لكل مريض من مرضى كورونا قصة تبدأ مع ظهور الأعراض، ومروراً برحلة العلاج والحجر الصحي، ربما تتشابه قصص كثير من المرضى في خطوطها العريضة، ولكن بالتأكيد لكل قصة سيناريو وأحداث ومشاعر خاصة.
ومنها قصة السعودي أحمد الغامدي، أخصائي اجتماعي طبي مهتم بإدارة الإعلام التفاعلي، وناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي فوجئ بإصابته بمرض كورونا فور عودته من السفر إلى وطنه السعودية، ودخوله للمستشفى لتلقي العلاج، وكيف استطاع تحويل محنته إلى منحة.
رحلة العودة للوطن
بدأت القصة أثناء زيارته للعاصمة البريطانية لندن، التي أوضح لـ«سيدتي» أنها كانت بغرض السياحة والالتحاق بدورة تدريبية هناك، وأضاف: حزنتُ حقيقة لخبر تعطيل الرحلات والسفر، لولا أن الدولة كانت إلى جانبنا، فالسفارة طمأنتني حينما تواصلت معها أنها ستوفِّر لي الحماية، سواء كنت في السعودية أو خارجها، وجاء أمر الملك سلمان بعودة المواطنين لأرض الوطن، مما سهَّل لنا ترتيب عودتنا للسعودية، لأكون على متن أول طائرة قادمة من لندن للرياض في 12 إبريل، وشعرت براحة نفسية كبيرة لصعودي الطائرة، وكانت الأجواء مكتظة بالوطنية على أنغام «وطني الحبيب»، وحينذاك انعدم الضغط والتوتر الذي كنا نعاني منه في السابق، ولم نَنَمْ كبقية الأيام في الطائرة؛ بل بقينا نتحدث بفرح، وقد غنى أصحابي نشيدنا الوطني أثناء الرحلة، وحينما وصلت ذُهلت حقيقة بالتجهيزات التي تقوم بها المملكة لاستقبالنا في المطار، وأسلوب تعاملها الجميل معنا، وتابعنا مسيرتنا بباص سارت وراءه دورية مرور فيما يشبه الموكب تمامًا، وصولاً إلى الحجر الصحي في أحد الفنادق الشهيرة.
نتائج الفحص
وبعد عودتي بخمسة أيام أُجريت لي الفحوصات، وبعدما استيقظت من نومي الساعة الثالثه عصرًا جاءني اتصال من العيادة الطبية في الفندق يخبرني أن نتائج فحص كورونا إيجابية، ولم أصدِّق حينها ذلك، لكنني رضيت بالأمر الواقع، وخلال ساعة كان الإسعاف ينتظرني في الأسفل لينقلني للمستشفى، وقد فوجئ أهلي وأصدقائي بالخبر، وحزنوا لذلك.
وعن الأعراض والإجراءات الوقائية قال: خلال الشهرين اللذين مكثت فيهما في لندن، لم أتبعْ أي إجراءات احترازية، ولكنني شعرت فقط بحُمَّى خفيفة أثناء الاستعداد للعودة، وحتى بعد اكتشاف إصابتي بالمرض لم أعانِ من أي أعراض أخرى.
وأردف: الحمد لله نحن في نعمة في ظل اهتمام قيادتنا، فهي قد وفَّرت لنا كل ما نحتاجه من عناية صحية واهتمام بجميع النواحي، وحرص أبطال الصحة في الحجر على الاطمئنان والسؤال بشكل يومي عنَّا، وتوفير كل الاحتياجات الأساسية وغير الأساسية، ولذلك لم أفتقد أثناء فترة العزل إلا وجودي مع أهلي.
استثمار الوقت
وقد استفاد أحمد الغامدي من وقته في الحجر الصحي بأخذ ثلاث دورات عن بُعد، منها «شهادة مكافحة العدوى» من الهلال الأحمر السعودي، وكذلك البرنامج التدريبي «التطوع الصحي المجتمعي» من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، والتي أطلقت هذا البرنامج لمواجهة فيروس كورونا.
فيما شارك الغامدي على حسابه الشخصي على «تويتر» بعض التفاصيل التي يواجهها أيضًا لمتابعيه، الذين تمنوا له الصحة والشفاء العاجل.
درس كورونا
وحول ما تعلَّمه من إصابته بفيروس كورونا قال: «تعلمت من فيروس كورونا أن يومنا العادي قبل أن نسمع به لم يكن أبدًا يومًا عاديًّا! بل نعمة من نِعَم الله سبحانه وتعالي»، وكشف خلال تغريدة أخرى أن المرض كان من الأشياء التي غيَّرت نظرته للحياة، إلى جانب الغربة وفقدان القريب، كما طمأن مَنْ لم يستطع العودة للوطن بأن السفارة السعودية لن تقصِّرَ معه.