوجية الدور الكبير في زيادة غضبه وإحباطه وتوسيع الهوة بيننا، مما أدخلنا معاً في دائرة لا بداية أو نهاية لها».
كيف أتصرف؟
وتضيف: «استشرت أخصائية نفسية؛ كي تساعدني على إيجاد الحل، ومنها عرفت أن ردود أفعالي على ثورة وهيجان زوجي لها دور كبير في زيادة هذا الغضب وتأججه. وعرفت مثلاً أن وقوفي أمامه مثل طفل خائف مرتجف يزيد من شعوره بالعزلة والإحباط، وأن انفجاري بالبكاء يُشعره بالمرارة ويزيد من غضبه، أما إذا أشحت عنه بوجهي فإنه يفسر هذه الحركة بأني لا أريد الاستماع إليه وأني أستخف به، في الوقت الذي يحتاج فيه إلى من يسمعه، وإن هذه التصرفات تزيد من نقمته عليَّ وعلى نفسه. وقد ساعدتني معرفتي بديناميكية الحالة على تلمس طريقي، والعمل على تجنب كل ما يزيد من غضبه على قدر المستطاع، والأهم من هذا كله هو تأكيد الأخصائية على أني لست السبب في ثورة وغضب زوجي، وإنما هو شعوره بالمرارة وأزماته النفسية العميقة وإحباطاته المتراكمة... حتى قبل أن يعرفني ويتزوجني».
أنا لست السبب
وتستطرد قائلة: «أهم ما تعلمته، هو ألا ألوم نفسي بعد كل معركة. وهذا أمر مهم جداً؛ لأن شعوري بالذنب وإلقاء اللوم على نفسي قد يمنعني من التعرف على الأسباب الحقيقية لهذه المشكلة، وتشتت ذهني بدلاً من التركيز على الأسباب والبحث عن علاج. ولقد نصحتني الأخصائية النفسية بضرورة النظر إلى المسائل بعمق أكبر، وتشجيع زوجي على التحدث عما يقلقه أو يغضبه أو يولد لديه مشاعر الحزن والإحباط؛ لأن هذا يساعد على التخفيف من نقمته أولاً، ويوجهها إلى مسار آخر بعيداً عني ثانياً. وبما أني لا أستطيع أن أقابل عنفه بعنف مضاد، فالأفضل في هذه الحالة أن أبقى باردة الأعصاب أو أفتعل أمامه ذلك، وأن أحفظ نفسي من الأذى على قدر ما أستطيع».
ما الخيارات؟
وتكمل حديثها: «لقد فتحت الأخصائية النفسية عيني على مجموعة من الحقائق التي كنت غافلة عنها، وأولاها أن زوجي لا يهتاج ويغضب دون أن يعطي قبل ذلك إشارات ومقدمات ومنها: المزاج المتعكر، والنكد، والحوار العقيم من طرف واحد، والاسترسال في الكلام دون اكتراث لإجاباتي، هذا مع تجهم شديد في الوجه ورجفة في اليدين. وتعلمت ثانياً ألا أفكر بشكل سلبي، وكأن الشجار أمر محتوم لا يمكن اجتنابه، وعليَّ أيضاً ألا أكتفي بدور المتلقي المرتجف والخائف عندما تظهر عليه أولى علامات الغضب، بل أشجعه على ترجمة كربه وحزنه وغضبه إلى كلمات، ويكون مفيداً لو طلبت منه أن نخرج قليلاً إلى حديقة الدار، أو رتبت مكاناً في الشرفة ودعوته لكوب شاي، فقط من أجل تغيير المكان والمزاج. ويمكن أيضاً إثارة اهتمامه ومشاعره بلبس ثوب جميل أو عطر يحبه، والتقرب منه بطريقة يشعر فيها بأنه مرغوب ومحبوب، وهذا ما يشتت المشاعر العدائية المتولدة لديه».
