mena-gmtdmp

دراسة تحدد مكان الحياة المحتمل على أكبر أقمار زُحل

تم اختيار "تيتان" بوصفه هدفاً لمهمة "دراجونفلاي" الفضائية المقبلة، التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، المقرر إطلاقها في يوليو 2028
تم اختيار "تيتان" بوصفه هدفاً لمهمة "دراجونفلاي" الفضائية المقبلة، التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، المقرر إطلاقها في يوليو 2028 - الصورة من موقع unsplash

أشارت دراسة دولية إلى أن "تيتان"، أكبر أقمار كوكب زُحل، على الرغم من احتوائه على وفرة مذهلة من الجزيئات العضوية، إلا أنه قد لا يكون قادراً سوى على دعم كمية ضئيلة جداً من الحياة. وتوصّل فريق دولي من الباحثين، بقيادة جامعتي "أريزونا" و"هارفارد" في الولايات المتحدة، إلى هذه النتائج بعد استخدام نماذج متقدمة لمحاكاة احتمالات وجود حياة على "تيتان"، وتحديد مكانها المحتمل، وحجمها المُمكن؛ ونُشرت النتائج، الإثنين 7 أبريل 2025، في دورية The Planetary Science Journal.

ما هو تيتان؟

ويُعدُّ "تيتان" ثاني أكبر قمر في النظام الشمسي بعد "جانيميد" قمر المشتري، ويتميَّز بوجود غلاف جوي كثيف يُشبه في تركيبته الغلاف الجوي للأرض، إلى جانب وجود بحيرات وأنهار من الميثان السائل على سطحه. كما يحتوي في باطنه على محيط مائي هائل قد يمتدّ لعمق 500 كيلومتر. ووفقاً للباحثين، فإن هذه البيئة الغنية بالمواد العضوية، تجعل من "تيتان" مُرشَّحاً واعداً للبحث عن أشكال بدائية للحياة خارج الأرض، رغم برودته الشديدة وظروفه القاسية.
تابعوا المزيد: ناسا تكتشف علامات حياة على المريخ وما علاقة الجليد؟

مهمة فضائية مستقبلية لناسا

وقد تم اختيار "تيتان" بوصفه هدفاً لمهمة "دراجونفلاي" الفضائية المقبلة، التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، المقرر إطلاقها في يوليو 2028. بيد أنه على الرغم من الافتراضات السابقة التي بُنيت على وفرة المواد العضوية فيه يرى الباحثون أن تلك التقديرات كانت مبنية على نهج مبسَّط أكثر من اللازم.
وركَّزت الدراسة على "الجلايسين"، أبسط الأحماض الأمينية المعروفة، الذي يُعتقد أنه كان وفيراً في المواد الأولية التي تشكل منها النظام الشمسي. وأظهرت المحاكاة الحاسوبية التي أجراها الفريق أن نسبة ضئيلة فقط من هذه المواد العضوية يمكن أن تُستهلك من قبل كائنات دقيقة، وأن نقلها من السطح إلى المحيط تحت قشرة الجليد يتم ببطء شديد، ربما عبر اصطدام نيازك تؤدي إلى تكوُّن "برك منصهرة" تخترق الجليد وتُوصل المواد العضوية إلى الداخل.
وأشارت النتائج إلى أن المحيط الجوفي العميق تحت سطح "تيتان" قد يدعم أشكالاً بدائية من الحياة، مثل الكائنات المجهرية التي تتغذى على الجلايسين. ورغم وفرة الجزيئات العضوية على سطح "تيتان"، فإن الكمية التي يُمكن أن تصل إلى المحيط غير كافية لدعم حياة وفيرة.
وقدَّر الباحثون الكتلة الحيوية المحتملة على "تيتان" ببضعة كيلوجرامات فقط، ما يُعادل وزن كلب صغير، في متوسط أقل من خلية واحدة لكل لتر من مياه محيط "تيتان" الشاسع.
ووفقًا للباحثين، تُقدِّم النتائج منظوراً دقيقاً بشأن احتمالات وجود حياة على "تيتان"، ما يُساعد العلماء على ضبط التوقعات المتعلقة بالحياة في العوالم الأخرى بعيداً عن التصورات المبالغ فيها.
وأشاروا إلى أن اكتشاف حياة على "تيتان" قد يكون صعباً، بسبب ندرة الكائنات وتوزيعها الضئيل، ما يستدعي ضرورة استخدام أدوات شديدة الحساسية واستراتيجيات بحث جديدة في البعثات الاستكشافية، مثل بعثة "دراجونفلاي"، لتحديد مواقع محتملة للحياة.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس