جدول المحتوى
1 - ما حكم المشاحنات بين الإخوة في البيت في رمضان؟
2 - ما حكم دفع الصدقة للإخوة في رمضان؟
3 - هل يجوز احتساب ديني على أخي الذي لم يردّه من قيمة زكاة مالي في رمضان؟
4 - ما حكم الخصومة بين الأخوات في رمضان؟
5 - كيف أصلح أخي المؤذي في رمضان؟
6 - ما حكم هجر ومقاطعة الأخ لأخيه في رمضان؟
مفهوم العائلة، أمر احترمه الإسلام وجعله من أولوياته، منطلقاً من علاقة الإخوة ببعضهم، والأخوات ببعضهن.
جمعنا لكم هذه الفتاوى، والتي أفتت بها لجنة الفتوى في جامع الأزهر، والتي تفصل أي خلاف بين الإخوة في رمضان.
1 - ما حكم المشاحنات بين الإخوة في البيت في رمضان؟
ما يحدث بين الإخوة من مشاحنات فذلك من نزغات الشيطان، والواجب على الإخوة إصلاح ما بينهم والحرص على دوام المودة والصلة وذلك بالصبر والتجاوز عن الزلات، والحرص على الكلام الطيب والتهادي، مع اجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، والمحافظة على الفرائض فإن من أسباب التشاحن والتباغض التفريط في فرائض الله، قال تعالى: "فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" {المائدة:14}، ونوصيكم بالتعاون على الطاعات والتقرب إلى الله ودعائه.
2 - ما حكم دفع الصدقة للإخوة في رمضان؟
إن الأقربين من الإخوة والأخوات، هم أولى بالمعروف وأولى أن ينفق ويتصدق عليهم؛ لأن الصدقة عليهم صدقة وصلة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حينما سألته عن الصدقة لزوجها فقال: ”لك أجران، أجر القرابة وأجر الصدقة“، كما أخرجه الشيخان، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله“ كما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة، وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه“ متفق عليه.
لا سيما إن كانوا محتاجين، فإن الصدقة عليهم تتأكد، ويجزئ أن يعطيهم من الزكوات، وإعطاؤهم أفضل من إعطاء غيرهم إذا كانوا من أصنافها.
3 - هل يجوز احتساب ديني على أخي الذي لم يردّه من قيمة زكاة مالي في رمضان؟
ذهب أكثر الفقهاء إلى أنه لا يجوز احتساب هذا المبلغ -الذي استدانه منك أخوك فعجز عن سداده- من زكاة مالك، إذ النية ركن من أركان الزكاة، ولم تتوفر نيتك بالزكاة ساعة دفعك المال له، وإنما نويت إقراضه ليرده عليك؛ ولأن من شروط الزكاة تمليكها للمستحق لقوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء) واللام للتمليك، فإذا سامحته في الدين فأنت لم تملكه، ولكن أسقطت عنه، وفرق بين الإسقاط والتمليك.
وأجازه بعض الفقهاء بشرط أن يكون المدين عاجزاً عن الوفاء، وأن يبرئه من دينه، ويعلمه بذلك، وأن يكون الدين بسبب القرض وليس بسبب التجارة.
4 - ما حكم الخصومة بين الأخوات في رمضان؟
نهى الشرع عن التدابر والهجران بين المسلمين، وكلما طال الهجر كان الإثم أشد، فعن أبي خراش السلمي، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من هجر أخاه سنة، فهو كسفك دمه. رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني. وإذا كان التدابر والهجران بين الأخوات من النسب كان ذلك أشد؛ فإن قطع الرحم من الكبائر، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بصلة الرحم حتى لمن يقطعها، فعَنْ عبد الله بن عمرو عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا". صحيح البخاري. كما أن الهجران والتشاحن سبب في تأخير الغفران وقبول الأعمال، فعن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: تُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِى كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا. رواه مسلم.
وعليه؛ فلا يجوز هجر الأخوات لبعضهن؛ ولذلك أرشد القرآن العباد أن يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب حتى لا يدعوا مجالاً للشيطان ليفسد بينهم؛ قال تعالى: "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا". الإسراء (53).
فما بال الأخوات؟إننا في رمضان، لذلك عليهن أن يحسنّ الظن ببعضهن،ويتعاملن بالمعروف، ويكثرن من الدعاء لبعضهن؛ كما أن مقابلة السيئة بالحسنة، أمر يجلب المودة، ويقي شر نزغات الشيطان؛ قال تعالى: "وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ". فصلت(34)
قال الغزالي: بل المجاملة تكلّفاً كانت، أو طبعاً تكسر سورة العداوة من الجانبين، وتقلّل مرغوبها، وتعوّد القلوب على التآلف والتحاب. (إحياء علوم الدين). والله أعلم.
5 - كيف أصلح أخي المؤذي في رمضان؟
بذل النصح له واجب، روى مسلم في صحيحه عن تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الدين النصيحة.
وإن كان لا يقبل نصحكم، فابحثوا عمن له مكانة عنده لينصحه، ويذكره بالله عز وجل وأليم عقابه، وأنه قد تعجل له عقوبة أفعاله، أو بعضها في الدنيا قبل الآخرة، وخاصة العقوق. وتقربوا منه في مائدة رمضان، كي تتآلف القلوب.
قال البخاري في الأدب المفرد: باب عقوبة عقوق الوالدين: عن أبي بكرة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجَّلَ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةُ، مَعَ مَا يُدَّخَرُ له، من البغي، وقطيعة الرحم".
فإن انتفع بالنصح، فالحمد لله، وإلا فيمكنكم هجره إن رجوتم أن ينفعه الهجر، وإن خشيتم أن يزيده عناداً -وهو الغالب مع مثله- فالأولى محاولة تأليف قلبه.
6 - ما حكم هجر ومقاطعة الأخ لأخيه في رمضان؟
على الطرفين أن يحذرا من أسباب التهاجر، يقول النبي ﷺ : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ويقول ﷺ: ترفع الأعمال إلى الله في كل إثنين وخميس، فيغفر الله لكل مسلم لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول الله: دعوا هذين حتى يصطلحا فالشحناء والتهاجر من أسباب حرمان المغفرة، فالواجب عليهما عدم التهاجر، وأن يصطلحا فيما بينهما، وأن يتوبا إلى الله مما سلف، وأن يتقبلا النصح من الأقارب، لعل الله يهديهما بأسباب بعض إخوانك الطيبين الذين ينصحونه. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.