في إطار المساعي الرامية لإيجاد دواء فعال لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد، يسعى الأطباء لاستخدام ما يُعرف باسم بلازما الدم المناعية، عن طريق نقل بلازما الدم من الشخص المتعافي إلى المصاب بالفيروس، ولكن يتساءل البعض عن ماهية هذه التجربة وكيف تُقام وهل هي مجدية في علاج المصابين بفيروس كورونا.
توضح الدكتورة ابتسام عدنان بخش، أستاذة الطب الباطني وأمراض تخثر الدم المساعد بكلية الطب البشري في جامعة الأميرة نورة، أن البلازما هي جزء من الدم السائل تتركز فيه الأجسام المضادة بعد أي مرض. وتقنية بلازما الدم تتمثل في فصل البلازما من الدم بعد سحبه من المتعافين من فيروس كورونا، ومن ثَم إعطاؤه للمرضى المصابين به، الذين تُصنف حالتهم بالحرجة أو الخطيرة.
- ما آلية العلاج بناءً على التجارب التي نُفذت في بعض الدول؟
تقول الدكتورة بخش: «الفكرة أُخذت على أن الجهاز المناعي للمصاب بالمرض يفرز مضادات مناعية لمحاربة الالتهاب، وبعد الشفاء الكامل للمريض يمكنه التبرع بالبلازما التي تحتوي على المضادات لمريض مصاب بفيروس كورونا «كوفيد 19» لتنشيط جهازه المناعي.
بدأت الدراسات في المملكة المتحدة، تلتها في دول أخرى مثل الصين، فرنسا، ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث لاحظوا أن البلازما ساهمت في تعجيل شفاء المصابين وانخفاض عدد الأيام التي يقضيها المرضى في المستشفيات.
كما أوصت الدراسات الحديثة بجمع البلازما في موعد لا يتجاوز 14 إلى 28 يوماً بعد الأعراض حتى تتكون الأجسام المضادة.
والآن بدأت بعض دول الخليج مثل الإمارات والكويت بوضع البروتوكولات الخاصة لاستخدام تقنية العلاج بالبلازما، ووزارة الصحة السعودية بدعم حكومتنا الرشيدة سباقة في أخذ جميع الاحترازات اللازمة لكبح جماح تفشي الفيروس في المملكة، كما عهدناها دائماً؛ فهي حريصة على وضع البروتوكولات الخاصة باستخدام تقنية البلازما في معالجة المصابين ذوي الحالات الحرجة».
- ما مميزات العلاج وسلبياته؟
أهم مميزات العلاج أنه آمن -بإذن الله- إذا ما طُبقت جميع متطلبات استخدامه، أما السلبيات فلا نستطيع حالياً أن نسردها؛ لأنها تحتاج إلى متابعة المستفيدين والحالة الصحية لهم على مدى أشهر.
- ما الشروط اللازم توافرها في متبرع البلازما؟
• أن يكون مثبتاً لديه نتيجة الإصابة بفيروس كورونا.
• الشفاء التام من الأعراض بمدة لا تقل عن 28 يوماً من تشخيص الإصابة.
• يمكن للذكور والإناث غير الحوامل التقدم للتبرع بالبلازما إذا انطبقت عليهم الشروط السابقة.
• أن يكون المتبرع في صحة جيدة، ولا يعاني من أي أمراض مزمنة مثل فقر الدم أو قصور القلب.
• التأكد من عدم وجود أي أمراض معدية لدى المتبرع مثل فيروس الكبد الوبائي ب أو ج.