تعنيف المرأة ظاهرة تنخر في المجتمعات

3 صور

أوضحت المستشارة الاجتماعيَّة، نورة بنت عبد العزيز آل الشيخ، أنَّ الخلافات والمشكلات الأسريَّة والضغوط الاقتصاديَّة، من الأسباب الرئيسيَّة المؤدية للعنف ضد المرأة، مؤكدة على ضرورة مكافحته كون المرأة جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، وسن قوانين لتجريم العنف، ووضع استراتيجيات طويلة المدى تهدف إلى توعية المجتمع وتثقيفه بهذه القضيَّة، التي أصبحت تنخر في تركيبة المجتمع والنطاق الأسري.

وأكدت في تصريح لها بمناسبة مشاركة المملكة العربيَّة السعوديَّة العالم بالاحتفاء باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي يصادف 25 نوفمبر من كل عام، على ضرورة تكثيف الأنشطة والدورات القانونيَّة الموجهة لتسليط الضوء على العنف ضد المرأة، داعية مؤسسات حقوق المجتمع المدني والمنظمات الأهليَّة إلى العمل على تنظيم البرامج التوعويَّة والأنشطة والدورات القانونيَّة، وتوعية المجتمع بالحقوق والواجبات كافة بما يسهم في حماية المرأة من الانتهاكات والعنف الذي قد تتعرض له.

واعتبرت آل الشيخ أنَّ المرأة ركيزة أساسيَّة في تنمية المجتمع وتكاثره، وهي المربية للأجيال والدرع التي يستند إليها الرجل عند الشدائد، مشيرة في ذات السياق إلى أنَّ هنالك شريحة من المجتمع تعرف قيمة المرأة في الحياة وأهميَّة وجودها، وأنَّها الخيمة الأساسيَّة بالمنزل التي تضم وتحوي الصغار والكبار وكل ما حولها، ومنبع الحنان والإخلاص والطيبة.

وقالت: المقصود بمصطلح العنف ضد المرأة أي عمل عنيف يرتكب بسبب النوع الاجتماعي وينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى جنسي أو جسدي أو معاناة تصيب المرأة بما في ذلك التهديد بارتكاب مثل ذلك الفعل أو أي شكل من أشكال الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحريَّة، سواء حدث ذلك في المجال العام أو في الحياة الخاصة.

مضيفة: من أشكال العنف ضد المرأة تعنيفها في محيط الأسرة، ويشمل ضرب الزوج أو الأب أو الأخ أو الابن أحياناً، والعنف المتصل بالمهر وعضل المرأة ومنعها من ممارسة حقها بالزواج لأسباب اقتصاديَّة أو اجتماعيَّة، والعنف في إطار المجتمع مثل الاغتصاب والتحرش الجنسي.
وشرحت أنَّ بعض اللوائح والعراقيل تمنع المرأة من ممارسة حياتها بشكل طبيعي من دون وجود رجل في حياتها، سواء كان هذا الرجل الأب أو الزوج أو الأخ أو الابن أو حتى السائق.. إلخ، ما يجعل المرأة في حالة عجز دائم. لافتة إلى أسباب العنف ضد المرأة كإدمان الكحول والمخدرات والأمراض وتضطر المرأة لتحمل العنف لأسباب منها حرصها على أسرتها وعدم وجود بديل آخر أمام المرأة، واعتقاد المرأة بأنَّها تستطيع أن تغيِّر الرجل.

وأضافت آل الشيخ أنَّه كثيراً ما تتحمل المرأة العنف الأسري نتيجة للخوف من الزوج أو من الأب أو كلام الناس والخوف على الأولاد أو الخوف من فقدان مركزها الاجتماعي إذا ما طلقت والعادات والتقاليد السائدة التي تشجع بعضها المرأة على تحمل العنف الأسري لأنَّها بنت أصول ويجب أن تتحمل ايذاء زوجها فلا تفضحه خوفاً على سمعة أسرتها وأولادها، مشيرة إلى أنَّ المرأة تتعرض لأنواع أخرى من العنف من خلال مؤشرات كحرمانها من التعليم والميراث وتفضيل الذكور على الإناث بالأسرة، والنظرة الدونيَّة لها وحرمانها من مزاولة الأنشطة الثقافيَّة والاجتماعيَّة المختلفة ومعاناتها من الزواج غير المتكافئ.