مع انتشار فيروس كورونا المستجد Covid 19، وغلق المدن وفرض قواعد العزل الصحي الإلزامي، وجد فقراء العالم أنفسهم في محنة حقيقية وقلق دائم، من أجل توفير سبل العيش اليومية، وهذا هو ما خطر في بال اللاعب الأرجنتيني (دييغو مارادونا) الذي ذهب بتفكيره إلى سكان (خوسيه باز) وهو الحي الشعبي الفقير الواقع على مشارف العاصمة (بوينس أيرس) والذي ولد فيه اللاعب، وقضى جزءاً من حياته المتواضعة بين العمال وذوي الدخل المحدود من الفقراء.
سوف نتجاوز الأزمة معاً
وقد قرر مارادونا أن يمد يد العون لهؤلاء الناس الذين كان يقاسمهم العيش، والذين تفاقم وضعهم جراء أزمة فيروس كورونا، لذلك أخرج من خزانته قميص كرة القدم الوطني العزيز على قلبه الذي كان يرتديه خلال مباريات كأس العالم في المكسيك عام 1986 ووقع عليه بقلمه وكتب بخط يده: (مع محبتي.. سوف نتجاوز كل هذا معاً) وكان من المقرر أن يدخل هذا القميص في مزاد علني يذهب ريعه لشراء الطعام والمعقمات والكمامات والاحتياجات الضرورية لأبناء الحي، لكنه قرر منحه في نهاية المطاف من خلال سحب قرعة تضم أسماء الأشخاص الذين قدموا تبرعات بمبالغ ومواد عينية تؤهلهم للدخول في هذه القرعة ثم وزعت التبرعات على أبناء الحي الذين غمرتهم السعادة وشعروا بالامتنان من ابن مدينتهم؛ لأنه تذكرهم في هذه الأزمة، وقالت إحدى ساكنات الحي واسمها (مارتا غوتيريس): (لقد قدم لنا دييغو خدمة لا يمكن أن يتصور حجمها لأنها بالنسبة لنا لا تقدر بثمن وسنبقى ممتنين له طوال حياتنا).
قميص النجاح والشهرة والمجد
ويحمل هذا القميص ذكرى عزيزة على قلب مارادونا؛ لأنه يرتبط ببطولة كأس العالم في المكسيك عام 1986 والتي فازت فيها الأرجنتين بالكأس للمرة الثانية في تاريخها، بعد فوزها في المرة الأولى في البطولة التي استضافتها عام 1978، وقد ارتدى مارادونا في هذه البطولة قميص المنتخب وكان في قمة شهرته وتألقه حيث كان في الخامسة والعشرين من عمره، وقد أحرز لبلده خمسة أهداف منها (هدف القرن) كما أطلقت عليه الصحافة والذي سدده في مرمى إنكلترا، كما أنه هيأ الفرصة لزملائه لإحراز خمسة أهداف أخرى في هذه البطولة، وكانت المباراة النهائية التي جرت على ملعب (آزتيكا) في مكسيكو ستي قد انتهت بفوز الأرجنتين على ألمانيا بنتيجة 3-2 في واحدة من أهم بطولات كأس العالم وأكثرها شعبية حيث حظيت بتواجد جمهور فاق تعداده المليونين ونصف المليون، وكانت البطولة متميزة أيضاً بوصول بلدان مثل كندا والدنمارك والعراق إلى المراحل النهائية لأول مرة في تاريخها.