آلية تغيير المكان
وتتابع: «إذا شعرت بأني لا أملك الطاقة الكافية لمواجهة غضبه وهياجه يمكن أن أفتعل سبباً للخروج من البيت؛ كي أستعيد قوتي وأتهيأ للمعركة، ويمكن أن أتحجج بالذهاب إلى الجارة لسبب ما، أو الخروج لشراء حاجة ملحة للبيت أو لتنظيف الشرفة أو الكاراج، المهم أن ألتقط أنفاسي، وأستعيد طاقتي، وأعود من جديد، وعندما طبقت هذه النصائح كانت دهشتي كبيرة، فقد كنت أعود وأجد زوجي أكثر هدوءاً واستعداداً للحديث، حينها يكون الوقت مناسباً للجلوس على الطاولة والمشاركة في شرب القهوة أو الشاي، وإشعاره بأني مستعدة للاستماع إليه وهو يتحدث عما يقلقه ويخيفه ويحبطه في البيت أو العمل أو مع الأهل والأصدقاء. اللعبة النفسية هنا أن أتحول من ضحية تندب حظها إلى معالج نفسي متمرس».
الإستراتيجية الكبرى
وتؤكد قائلة: «البدء بالحوار هو أهم دعائم نجاح هذا العلاج، حتى لو اضطررت إلى إيهامه بأني أعاني من إحباطات نفسية، وأطلب منه أن يجد لي الحلول؛ لأن الرجال لا يفتحون قلوبهم للنساء بسهولة، وهم أيضاً لا يحبون أن يكونوا في موقع الضعيف، خاصة أمام الزوجة؛ لذا فإن التظاهر بحاجتنا إليهم يفتح الباب لنا كي نغوص في أعماقهم. أما المفتاح الثاني لعلاج المشكلة فهو في إيجاد أشياء مشتركة بيننا، وعدم تركه وهو يعاني وحده، والانشغال عنه بالأولاد أو الصديقات أو الأهل. يمكن أن نخرج معاً لزيارة الأصدقاء أو لمشاهدة مسرحية أو فيلم أو دعوته للعشاء في مطعم، والمبادرة بشراء تسجيل لفيلم مسلٍ، ودعوته لمشاهدته معي، والأهم من كل هذا هو إشعاره بأهميته وحاجتي الشديدة له وسعادتي معه، فلا شيء يحزن وينكد عيش الزوج أكثر من إحساسه بأن زوجته قد ندمت على زواجها منه، أو أشعرته بأنه ليس الرجل الذي تخيلته، والأدهى من ذلك هو القول إنها تستحق رجلاً أفضل منه».
هكذا حسمت المعركة
وتختتم حديثها: «في حواراتي الهادئة مع زوجي هالني ما يحمله في قلبه من هموم وقلق ومخاوف، فقد اكتشفت مثلاً أنه يعاني بصمت؛ لأن أمه تشعره دائماً بأنه الخائب بين أخوته، وعرفت أيضاً بأنه يغار من زوج أختي؛ لأنه يوفر لزوجته كل ما تريد، في حين لا يستطيع هو ذلك، ولدهشتي فقد عرفت أيضاً أن زوجي يخاف من تقدم العمر، خاصة مع فارق العمر بيننا. المهم أني حسمت المعركة لصالحي في نهاية الأمر، بعد أن اطمأن زوجي لي، وعرف أن مخاوفه لا تستند إلى واقع، وأن ثمة حلول لكل إحباطاته، ويوماً بعد يوم صارت حياتنا أكثر هدوءاً واستقراراً، مع نوبات غضب متباعدة جداً، أطوِّقها قبل أن تكبر، وتنتهي دائماً بالتعادل، لا غالب أو مغلوب».
العنف ضد المرأة بالأرقام
• تعتقد ثلث النساء في «تركيا» بأن للزوج الحق في ضربهن، إذا ما تصرفن بطريقة تستوجب الضرب.
