أعلن رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في روسيا، رومان فيلفاند، أن درجة الحرارة في الأسبوع الأخير من فصل الشتاء ستتجاوز بكثير معدلاتها الطبيعية، وأشار الخبير في تصريح صحفي، إلى أن الشذوذ في مستوى درجات الحرارة سيبلغ ذروته في سيبيريا؛ حيث سيشكل الفارق بين متوسط درجة الحرارة ومعدلاتها الطبيعية، هذا الأسبوع، 20 درجة، بينما أعلن الدكتور في الفيزياء والرياضيات، يفغيني فولودين، أن الاستنفاد الشديد لطبقة الأوزون في القطب الشمالي يتوافق مع أسباب الشتاء الدافئ في روسيا.
ثقب الأوزون أُغلق الآن!
وفي وقت سابق، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إن تآكل طبقة الأوزون فوق القطب الشمالي بلغ «مستوًى قياسياً» في مارس/آذار هو الأكبر منذ 2011، لكن الثقب أُغلق الآن.
وقال فولودين: «يرتبط هذا الثقب دائماً بالشذوذ في الغلاف الجوي. علاوة على ذلك، هذا الشذوذ عالمي. العملية عبارة عن رياح غربية أقوى تهب في خطوط العرض المعتدلة على جميع الارتفاعات. تجلب على سطح الأرض هواءً أطلنطياً أكثر دفئاً، وفي الستراتوسفير تمنع تدفئة الجو في القطب الشمالي الهواء من المناطق الاستوائية؛ فلا يصل إلى القطب الشمالي، فيبرد القطب الشمالي، وبالتالي هناك ظروف لتدمير طبقة الأوزون».
وأشار أيضاً إلى أن الترقق الشديد لطبقة الأوزون والشتاء الحار جداً في روسيا هو عملية واحدة: تيار قوي ومستمر من الهواء الأطلسي.
وأضاف العالم: «في عام 2011، حدث الشيء نفسه: الشتاء الدافئ وثقب كبير. هذه القاعدة صالحة دائماً تقريباً. إذا كان الشتاء دافئاً بشكل غير طبيعي في روسيا؛ فهذا يعني على الأرجح تشكل ثقوب الأوزون».
وأوضح العالم أن الشتاء يبدأ في الستراتوسفير في القطب الشمالي في أكتوبر، ويتزامن مع بداية الليل القطبي. في هذه الحالة، تنخفض درجة الحرارة في الستراتوسفير، وتتشكل دوامة قطبية مستقرة في الستراتوسفير، حيث يمكن أن تتجاوز سرعة الرياح أحياناً 100 متر في الثانية. داخل الدوامة، يمكن أن تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من 78 درجة. في ظل هذه الظروف، تتشكل الغيوم الإستراتوسفيرية القطبية.
وتابع: «هذا هو المكان الذي يبدأ فيه نشاط المركبات التي تدمر طبقة الأوزون. فائض هذه الجزيئات وزيادة فتحات الأوزون فوق القطب الشمالي حدثت بسبب انبعاثات بشرية المنشأ. وفي الفترة من شباط/فبراير إلى آذار/مارس، لوحظ ارتفاع درجة حرارة الستراتوسفير المفاجئ في القطب الشمالي، ومحتوى الأوزون الكلي في الدوامة القطبية الستراتوسفيرية انخفض إلى 220 وحدة دوبسون -وهي القيم المقبولة كحدود «ثقب» الأوزون في القطب الجنوبي.
وأشار العالم إلى أن تدمير طبقة الأوزون يقلل من الحماية من الأشعة فوق البنفسجية للبشر والكائنات الحية الأخرى والنباتات.
وأضاف فولودين: «خلال السنوات الأربعين الماضية في القطب الشمالي، لوحظ استنفاد شديد لطبقة الأوزون فقط في مواسم الشتاء 1995-1996، 1996-1997، 2004-2005، 2010-2011، 2015-2016».
وفقاً للخبير، بسبب تغير المناخ العالمي، سيزيد حدوث ثقوب الأوزون غير الطبيعية في القطب الشمالي بشكل طفيف.