أوضح الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الديار المصرية أن فضل صلاة التراويح.. من السنن المؤكدة للرجال والنساء ويجوز أداؤها في المنزل فرادى أو مع أفراد الأسرة، والتراويح هي صلاة قيام الليل في رمضان وتصلى ليلًا في رمضان بعد صلاة العشاء، حتى أذان الفجر، وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة – أي أمر ندب وترغيب – فيقول: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» وقد لَقِي صلى الله عليه وسلم ربه والأمر على ذلك في خلافة أبى بكر وصدرًا من خلافة عمر ثم أمر عمر رضي الله عنه بالجماعة في القيام، ومعنى «إِيمَانًا»: أي أنه حال قيامه مؤمنًا بالله تعالى، ومصدقًا بوعده وبفضل القيام، وعظيم أجره عند الله تعالى، «وَاحْتِسَابًا»: أي محتسبًا الثواب عند الله تعالى لا بقصد آخر من رياء ونحوه.
اتفق علماء المذاهب الأربعة سواء الشافعية أو المالكية أو الحنابلة أو الحنفية، على كون القيام بصلاة التراويح سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنها سنة مفروضة على كل من الرجال والنساء، ولا يستثنى أحدهم من ذلك.
ومن الجدير بالذكر أن الحنابلة قد استدلوا على ذلك وفقًا لما قد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، أنها قالت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان.
يعد أعظم فضل لصلاة التراويح انها اتباع واحياء لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ونحن مأمورون من الله عز وجل باتباع هديه، والامتثال لكل ما جاء في السنة النبوية الشريفة.
وقد ورد العديد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، التي يحثنا فيها على قيام رمضان،
كما أن وقت صلاة التراويح يقع في الثلث الأخير من الليل وهو من أفضل أوقات استجابة الدعاء،
ونستدل على ذلك بحديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال:
“ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟
من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر”.
كما يتعاظم فضل صلاة التراويح في العشر الأواخر من رمضان عن باقي أيام الشهر،
ففي هذه العشر ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
وقد وردت العديد من أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن أجر قيام ليلة القدر،
ونستدل على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم:
( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ). رواه البخاري ومسلم.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتهد في صلاة التراويح في العشر الأواخر،
كما جاء عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ
وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ). رواه البخاري ومسلم.
فضل صلاة التراويح في رمضان
- شباب وبنات
- سيدتي - مي مصطفى
- 13 مايو 2020