• في إحصائية جرت في «زيمبابوي» أكدت 53% من النساء أن المرأة تستحق الضرب في حالات خاصة، وجاءت الأرقام كما يلي: 36% أشرن إلى أن مناقشة الزوج وعصيانه هو سبب وجيه للضرب، فيما ذهبت 33% من النساء إلى أن إهمال الأولاد سبب معقول للضرب، وقالت 30% إن الخروج دون إذن الزوج هو سلوك يستحق الضرب.
• تؤكد إحصائية علمية أن 50% من النساء الصينيات المضروبات يشكين أمرهن إلى الأهل أو كبير القرية «المختار»، و33% ينتقمن لأنفسهن عن طريق العنف المضاد، وفقط 8% يقدمن شكوى وينتظرن حكم القانون.
• في «الهند» تتعرض ما لا يقل عن 60% من النساء إلى عنف الرجل خلال حياتهن الزوجية، فيما تصل النسبة في «التاميل» إلى 40 %.
• تنظر المحاكم البريطانية في دعاوى ضرب الزوجات بشكل مستقل، وبطريقة حازمة وفعالة، بعد أن رفعت السلطات المختصة شعار «لا مجال للتسامح بعد اليوم».
محنة العيش مع رجل عنيف
تقول السيدة «هاء»: «لم أكن أتخيل أن أكون يوماً هدفاً للعنف، وخاصة من الرجل الذي اخترته؛ ليكون شريكاً لحياتي، فأنا لست من النساء اللائي يشاكسن الزوج أو يُثرن غضبه، أو يحرضنه على التصرف العنيف، لكني مع ذلك تعرضت للضرب والإهانة من زوجي، وما كان يرعبني حقاً ليس هو الضرب وحده، وإنما ما تخبئه لي الأيام، وما يمكن أن يحدث لو فقد زوجي السيطرة على نفسه يوماً، وأحدث في جسدي عاهة مستديمة أو حتى قتلني!»
لا أريد أن أتركه
تتابع: «لم أفكر أبداً أن أترك زوجي، رغم كل الإهانات والضرب؛ لأني ببساطة مازلت أحبه، وبالتأكيد أنا لا أحب عصبيته وعنفه، لكني أحب الرجل الوديع الذي في داخله، أحب ذكاءه ومرحه وروحه الحلوة واهتمامه بي في حالاته العادية، لكن العيش مع مشاعر الخوف الدائم قد أثرت على كثير من تفاصيل علاقتنا، وجعلتني أتحاشى الخوض في كثير من القضايا الحاسمة في حياتنا الزوجية؛ خوفاً من إثارة غضبه، وبتكرار الضرب والإهانات وجدت نفسي غير راغبة في تلبية رغبته كزوج، وغير مستعدة نفسياً للمعاشرة الزوجية، واستشرت الطبيب في هذا الأمر، وقال إن عليَّ أن أتخلص من الخوف في داخلي أولاً؛ لأن الخوف يقتل مشاعر الحب، وأكد لي أن رفضي له هو نوع من حماية الذات، ورد فعل لفقدان الثقة والشعور بالمهانة. وقد كان لنفوري من المعاشرة الزوجية الدور الكبير في زيادة غضبه وإحباطه وتوسيع الهوة بيننا، مما أدخلنا معاً في دائرة لا بداية أو نهاية لها».
كيف أتصرف؟
وتضيف: «استشرت أخصائية نفسية؛ كي تساعدني على إيجاد الحل، ومنها عرفت أن ردود أفعالي على ثورة وهيجان زوجي لها دور كبير في زيادة هذا الغضب وتأججه. وعرفت مثلاً أن وقوفي أمامه مثل طفل خائف مرتجف يزيد من شعوره بالعزلة والإحباط، وأن انفجاري بالبكاء يُشعره بالمرارة ويزيد من غضبه، أما إذا أشحت عنه بوجهي فإنه يفسر هذه الحركة بأني لا أريد الاستماع إليه وأني أستخف به، في الوقت الذي يحتاج فيه إلى من يسمعه، وإن هذه التصرفات تزيد من نقمته عليَّ وعلى نفسه. وقد ساعدتني معرفتي بديناميكية الحالة على تلمس طريقي، والعمل على تجنب كل ما يزيد من غضبه على قدر المستطاع، والأهم من هذا كله هو تأكيد الأخصائية على أني لست السبب في ثورة وغضب زوجي، وإنما هو شعوره بالمرارة وأزماته النفسية العميقة وإحباطاته المتراكمة... حتى قبل أن يعرفني ويتزوجني».
أنا لست السبب
وتستطرد قائلة: «أهم ما تعلمته، هو ألا ألوم نفسي بعد كل معركة. وهذا أمر مهم جداً؛ لأن شعوري بالذنب وإلقاء اللوم على نفسي قد يمنعني من التعرف على الأسباب الحقيقية لهذه المشكلة، وتشتت ذهني بدلاً من التركيز على الأسباب والبحث عن علاج. ولقد نصحتني الأخصائية النفسية بضرورة النظر إلى المسائل بعمق أكبر، وتشجيع زوجي على التحدث عما يقلقه أو يغضبه أو يولد لديه مشاعر الحزن والإحباط؛ لأن هذا يساعد على التخفيف من نقمته أولاً، ويوجهها إلى مسار آخر بعيداً عني ثانياً. وبما أني لا أستطيع أن أقابل عنفه بعنف مضاد، فالأفضل في هذه الحالة أن أبقى باردة الأعصاب أو أفتعل أمامه ذلك، وأن أحفظ نفسي من الأذى على قدر ما أستطيع».
ما الخيارات؟
وتكمل حديثها: «لقد فتحت الأخصائية النفسية عيني على مجموعة من الحقائق التي كنت غافلة عنها، وأولاها أن زوجي لا يهتاج ويغضب دون أن يعطي قبل ذلك إشارات ومقدمات ومنها: المزاج المتعكر، والنكد، والحوار العقيم من طرف واحد، والاسترسال في الكلام دون اكتراث لإجاباتي، هذا مع تجهم شديد في الوجه ورجفة في اليدين. وتعلمت ثانياً ألا أفكر بشكل سلبي، وكأن الشجار أمر محتوم لا يمكن اجتنابه، وعليَّ أيضاً ألا أكتفي بدور المتلقي المرتجف والخائف عندما تظهر عليه أولى علامات الغضب، بل أشجعه على ترجمة كربه وحزنه وغضبه إلى كلمات، ويكون مفيداً لو طلبت منه أن نخرج قليلاً إلى حديقة الدار، أو رتبت مكاناً في الشرفة ودعوته لكوب شاي، فقط من أجل تغيير المكان والمزاج. ويمكن أيضاً إثارة اهتمامه ومشاعره بلبس ثوب جميل أو عطر يحبه، والتقرب منه بطريقة يشعر فيها بأنه مرغوب ومحبوب، وهذا ما يشتت المشاعر العدائية المتولدة لديه».
آلية تغيير المكان
وتتابع: «إذا شعرت بأني لا أملك الطاقة الكافية لمواجهة غضبه وهياجه يمكن أن أفتعل سبباً للخروج من البيت؛ كي أستعيد قوتي وأتهيأ للمعركة، ويمكن أن أتحجج بالذهاب إلى الجارة لسبب ما، أو الخروج لشراء حاجة ملحة للبيت أو لتنظيف الشرفة أو الكاراج، المهم أن ألتقط أنفاسي، وأستعيد طاقتي، وأعود من جديد، وعندما طبقت هذه النصائح كانت دهشتي كبيرة، فقد كنت أعود وأجد زوجي أكثر هدوءاً واستعداداً للحديث، حينها يكون الوقت مناسباً للجلوس على الطاولة والمشاركة في شرب القهوة أو الشاي، وإشعاره بأني مستعدة للاستماع إليه وهو يتحدث عما يقلقه ويخيفه ويحبطه في البيت أو العمل أو مع الأهل والأصدقاء. اللعبة النفسية هنا أن أتحول من ضحية تندب حظها إلى معالج نفسي متمرس».
