كشف الممثل والمنتج عبد الرحمن الخطيب لـ"سيدتي" عن المعوقات التي تواجه الأعمال في التلفزيون السعودي، وعند سؤاله عن وضع الدراما التي يتمُّ طرحها، قال: إن هذا السؤال يُوَجَّهُ إلى مسئولي التلفزيون؛ لأنهم هم من تسببوا في سوء وضع الدراما، حيث إنه لا يوجد نظام للدراما ولا مرجعية ولا أي شيء من هذا القبيل، منوهًا بأنه كان هناك نظام في التلفزيون قديمًا بأن يشتروا العمل جاهزًا، بمعنى أن يكون العمل دون الرجوع إلى التلفزيون، ونمضي عليه 7 أشهر في تصويره، ويظهر بصورة جميلة، والآن قبل رمضان بثلاثة أشهر يطالبون المنتِج بإنتاج عمل، في حين أن الممثلين قد وقَّعوا عقودًا بتصويرهم لأعمال مختلفة، وأصبحنا نرى الممثلين في أكثر من عمل بالموسم الدرامي.
واستأنف الخطيب حديثه قائلًا: أنا كمنتج سعودي يحقُّ لي أن أنتج "أتفه الأعمال"، ومن حق التلفزيون تهميشه، فهل التلفزيون عمل بهذه الطريقة؟ وأضاف أن هناك منتجين يختلفون في ثقافاتهم ومنهجهم، وهناك من يحمل ثقافة ومن يحمل وعيًا، وهناك الجاهل، وهناك الذي يحمل "الواسطة"، وعندما نذهب للتلفزيون يطرحون السؤال: من الكاتب؟ وكيف تم تصويره؟ في حين أنه لا دخل لهم بهذه الأسئلة، ولهم علاقة فقط بأن يكون العمل جاهزًا.
وأضاف: أي منتِج ينتج عملًا سيئًا لا نلومه، هذه ثقافته، وهذا وعيه، والوساطات هي ما أفسد الأعمال وأظهرها بهذه الصورة، وهذا الأمر نعانيه من 40 سنة بالمحاباة والمجاملات، وفي الماضي كنا ننتج العمل مثلًا بقيمة 4 ملايين، لماذا الآن تجاوزت سقف 15 مليونًا؟ ما الذي حصل؟ ولا مانع من مشاركة نجوم كبار فيه، من الخليج والوطن العربي.
وتعجَّب الخطيب أيضًا من أن هناك أعمالًا تُبَثُّ في التلفزيون السعودي وما زال تصويرها جاريًا حتى هذا الوقت!
وأردف قائلًا: أنا كفنان سعودي أحاسب التلفزيون السعودي، وينقص الدراما لوصولها لمستوى عربي عالمي المسئولون في التلفزيون، وعلى سبيل المثال قناة ذكريات التي تمَّ تدشينها في رمضان، هناك أعمال حققنا بها جوائز، وكانت لا تتجاوز 4 ملايين ريال، وقفزت قفزات كبيرة، ووصل صيتها للمشاهِد العربي.
ونوَّه بأن قناة ذكريات في صالح المشاهد؛ لاسترجاع الذكريات الجميلة الماضية، وطالب الخطيب المسئولين بفتح باب الحوار، وعدم إغلاقه، والاستماع والحديث والجلوس مع المنتجين لتقديم ما لديهم. وحول الأعمال التي تُقَدَّمُ في التلفزيون السعودي وإمكانية تحسُّن مستواها الدرامي، طالَبَ المسئولين بفتح باب الحوار فقط، وقال: كثيرًا ما تحدّثنا في جمعية المنتجين السعوديين ووضعنا خطة ودراسة، وسلمناها لوزير الإعلام السابق عبد العزيز خوجة، لكن للأسف، وُضِعَتْ حبيسة الأدراج، وكذلك المنتج حسن عسيري كتب خطة جميلة، وعملنا مناظرة ومحاورة على المسرح في مركز الملك فهد الثقافي، غير أنها "حُفِظَتْ في الأدراج".
متى تصل الدراما السعودية لصيتها؟
وأضاف الخطيب في حديثه: من غير المعقول أن يتم تصوير ثلاث حلقات "في البايلوت" للحكم عليها، فيأتي الجواب بعد ثلاث سنوات، بالحقيقة من هو الكاتب المفترض أن يكتب ثلاث حلقات، فنضطر أن نذهب لكُتَّاب "أي كلام"!
لا يوجد نظام يحمي المنتجين بالتلفزيون السعودي، والرقابة ربما ما يجيزه فلان يرفضه فلان للأسف. وهناك من يختار المنتج ولا يختار العمل، داود الشريان وضع نظامًا صحيحًا عندما كان رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، وهناك أيضًا عبد الملك الشلهوب وعبد الله الجاسر، في العصور الذهبية للتلفزيون السعودي وضعوا أنظمة صحيحة، غير أنهم لم يُطيلوا في مناصبهم.
وطالب الخطيب المسئولين في نهاية حديثه بأن يتمَّ إنتاج الأعمال دون الرجوع للتلفزيون، أو تعميد الأعمال مبكرًا، ثم يتمُّ الحساب على الأخطاء، وهذا الأجدر، وأكد أنه من حقهم كمنتجين الاطِّلاع على اللجان المسئولة في الأعمال الدرامية.
واختتم حديثه بأن نقدَ الأعمال الدرامية أمر متروك للجمهور والصحافة، وطالب أخيرًا بفتح باب الحوار والأبواب، وطالب أخيرًا مجلس الشورى بأن يضع أنظمة ولوائح ومرجعية للدراما، بما فيها الرقابة.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي