أعلنت فيدرالية رابطة حقوق النساء في المغرب ،أنها رصدت ظاهرة العنف ضد النساء خلال فترة الحجر الصحي، وقد انخرطت مراكز الفيدرالية وعضواتها وبمعية شبكتي انجاد ونساء متضامنات في عملية تقديم مساعدات مادية وعينية استفادت منها مباشرة 908 امرأة في مختلف مدن المغرب، كلهن من فئة النساء المعيلات للأسر اللواتي يشتغلن في القطاع غير المهيكل واللواتي يعشن ظروف الهشاشة والفقر والعنف والتمييز، والتي بالنظر إلى كل المؤشرات عرفت تفاقما حادا خلال مدة الحجر الصحي.
وأكد بيان صادر عن الفيدرالية أنه فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، والاجتماعي واكبت الفٌدرالٌية عبر المساعدات الاجتماعيات والمستمعات 514 امرأة من أجل مساعدتهن في الإجراءات المرتبطة بتقديم طلبات للاستفادة من الإعانات التي خصصتها السلطات العمومية للفئات التي تشتغل في القطاع غير المهيكل من المواطنٌين والمواطنات، سواء عبر التوعية والتحسٌس وشرح وتبسٌط المساطر للنساء أو عبر المساعدة المباشرة في التسجيل في المنصات التي وضعتها السلطات العمومٌة لهذا الغرض.
وانخرط فضاء المستقبل على مستوى جهة مراكش في أنشطة موجهة للشباب في مجال التوعية والتحسيس وفي استمرار تقديم دروس الدعم عن بعد للتلاميذ خلال فترة الحجر.
تفاقم العنف النفسي
وبخصوص رصد ظاهرة العنف ضد النساء خلال فترة الحجر الصحي، قال البيان: إن الفيدرالية خلال الفترة الممتدة بين 16 مارس و 24 أبريل 2020 استقبلت عبر مختلف الخطوط الهاتفية التي وضعتها رهن إشارة النساء 240 اتصالا هاتفيا للتصريح بالعنف من 230 امرأة عبر مختلف مناطق المغرب.
حيث سجلت ما مجموعة 541 حالة عنف عاشتها هؤلاء النساء بمختلف تجلياته، و شكل العنف النفسي يليهما %48.2، يليه العنف الاقتصادي بنسبة 33 12%، ناهيك عن العنف الجسدي الذي تجاوز نسبة
بعض حالات العنف الجنسي، كما عاشت عدد من النساء حالات طرد من بيت الزوجية واستدعى بإلحاح التدخل لتوفير خدمة الإيواء للنساء. هذه الخدمة التي تعترضها اشكالات كبيرة تتمثل في نقص حاد في المراكز المتخصصة وفي صعوبة التنقل بين المدن وداخل نفس المدن، بسبب ظروف الحجر الصحي إضافة إلى إشكالٌية التعقيم والتحالٌيل والتخوف من نقل الوباء.
كما يتبين من خلال المعطيات التي تم تجميعها أن العنف الزوجي بما فيه عنف الطليق بكل أشكاله طغى على أنواع العنف الممارس ضد النساء خلال فترة الحجر الصحي حيث شكل نسبة % 91.7، يليه العنف الأسري بنسبة %4.4 ويتضمن أفعال العنف الممارس على النساء من قبل أفراد الأسرة.
وقدمت الفٌيدرالٌية عبر شبكة الرابطة انجاد ضد عنف النوع خلال هذه الفترة ما مجموعة 492 خدمة توزعت بين الاستماع وتقديم الاستشارة والدعم النفسي، بالإضافة إلى التوجيه والتدخل والتنسيق والتعاون مع مختلف الفاعلين المؤسستين و غيرهم من أجل تمكين النساء من عدد من الخدمات ضمنها الإيواء لما يقرب من عشرة ضحية.
وأكد البيان على تفعيل إجراءات قانونية ضد هذا العنف بعد الحجر مع تقديم تفاصيل أدق عن وضعية النساء المعنفات خلال هذا الظرف الاستثنائي الذي كشفت عنه جائحة كورونا.مطالبة باتخاذ التدابير اللازمة من طرف السلطات لمساعدة النساء المتضررات بالتبليغ عن العنف في مراكز القرب بما في ذلك الصيدليات وتمكينهن من الإيواء.
تجدر الإشارة أن المغرب فرض حالة الطوارئ الصحية منذ 20 مارس الماضي ومن المزمع انتهائه في 20 مايو المقبل.