الإستراتيجية الكبرى
وتؤكد قائلة: «البدء بالحوار هو أهم دعائم نجاح هذا العلاج، حتى لو اضطررت إلى إيهامه بأني أعاني من إحباطات نفسية، وأطلب منه أن يجد لي الحلول؛ لأن الرجال لا يفتحون قلوبهم للنساء بسهولة، وهم أيضاً لا يحبون أن يكونوا في موقع الضعيف، خاصة أمام الزوجة؛ لذا فإن التظاهر بحاجتنا إليهم يفتح الباب لنا كي نغوص في أعماقهم. أما المفتاح الثاني لعلاج المشكلة فهو في إيجاد أشياء مشتركة بيننا، وعدم تركه وهو يعاني وحده، والانشغال عنه بالأولاد أو الصديقات أو الأهل. يمكن أن نخرج معاً لزيارة الأصدقاء أو لمشاهدة مسرحية أو فيلم أو دعوته للعشاء في مطعم، والمبادرة بشراء تسجيل لفيلم مسلٍ، ودعوته لمشاهدته معي، والأهم من كل هذا هو إشعاره بأهميته وحاجتي الشديدة له وسعادتي معه، فلا شيء يحزن وينكد عيش الزوج أكثر من إحساسه بأن زوجته قد ندمت على زواجها منه، أو أشعرته بأنه ليس الرجل الذي تخيلته، والأدهى من ذلك هو القول إنها تستحق رجلاً أفضل منه».
هكذا حسمت المعركة
وتختتم حديثها: «في حواراتي الهادئة مع زوجي هالني ما يحمله في قلبه من هموم وقلق ومخاوف، فقد اكتشفت مثلاً أنه يعاني بصمت؛ لأن أمه تشعره دائماً بأنه الخائب بين أخوته، وعرفت أيضاً بأنه يغار من زوج أختي؛ لأنه يوفر لزوجته كل ما تريد، في حين لا يستطيع هو ذلك، ولدهشتي فقد عرفت أيضاً أن زوجي يخاف من تقدم العمر، خاصة مع فارق العمر بيننا. المهم أني حسمت المعركة لصالحي في نهاية الأمر، بعد أن اطمأن زوجي لي، وعرف أن مخاوفه لا تستند إلى واقع، وأن ثمة حلول لكل إحباطاته، ويوماً بعد يوم صارت حياتنا أكثر هدوءاً واستقراراً، مع نوبات غضب متباعدة جداً، أطوِّقها قبل أن تكبر، وتنتهي دائماً بالتعادل، لا غالب أو مغلوب».
العنف ضد المرأة بالأرقام
• تعتقد ثلث النساء في «تركيا» بأن للزوج الحق في ضربهن، إذا ما تصرفن بطريقة تستوجب الضرب.
• في إحصائية جرت في «زيمبابوي» أكدت 53% من النساء أن المرأة تستحق الضرب في حالات خاصة، وجاءت الأرقام كما يلي: 36% أشرن إلى أن مناقشة الزوج وعصيانه هو سبب وجيه للضرب، فيما ذهبت 33% من النساء إلى أن إهمال الأولاد سبب معقول للضرب، وقالت 30% إن الخروج دون إذن الزوج هو سلوك يستحق الضرب.
• تؤكد إحصائية علمية أن 50% من النساء الصينيات المضروبات يشكين أمرهن إلى الأهل أو كبير القرية «المختار»، و33% ينتقمن لأنفسهن عن طريق العنف المضاد، وفقط 8% يقدمن شكوى وينتظرن حكم القانون.
• في «الهند» تتعرض ما لا يقل عن 60% من النساء إلى عنف الرجل خلال حياتهن الزوجية، فيما تصل النسبة في «التاميل» إلى 40 %.
• تنظر المحاكم البريطانية في دعاوى ضرب الزوجات بشكل مستقل، وبطريقة حازمة وفعالة، بعد أن رفعت السلطات المختصة شعار «لا مجال للتسامح بعد اليوم».